ثقافة ومنوعات

في الذكرى السابعة والستين لمأساة عنبر جودة

قصيدة عشرون دستة

 الشاعر – صلاح احمد إبراهيم

 

لو أنهم..

حزمة جرجير يعد كي يباع

لخدم الافرنج في المدينة الكبيرة

ما سلخت بشرتهم أشعة الظهيرة

وبان فيها الاصفرار والذبول

بل وضعوا بحذر في الظل في حصيرة

وبللت شفاههم رشاشة صغيرة

وقبلت خدودهم رطوبة الانداء

والبهجة النضيرة

٭لو أنهم فراخ

يصنع من اوراكها الحساء

لنزلاء الفندق الكبير

لوضعوا في قفص لا يمنع الهواء

وقدم الحب لهم والماء

لو أنهم…

لكنهم رعاع

من الرزيقات

من الحسينات

من المساليت

نعم رعاع

من الحثالات في القاع

من الذين انغرست في قلوبهم براثن الاقطاع

وسملت عيونهم مراود الخداع

حتى اذا ناداهم حقهم المضاع

عند الذين حولوا لهاثهم ضياع

وبادلوا آمالهم عداء

وسددوا ديونهم شقاء

واستلموا مجهودهم قطناً وسلموه داء

حتى اذا ناداهم حقهم المضاع

النار والرشوة والدخان

والكاتب المأجور والوزير

جميعهم وصاحب المشروع

بحلفهم يحارب الزراع

يحارب الاطفال والنساء

وينشر الموت على الارجاء

وينفتح الرصاص في الصدور

ويخنق الهتاف في الاعماق

وفي المساء

بينما كان الحكام في الرقص وفي السكر

وفي برود بين غانيات البيض ينعمون بالسمر

كانت هناك

عشرون دستة من البشر

تموت بالارهاق

تموت بالاختناق

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى