صفحات متخصصةعلى الشارع

عين على الشارع: إعداد- زهرة عكاشة

“حياة ومتعة”
المُنتجات الجلدية تعبر عن جمال الحياة، نُحوّل جلود الحيوانات إلى مشغولاتٍ ممتعة وإلى زينة، والبعض يتخذ من صناعة الجلود هواية أو عمل
الخرطوم – زهرة عكاشة
العشق، الأمل، الحياة، البقاء، أوصاف تعبر عن فتاة غُرمت بالمنتجات الجلدية فجعلت من الاشتغال بها طريقاً للنجاح، خطته بعزم وإرادة وإصرار. هي طبيبة صيدلانية، تلقَّت – مصادفة – دورة تدريبية في صناعة الجلود، تطورت من هوايتها أولاً وأكسبتها مهارة جديدة، ربما تحتاجها في المستقبل. لم يخطر بخلد (مروة) حينها أن ذلك سيكون بداية لمشروع ينمو ويكبر مع الأيام، تقول للديمقراطي: “كانت الدورة التدريبية التي حصلت عليها ليست مجرد تعلم صناعة أحبها وأفكر فيها وأدخرها للمستقبل”.
المشروع
مصنوعات جلدية متعددة بدأت مروة إنتاجها، “شنط بنات” مختلفة الأشكال والأحجام، ثم أضافت “جزالين رجالي”، “مطابق سيدات” و”مَحَافِظ بطاقات للجنسين”، تقول: “صنعت شنطة جلدية نهاية الدورة التدريبية، أعجبت بها فتاة كانت تدرس في دورة أخرى، وطلبت صناعة واحدة لها فكانت ضربة البداية وانطلاق المشروع”.
الفكرة
“بدأتُ قبل عام إنتاج مشغولات جلدية تنافس العالمية، بعد اكتفاء السوق المحلي”، تواصل: “أعشق المنتجات الجلدية منذ الصغر، فهو عشق ورثته عن جدتي، فقد كانت تهوى اقتناء المحافظ الجلدية ولديها “شُونوق” وهي كلمة نوبية تتكون من مقطعين “شنقر نوق” وتعني “بيت المال” وبالعامية السودانية تسمى “مفحضة”، لها جيوب كثيرة، تعلق على العنق وتختفي تحت الملابس. أعجبتني محفظة جدتي كثيراً، حتى أنني احتفظتُ بها بعد وفاتها”.
تُعبّر المنتجات الجلدية بالنسبة لمروة عن الحياة والحب، فللمشغولات الجلدية قيمتها الجمالية عندما تُصنع بحب وتخرج بشكل مبدع وجميل.
ركيزة وسند
مروة ممتنة لوالدها ومعلمتها إيمان الصادق، كانا سنداً لها ومنحاها دعماً كبيرا، تقول: “رغم أنني طبيبة صيدلية إلا أن والدي معجب بموهبتي وسعيد بعملي أشكره كثيراً، ومعلمتي إيمان لم تتوان في دعمي وفسحت لي مجالاً لمساعدتها.
كذلك وجدت تشجيعاً من الصديقات والأصدقاء ودعماً من اسرتها.
أفكار ومهارات
تقول مروة أن صناعة الجلود تحتاج لصبر وإصرار فهي تجلس لثلاث أو أربع ساعات لتصنع جزلاناً واحداً، “لا أفكر كثيراً في شكل ما أريد صناعته فقط أصنع الشكل الذي يخطر ببالي في اللحظة ويتفق مع رغبتي، أي أصنع أشياء توافق وطريقة تفكيري تعبر عن هويتي”، تضيف: “اصنع من أجل المتعة والتغيير”.
ورشة عمل وحجر أساس
شرعت في تأسيس ورشة، بدأت فيها العمل، تحاول من خلالها اكتساح السوق بالأشكال الجديدة والمتنوعة وتراهن على جودة صناعتها، فهي تثق بذوقها ومتانة صناعتها، وقالت: “أصنع منتجات عصرية تواكب الموضة واحتياجات السوق”، وأضافت: “المتوفر في السوق يسير على نمط واحد لم أعره اهتماماً فقط أصنع منتجات متنوعة ومختلفة الأشكال والألوان، أحاول دائماً وضع بصمة واضحة وهو ما ميزني عن الآخرين وكان حجر الأساس في اقتحام هذا السوق وإثبات الوجود.
توافق وتصميم
تصميم منتجات مروة من الشنط يعتمد على ذوقها في الأشياء، ودائماً تصنع الشيء الذي يتوافق وهواها، إلا إذا طلب الزبون تصميماً معيناً، وتقول: “لا أتعب في وضع تصميم مشغولاتي لأنني أصمم أشكالاً من وحي خيالي تعبر عني وعن هويتنا السودانية، تعبر كذلك عن الأبدية أي أنها ستبقى معك أطول فترة ممكنة”، وتابعت: أستمتع كثيراً أثناء تصمم وتنفيذ العمل، البقاء في هدوء وقضاء ساعات طويلة مع قطعة الجلد تشعرني بالسعادة، فأنا أعشق الأجواء الهادئة وأتمتع ببال طويل يكفي لصناعة جزلان في ثلاث أو أربع ساعات متواصلة.
ترويج واسم عمل
تعتبر مروة الترويج أهم من الإنتاج نفسه، ولأنها درست التسويق ففي الوقت الحالي تعتمد على نفسها و”كلام الناس”، قالت: “أنشأت حساب على “الفيس البوك وانستغرام”، وهذا لا يعني أنه لن أحتاج للمساعدة مستقبلاً والاستعانة بآخرين”، وأضافت: “استخدم “شونوق” براند واسم عمل لورشتي.
مواد وتكاليف
تحتاج مروة في صناعتها لأدوات فهي حتى الآن تصنع منتجاتها بيدها، وتلفت إلى أنها تحتاج لـ”جلد طبيعي من المدبغة وأكسسوارات ” أقفال وحلقات للشنط”، أي أكسسوارات تجميلية، سمبك ويستخدم لخرم الجلد، شاكوش سيلكون، مسطرة، متر ومقص جلد، مشرط، صمغ، بولش وألوان”.
تكاليف مواد التصنيع في زيادة بحسب مروة، تابعت: أصبحت مكلفة، الشنطة التي كنت أبيعها بألف أو اثنين بلغت الآن “10” إلى “20” ألف جنيه، واستطعت بجودة الإنتاج رغم التكلفة العالية أن أكسب زبائن وهم في زيادة يومياً، أحافظ عليهم بضمان الجودة وإصلاح المشكلات دون مقابل إن حدثت ولفترة طويلة تصل لسنوات كضمان للمنتج، وأوضحت أن العمل متعب وتأخذ الشنطة يومين أو ثلاثة أيام من العمل، وهناك إقبال على المنتجات جميعها.
عمل آخر
تعمل مروة دواماً جزئياً في “جيم” بالقرب من منزلهم فهي “مدربة داكندو”، لعبة رياضية حصلت فيها على الحزام الأحمر، وتنوي كذلك تدريس التسويق في المستقبل القريب.
مشكلات واجهتها
المادة، حجر عثرة لكل مشروع، والبدايات هي الأصعب دائماً وكأي مبتدئة واجهت مروة مشكلات مادية تخطتها بقليل ترتيب، وقالت: “عرض والدي مساعدتي بتمويل المشروع، رفضت لأنني أرغب في المحاولة وخوض التجربة، كذلك عدم توفر المواد، فالسوق لا يلبي احتياجات المنتجين من معينات العمل من أكسسوارات بجانب محدودية الخيارات وضعف جودتها.
تقول للشباب
لا تنتظر المناسب، جرب المتاح بالنسبة لك اخرج، حاول، استغل كل الفرص المتاحة فأنت لا تعرف متى سيأتي العمل المناسب الذي ترغب فيه، لذلك ابدأ بالمتاح ولا تدع القطار يمضي وأنت في محطة الانتظار.
بطاقة تعريفية
مروة عبد الرحمن محمد أبوبكر الوالدة دهابة عبد العزيز طه ولدت في مدينة “الرياض” بالمملكة العربية السعودية، وترعرعت بمدينة “جدة” عادت إلى السودان في الصف السابع انضمت لطلاب مدارس “المجلس الأفريقي” بالخرطوم وامتحنت مرحلة الأساس، ودرست أولى بمدرسة بحري الثانوية وأكملته بالمملكة العربية السعودية لتعود في العام “2007” بعد الجلوس لامتحان الشهادة الثانوية لتدرس كلية الصيدلة بكلية الرازي الجامعية وتخرجت فيها في العام “2012” وفي عام “2014” نالت ماجستير تكنولوجيا الصيدلة الحيوية، ثم نالت ماجستير إدارة الأعمال من جامعة قاردن سيتي. ترجع أصولها الى قبيلة “المحس” من “جزيرة بدين” بالولاية الشمالية، لديها أربعة إخوان وأخوات.
////
لازال وجدان السيدات متعلقاً بالثوب السوداني وبورصة الأسعار تهدده بالانقراض
الخرطوم – الديمقراطي
في ظل البحث الدؤوب للرجال لتوفير ميزانية خروف الأضحية، تهتم بعض السيدات والفتيات بالبحث عن جلباب أو عباءة للعيد، وهذا البحث المضني بحسب ملاحظة الشارع يبدأ في شهر رمضان ليأخذ استراحة محارب بعد عيد الفطر ليستأنف بعد شهر استعداداً لعيد الأضحية.
تجهيزات الأعياد سابقاً لم تكن تشمل هذا النوع من اللبس فقد كانت الفتيات تعتمد على البلوزة والاسكيرت أما السيدات فيرتدين الثوب السوداني دون منافس، حتى ظهرت موضة عباءات الخروج وملأت الأسواق ومواقع التواصل الاجتماعي، فهل تهدد الثوب بالانقراض أم يقفان على مسافة واحدة من بعضهما في العيد؟

عملي وساتر
ترى آمنة عبد المنعم “متزوجة حديثاً” أن الجلباب أكثر عملية فضلاً عن أنه ساتر أكثر للجسم، وتقول: “امتلأت السوق بالجلبابات الجميلة التي تلبي كل الأذواق وتأتي من مصر وتركيا، خفيفة وذات ألوان رائعة،”، وتابعت: بالنسبة لي أفضلها على الثوب لاسيما وأن العيد ذبائح وتحتاج لملابس عملية واقتصادية.
تسيير اقتصادي
وبالنسبة لأميمة الطاهر “ربة منزل” أسعار الثياب المرتفعة هي التي تهدد وجوده مقابل العباءات، وقالت: “أسعار السوق وغلاء المعيشة اضطرنا للبحث عن حلول أخرى، ولابد أن نساير الحياة”، وأضافت: الجلباب أو العباءة أكثر عملية وخفيفة في الوزن والسعر، ويمكن مشاركتها مع ابنتي تسهم إيجابياً في تقليل المصروفات مقابل الوضع الاقتصادي المزري.
ظرف طارئ
هويدا عبد الرحمن تشير إلى أنها باتت تفضل الجلباب على الثوب، لكنها ترى أن الزمن غير مناسب لشراء جلباب للعيد هذا العام مراعاة لزوجها فأسعار خراف الأضاحي خرافية ويحتاج لسند ودعم الظرف طارئ والوضع محرج، ودعت السيدات إلى الإحساس بأزواجهن والمساهمة في شراء الخروف بدلاً من إهدار المال في أشياء آجلة، وإدخال البهجة والسرور لكل الأسرة.
محافظة مهمة
أما جميلة سليمان “ربة منزل”، تلفت إلى أن العباءة تناسب الفتيات أكثر من السيدات، وتقول إنها تعشق الثوب السوداني ولن تتخلى عنه وهناك عباءات سوداء وأخرى اشتهرت بـ”النسوان جنن” يمكننا كمتزوجات ارتداءها في مشاوير الحلة أو السوق للحفاظ على الثوب وارتدائه للمشاوير المهمة، وأضافت: “فقد بات باهظ الثمن ومكلفاً”.
هوية وتكاليف
تشير أماني جلال إلى أهمية الإبقاء على الثوب السوداني، باعتباره الزي الرسمي ويعبر عن هويتنا كسودانيين، لكنها في ذات الوقت تشجب وتدين ما يحدث في سوق الثياب من ارتفاع في الأسعار وقالت: “بات من الصعب اقتناء ثوب جيد النوعية، السوق ملئ بمقاطع الثياب لكنها من الدرجة الرابعة أو الخامسة والقييم منها غالي”، وتلفت إلى أن البيوت السودانية أنهكها الغلاء وصارت في حيرة من أمرها، وهناك أسر تنازلت عن الكسوة هذا العام وكذلك الخراف فالأسعار مبالغ فيها، ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها، ونرجو صلاح الحال.
ثقافة جديدة
تعتبر مصممة الثياب والأزياء هويدا حسن ارتفاع أسعار الثياب مهدداً رئيساً لاندثاره، وقالت: “مزايدة التجار بارتفاع أسعار الثياب جعل السيدات يملن إلى شراء العباءات الجاهزة أو تفصيلها، فهي غير مكلفة وعملية، بجانب أن العباءة يمكن ان تتشاركها الأم وبنتها لتصبح اقتصادية وتوفر لهم مبلغاً جيداً”، ولفتت إلى أن ثقافة مشاركة الملابس جديدة على المجتمع السوداني أفرزتها الضغوطات الاقتصادية وغلاء المعيشة.
وأشارت إلى أن أسعار الثياب في تزايد وكذلك العباءات لكن الأخير الأفضل بينهما، وقالت: “ثوب البدرة يكلف ببن “4 – 5” آلف جنيه أما التوتل السويسري فيكلف “10” آلف جنيه وهو سعر ليس ثابتاً ومتغير حسب أسعار السوق اليوم، وقد ساهم ذلك في تقليل الطلب، ورجح كفة العباءات والفساتين على الثوب السوداني”، وأضافت: هذا العام احتار الناس في أسعار الأضاحي وهناك كثير من السيدات تنازلن عن كسوة العيد، وهناك من تنازلن عن الاثنين معاً لعدم توفر الإمكانات.
/
عين على الطريق
احتفل الشارع السوداني والعالم بعيد الأضحية أعاده الله علينا بالخير واليمن والبركات، فكان الأطفال هم الأكثر سعادة وفرحة بذلك، اللهم أدمها نعمة وأحفظها من الزوال وكل عام وأنتم بخير.
تصوير – يحيى شالكا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى