عين على الشارع.. إعداد- زهرة عكاشة

“الإنسان والحياة”
تطوير الذات يرتقي بالإنسان ويعلي من الروح الإنسانية ويُقوِّم السلوك
الخرطوم ــــ زهرة عكاشة
يحتاج الإنسان في كثير من الأحيان إلى تغيير نمط حياته أو تطوير ذاته علميًا وعمليًا، فهناك من يرغب في اكتساب مهارات جديدة، وهناك من يمتلك مهارات ويرغب أن يشاركه الآخرون فيها.
ويعد التدريب والتنمية البشرية وتطوير الذات رسالة إنسانية سامية ترتقي بالإنسان وتغيّر نمط حياته من حالة سالبة إلى موجبة، بعد اكتساب مهارات تعينه على الإبداع والتطور.
هدف وغاية
يرى المدرب حسين عويس، أن تطوير الآخرين وتدريبهم يحتاج في الأساس إلى مدرب مؤهل، يبذل ويشرح من تدريبات المهارات الذاتية التي تمكنه من توصيل المعلومات بسلاسة ومتعة ويسر عبر دورات تدريبة. وقال: “أهدف لوضع بصمة جديدة من خلال مساعدة وتحفيز الإبداع والابتكار الكامن داخل كل الناس للوصول إلى مجتمع متطور في كافة المجالات”. وأضاف “يجب تدريب الجميع”.
يقول رسولنا الكريم: “أَحَبُّ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ أَنْفَعَهُمْ لِلنَّاسِ، وَأَحَبُّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ سُرُورٍ تُدْخِلُهُ عَلَى مُسْلِمٍ، أَوْ تَكْشِفُ عَنْهُ كُرْبَةً، أَوْ تَقْضِي عَنْهُ دِينًا، أَوْ تَطْرَدُ عَنْهُ جُوعًا، وَلِأَنْ أَمْشِيَ مَعَ أَخٍ لِي فِي حَاجَةٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَعْتَكِفَ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ، يَعْنِي مَسْجِدَ الْمَدِينَةِ، شَهْرًا، وَمَنْ كَفَّ غَضَبَهُ سَتَرَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ، وَمَنْ كَظَمَ غَيْظَهُ، وَلَوْ شَاءَ أَنْ يُمْضِيَهُ أَمْضَاهُ، مَلَأَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ قَلْبَهُ أَمْنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ مَشَى مَعَ أَخِيهِ فِي حَاجَةٍ حَتَّى أَثْبَتَهَا لَهُ، أَثْبَتَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ قَدَمَهُ عَلَى الصِّرَاطِ يَوْمَ تَزِلُّ فِيهِ الْأَقْدَامُ”.
البداية
في العام “2001” وكان وقتها أستاذًا لمادة “الحاسوب” بالمدارس الثانوية، حاول، المدرب حسين عويس، ابتكار طريقة سهلة تمكنه من توصيل المعلومات لطلابه، فاستخدم أسلوبًا رائعًا ومهارات أثنى عليها الجميع، يقول: “قررت استخدام كل مهاراتي لتوصيل المعلومات، ونجحت في ذلك من خلال قص القصص والمواقف بطرق درامية، رغم جمود المادة واعتمادها على الجزء العملي أكثر من النظري لكنني نجحت في استخدام أسلوب مختلف تقبله الجميع وأعجب به”.
وأضاف: “في العام “2009” بدأت اكتشف ذاتي وتيقنت من امتلاكي لمهارات وقدرات في عملية التواصل الفعّال مع الطلاب وعامة الناس، ودائمًا ما يثنون على طريقة الشرح والأسلوب السهل والمختصر في توصيل المعلومات”.
مواد وتكاليف
يحتاج حسين إلى جهاز حاسوب، مؤشر، مكبر صوت، مايك وسماعة، بروجكتور، سبورة، قلم، المادة وكثير من الملحقات، بجانب بعض الألعاب التدريبية التي تتناسب مع الدورة التدريبية. ويلفت إلى أنه يختار الألعاب التي تتناسب مع موضوع الدورة التدريبية. ويؤكد على أن الدورة مكلفة، تزيد تكاليفها مع ارتفاع أسعار السوق وفي ذات الوقت تختلف بحسب الدورة وعدد الساعات والمدربين والمركز ونوع الشهادة، وقال: “رغم ذلك نحاول ابتكار وسائل وطرق نتغلب بها على الغلاء، والاستعانة بألعاب تخفف الضغط الاقتصادي، ومع ذلك لا أمل من تكرار أن التدريب مكلف لكن العائد منه وفائدته عظيمة”.
قبول ومهارات
وقال: “كذلك أنعم الله عليَّ ووهبني التواصل الفعّال من خلال الصوت ولغة الجسد والتفكير الإبداعي والابتكاري في عملية العرض بالإضافة إلى اكتساب مهارات كثيرة ومعلومات ومعارف، أبثها للمتدربين لاكتساب المهارات ورفع القدرات”. وتابع: “وللخبرة والممارسة العملية دور كبير في صقل الأفكار والمهارات التدريبية”.
أول دورة
كانت لطلاب مرحلتي الأساس والشهادة السودانية بعنوان (صناعة التفوق الدراسي)، يقول: “قمت باختيار العنوان بعد مشاورة المدرب معتز محجوب عثمان وتربطني به صداقة وعلاقة أخوية، وكانت الدورة متكاملة فوجدت قبولًا وصدى داخل وخارج السودان”، وأضاف: “إعداد الحقيبة كان بطريقة إبداعية لأنني اجتهدت كثيرًا في جمع كل أدوات النجاح للطلاب من تخطيط لطرق وسبل النجاح، إلى الوسائل مع التحفيز”.
أفكار ومهارات
بالنسبة لـ”حسين” الثقة بالنفس، العزيمة والإرادة الحرة، وروح القيادة الفعّالة، والإدارة بالحب وقوة التأثير مع القدرة على الإقناع والتفكير الإبداعي، والجديد في اختيار الدورات ومعرفة الاحتياجات التدريبية، هي أساس أي عمل ناجح، بالإضافة إلى سعة البال والصبر”. ويقول: “نحن ندرب الناس على الصبر وطولة البال فلابد أن نتحلى بهما”.
عوامل جذب
الإنسان والحياة شكلا عوامل جذب لحسين للاهتمام بالتدريب والتنمية البشرية، فقد وجد أن هذا المجال يهتم بالإنسان وطرق تنسيق أموره والحياة وكيف يستثمرها إيجابيًا.
ويقول: “أيضا كانت هناك مشكلة اجتماعية صنعت المدرب الاستشاري حسين عويس وحفزته للاهتمام بتطوير الذات وكل الذي من شأنه أن يرقي الإنسان ويعلي الروح الإنسانية ويُقوِّم السلوك”.
إثبات وجود
التفرد في تقديم المادة والتفنن في العرض وتنوع الحقائب التدريبية مكّنوا حسين من حجز مكان له وسط مدربي التنمية البشرية، فهو صمم برامج متكاملة لنزلاء السجون، يقول في ذلك: “يحتاج نزلاء السجون إلى دعم نفسي واجتماعي فهم يعيشون في ظروف استثنائية بالغة السوء لذا كانت حقيبة متكاملة تعين النزيل في السجن وتدربه على الرضا بالواقع وكيف يتعايش مع الجدران الأربعة حتى الوصول إلى الرضا النفسي، جاءت تحت عنوان (التخطيط خلف القضبان)”، وتابع: “بدأت الدورة بسجن التائبات ولم تنتهِ عند سجن كوبر، فقد جبت بها سجون الولايات بالتنسيق مع وزارة الداخلية ورئاسة شرطة السجون”.
دورات تدريبية
“500” رقم قرر حسين أن يبدأ به أولى خطوات الطريق إلى النجاح، ويجعله مقياسًا يقيس به مدى تطوره في المجال وتقدمه، وقال: “وضعت الرقم لعدد الدورات التي خضتها لقياس نسبة التفوق والتحدي مع النفس، ووصلت الرقم قبل عامين وبعدها لم أحسب لأن “500” دورة تدريبية كانت كافية لصقل الخبرات التي جعلتني أصير مدربًا مميزًا ومحترفًا ومكنتني من المنافسة وحجز مقعدي بين المدربين”.
دعم وتحفيز
وجد حسين دعمًا كبيرًا من أسرته وهو ممتن لهم كثيرًا ويقول: “زوجتي فرحة مديرة أعمالي والداعم المعنوي والمادي والمحفز الأول، أسرتي وعندما أقول أسرتي أكيد أعني أمي ودورها العظيم في تكوين شخصيتي ووالدي عليه رحمة من الله ورضوان الذي علمني معنى الحياة والإنسانية ورسم لي خارطة الطريق، إخواني وأخواتي وأحفادنا، كذلك أصدقائي والأهل بفريق المحس وأهلي في الامتداد وسنار والمدربين والجمهور كانوا ولا زالوا سندًا وعضدًا قويًا”.
رغبة ولكن..
أقبل عدد كبير جدًا على الدورات التدريبية قبل جائحة كورونا لاسيما المؤسسات الحكومية والخاصة، المنظمات والجمعيات، الجامعات والروابط، المعاهد والمدارس والأفراد، بحسب حسين، وأضاف: “لكن فايروس كورونا وعدم الاستقرار السياسي بجانب تردي الأوضاع الاقتصادية، قلل من نسب الإقبال على التدريب، واستبدلت قاعات التدريب المباشر بوسائل التواصل الاجتماعي “التدريب عن بعد”، لكننا بدأنا للعودة من جديد وبقوة وحذر”.
ويشير إلى أن الإناث هن الأكثر رغبة وإقبالًا على التدريب مقابل الذكور، وأرجع ذلك إلى أن المرأة بطبيعتها قائد داخل الأسرة، لذلك وهي في مرحلة الشباب تجدها تبحث عن المهارات التي تجعلها تمتلك روح القيادة في البيت في المكتب وسط أصدقائها، وتجدهن الآن متقدمات في التعليم عن الذكور في الأغلب.
ترويج وإعلان
يستخدم في الترويج جميع مناصات الإعلام المختلفة بالتركيز على وسائل التواصل الاجتماعي باعتبارها أكبر منصة إعلامية، ويقول: “الترويج والإعلان أهم عنصرين للانتشار وكان لابد من الاستفادة من التطور التكنولوجي في عالم الاتصالات وثورة المعلومات، والاعتماد عليها في الإعلان والترويج من خلال تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة وكافة منصات الإعلام”، وتابع: “غير أن التدريب المستمر وتطوير الذات ساعداني على الاحتفاظ بمكانتي مع تجويد وتجديد العمل والإبداع في عالم التدريب.
مشاركات خارجية
شارك حسين في مؤتمر المدربين العرب بجمهورية مصر العربية، ودورة (صناعة التفوق الدراسي) لأبناء الجالية السودانية بدولة البحرين، وبعد جائحة كورونا أتيحت له فرص كثيرة للتدريب في دول كثيرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي منها “موريتانيا، لبنان، مصر، الجزائر والسعودية”.
تحديات ومشكلات
أصعب تحدٍ هو مواجهة الذين يجهلون التدريب والفائدة منه، ويتحولون إلى أعداء للمدربين والتطور والتنمية وتقدم الشعوب، فضلًا عن الذين يتخذون المجال لكسب المال فقط، هؤلاء هم أعداء التدريب، ولا يعرفون أن أخلاقيات المهنة تحتم عليهم تحري الصدق فيما يقدم للجمهور، لأن التدريب في الأساس عملية تغيير اتجاه الإنسان من السالب إلى الموجب، وتحويل المعارف إلى مهارات، ويهتم بالسلوك والإنساني.
ماذا تقول للشباب؟
جملة واحدة أرددها دومًا بالتدريب، نبني أنفسنا والأوطان.
بطاقة شخصية
حسين عثمان عويس شمت، الوالدة ستنا طه إسماعيل، من مواليد الخرطوم امتداد الدرجة الثالثة حيث طفولة وصبا ولا أزال، فهي الوطن الصغير مستقر الأهل والجيران والصحبة والترابط، مسقط رأس والدي مدينة “فريق المحس” بالولاية الشمالية. إخواني عويس وعماد وإيهاب وعبدالإله، وأخواتي نادية وإيمان وإيهام. متزوج من فرحة محمد أحمد، ورزقت منها بـ”نون ودان”.
درس الابتدائية بمدرسة بشير الامتداد “4”، والمتوسطة كانت بمدرسة الامتداد “3” بنين، أما الثانوي فكانت بمدرسة للعروبة الثانوية بنين، ثم انضممت إلى طلاب “نظم المعلومات” بجامعة السودان العالمية، وحضّرت الدراسات عليا في “تقنية المعلومات” بجامعة السودان المفتوحة.
أعمل مدربًا استشاريًا في مجال التدريب والتنمية البشرية وتطوير الذات، ومستشارًا بوزارة الصحة ولاية القضارف – مركز الشرق لعلاج الأورام، التحفيز والدعم (تطوع) لمرضى السرطان، متطوع في مجال الأمومة والطفولة ودعم ذوي الاحتياجات الخاصة.
///
قبل دقائق من إعلان نتيجة شهادة مرحلة الأساس قطع الإمداد الكهربائي عن بعض المناطق
“حار بينا الدليل”
الخرطوم ـــ الديمقراطي
في لحظات حرجة انقطع الإمداد الكهربائي عن عدد من أحياء العاصمة القومية، وهو أمر ليس غريبًا، فقد اعتاد الناس وبرمجوا أوضاعهم على ذلك، لكن الغريب والمدهش غير المتوقع انقطاع الإمداد قبل إعلان نتيجة امتحانات مرحلة الأساس بولاية الخرطوم. ما هو شعورك تلك اللحظة؟
سبق وقد أعلن وزير الطاقة عن استقرار التيار الكهربائي في الأول من أغسطس وها نحن في ربع الشهر، ولم يحدث سوى عدم انتظام البرمجة و”برجلة”، المواطنيون عقب انتهاء عطلة عيد الأضحى وعودة القطوعات.
غير موفق
تشير منى الهادي إلى أن انقطاع التيار الكهربائي قبل دقائق من إعلان نتيجة شهادة مرحلة الأساس كان محبطًا جدًا، فقالت: “جلست وأسرتي لسماع أسماء المتفوقين، وتقرير المستوى العام فكلنا نعلم أنه عام استثنائي، ويهمنا معرفة ما بذل من جهد وحصيلة الطلاب مع جهد المعلمين، لكننا تفاجأنا بانقطاع الكهرباء فكان قرارًا غير موفق من إدارة الكهرباء”.
فرحة وقتلت
منال قسم الله كانت تتوقع انقطاع التيار الكهربائي بعد إذاعة المؤتمر الصحفي، وقالت: “لم يخطر ببالي انقطاع الكهرباء في ذلك الوقت الحرج فقد كنا ننتظر النتيجة على أحر من الجمر فهي لحظة تنتظرها كل الولاية وفرحة للمتفوقين وأسرهم”، وتابعت: “قتلوا الفرحة في قلوبنا، ولم نتمكن من سماع أسماء المتفوقين ولا خطاب المستوى الأكاديمي للمرحلة”.
تحقيز وتشجيع
ترجو سهى صلاح الإدارة القومية للكهرباء بعدم قطع التيار الكهربائي عند إعلان نتيجة الشهادة السودانية مثلمًا فعلوها مع نتيجة شهادة مرحلة الأساس ووأدوا الفرحة في قلوب أبنائنا الممتحنين، وقالت: “إعلان أسماء المتفوقين لا يخص المتفوقين وأسرهم فقط، بل هو شأن يخص كل المواطنين، غير أنه يعد حافزًا للممتحنين اللاحقين ويشجعهم على استذكار دروسهم ليتفوقوا وتذاع أسماءهم وأسماء أمهاتهم” وتابعت: “نحرص كل عام على مشاهدة المؤتمر مع أبنائنا وبناتنا فلماذا حرمتمونا من الفرحة مع المتفوقين يا ناس الكهرباء؟”.
مُثبِّط للهمم
ترى الباحثة النفسية شيماء حسبو أن انقطاع التيار الكهربائي يوم إعلان نتيجة التي ينتظرها كل السودان أمر محبط ومُثبِّط للهمم، وقالت: “سماع أسماء المتفوقين يسهم إيجابًا في العملية التعليمية وتحسين مستوى أداء طلاب السنة اللاحقة، وكذلك يظل حلمًا يراود حتى المقبلين على الامتحان بعد عام أو اثنين”، وتابعت: “غير أن التهيئة النفسية للمتفوقين أنفسهم وانتظار سماع أسمائهم عبر أجهزة الإعلام المختلفة، انقطاع التيار الكهربائي تلك اللحظات مؤلمة ومحبطة وكان يمكن للقابض على السكينة وأعصاب الممتحنين في مقتل الانتظار حتى انتهاء المؤتمر ومن ثم قطع الإمداد، طالما أنه حتمًا ولابد.
////
عين على الطريق
خرج أهالي بري الدرايسة في موكب أمس الأول معلنين عن وقفة احتجاجية أمام مباني مستشفى رويال كير، واستنكر الأهالي والمتضامنيون معهم تكرار الأخطاء الطبية وإفلات المذنبين من العقاب بالمستشفيات التي راح ضحيتها أبرياء، وطالب المحتجون بإقالة الطبيب الذي تسبب في وفاة مريضة فجر الاثنين الماضي ولازال يعمل بالمستشفى.
وأكد أهالي المنطقة أنهم لن يصمتوا على تجاوزات الأطباء التي تجسد مقولة “من أمن العقاب أساء الأدب”، وكثير منهم لا يراعون تكرار الأخطاء وفقدان كثير من الأرواح في ظل تعنت المستشفيات من كتابة تقرير حالة يصف ما حدث حتى لا يتحملوا المسؤولية، وذلك يجعلهم شركاء في الجريمة، وقالوا إن لم تتدخل وزارة الصحة لمحاسبة الطبيب والمستشفى فلن يتوانوا من مواصلة التصعيد حتى يصل مداه.