عن ظاهرة الادارات الرياضية الميليشوية
د. وجدي كامل
تبقى الرياضة مجالا حساسا واستثنائيا في تاثيره على الحركة الاجتماعية والسياسية والثقافية. ومن آثار ما قامت به الانقاذ من تعديلات جينية في نظم ادارات الاندية الكبيرة كالهلال والمريخ وفتحها للراسماليين الطارئين غير المتحقق من مصادر اموالهم ومشروعية مراكمتها كان لا بد ان تؤسس للكارثة التي تليها وهى تنامي قبضة راس المال الميليشيوي على ملكية وسلطة ادارات الاندية السودانية في نموذح المريخ الاخير ومن ثم تحالفه إداريا مع الصديق خليفة حفتر والذي يسهل تسميته كتحالف معلن بين اندية تضرب بجذورها في الوطنية والتاريخ الوطني مع سلطات ومؤسسات المال القذر- اندية اضطلعت بادارتها شخصيات كعوض ابوزيد وكعبد الرحمن شاخور ومهدي الفكي وفؤاد التوم وعبد الحميد حجوج وابو العائلة لتنحدر بعدها وتصبح ايلولتها للتجار الحزبيين والمضاربين والسماسرة والمطلوبين للعدالة.
بدول اوروبية يشتري الاغنياء غض النظر عن جنسياتهم الاندية الرياضية كضرب من الاستثمار ولكن ليس التمثيل في الادارات ولو بنحو صوري في مقابل رشوة مالية قدرها بضع ملايين من الدولارات.
ما جرى اخيرا يفجر اوسع الخلافات ويسمح بمعاقبة كل من اسهم في الدفع بالاندية الرياضية في هذا الطريق الوعر من اعادة غسيل المال السياسي الصادر من اقتصادات الحروب بمجال عزيز على السودانيين كان الولاء للشعار راسمالهما في يوم من الايام. راس المال العسكري المليشوى المنفلت يبتلع كل شىء بضلوعه اللافت فئ المعادلة السياسية ويصنع لنا منتجات تبدا من القونات الى اعلام الخيبة باكمله مما يفسد كثيرا حياتنا ويقلق منامنا ويوجع احلامنا في اوقات حرجة تمر بها البلاد وتتململ من عقوباتها الثورة المجيدة التي كان من المؤمل ان تنتصر بالكامل وتخرج لنا شخصيات رياضية مناصرة لها وللتغيير تساهم بدورها في انتاج ثقافة رياضية غير التي اصبحت ونصبت راياتها فوق رؤوسنا.