الرأي

على قدر التحدي…!!

خلال (غزوة المناهج) وضحت بشكل سافر الثورة المضادة التي تحاول تعويق التغيير، ومع الإيمان الكامل بقوة الشعب التي (لن يغلبها غلّاب) إلا أنه يجب معرفة القوى الرجعية المرتجعة المتآمرة النشطة في الباطل، التي تحاول إيقاف عجلة التغيير، والتي لا بد أن يفطن لها الشعب وحكومته المدنية، ويكشف ارتباطها ببقايا الإنقاذ والفلول المتضررين من الثورة والمتحالفين معهم والباكين من إغلاق (ماسورة الاستباحة)، الذين يريدون شد الوطن للوراء وتصوير (الولولة) على عهود الظلام بأنها من باب الغيرة على الدين، وذلك من أجل فضح الصلة بين هذه الفئات المتآمرة وبين الإنقاذيين، الذين لا يزالون يعملون داخل الأجهزة النظامية ومفاصل الدولة، بل حتى من داخل المجلس السيادي، وإذا شئتم الأسماء فليس ذلك بعسير لأن الأمر ليس سراً أو ظناً إنما هم الذين يعلنون صراحة عن كراهيتهم للثورة كلما تحدثوا أو تحركوا، وليس فقط من جحوظ العيون: (الصبُّ تفضحه عيونه)..!
نحن على يقين بأنهم مهما تكأكأوا فلن يستطيعوا كسر إرادة الشعب، والجواب واضح ولا جدوى من تجريب المجرب، إنما هي صيحة واحدة فتنشق الأرض عن المليونيات التي تحرس ثورتها، بل حتى إذا احتاج الأمر إلى ثورة جديدة (فلتكن مشيئتك يا رب..!) ثورة تعيد الأمور إلى نصابها، وتقول للحالمين بعودة الإنقاذ أو (أو أي نسخة أخرى منها) إن عليهم الإفاقة من أحلام اليقظة، أو ما يتراءى لهم (بين اليقظة والأحلام) وأَنْ يعلموا أنَّ تعاقد الشباب مع وصايا الشهداء لا يمكن أن تكسره مثل هذه (الحرقصات) هنا وهناك، وأعداء الثورة مكشوفون بعد أن (طارت ورقة التوت) إلى غير رجعة؛ وعليهم ميسم الإنقاذ ودمغتها الزنيمة، سواء كانوا من المتربصين داخل مفاصل الدولة أو في بعض التشكيلات النظامية، أو كانت من اللصوص الهاربين والمقيمين، أو المحبوسين والطلقاء، أو من الذي ضربت لجنة التمكين معاقل ثروتهم الحرام ووظائفهم المنهوبة، أو الموتورين الذين (سرقوا السوق) من أصحابه وداهموا البنوك على أهلها، أو الذين كانوا يقتاتون من عطاءات الإنقاذ ومقاولاتها ومناقصاتها، أو كانوا من الجالسين الآن في الدور الفخيمة التي ابتنوها بالمال المسروق من جماعة (الفاقد التربوي) الذين جعلت منهم الإنقاذ رجال أعمال ونساء شركات وأصحاب ثروات ومليارات من أكل السحت..!
من بين هؤلاء أيضاً شركاء الإنقاذ من مجموعات ترفع لافتات دينية، وهم والإنقاذ سواء في معاداة الشعب، وفي المقاربة مع التطرف والإرهاب الذي يعادي طبيعة التدين السمح، ويخالف أعراف السودانيين وسلميتهم وتصالحهم وتسامحهم، وقد عملوا مع الإنقاذ مجندين، ووزراء، ومسؤولين، ونهابين، و(همباتة ومهاجرية) فقد كان يضمهم مع الإنقاذ (حوش واحد) يباركون مشروعها الكاذب (الأوطنجي) وقد كانوا مستردفين في (بغلة الإنقاذ) يبررون قتلها للناس، وسرقاتها، ونهبها، وجرائمها ويصدرون لها الفتاوى، وكانوا معها في أيام خوفها ورجفتها في بداية الثورة، وأفتوا للمخلوع بجواز قتل (نصف الشعب) وأعانوا نظامه على (تحريم الحلال وتحليل الحرام) ووقفوا مع الإنقاذ عندما قتلت مئات الآلاف وطردت الملايين من ديارهم ووظائفهم..!
هذا هو أوان استمرار اليقظة والاستعداد للدفاع عن الثورة من أعدائها ومن الذين أطلقنا عليهم وصف (الواقفين على ضفاف الباطل) من الذين ضربت الثورة انتفاعهم من فتات الفساد المتساقط من فساد الإنقاذ (الأصلي) والمتضررين من زوال نظامه، وإذا تصوّرت أي جهة أو فرد أو مجموعة أنها تستطيع أن تهزم الثورة، فالجواب هو ثورة جديدة (لنج) بنسخة مماثلة، ولكنها (منقحة ومزيدة) كما يقول أهل المطابع..!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى