تقارير

عفو السودان عن زعيم ميليشيا يبعث رسالة خاطئة

الخرطوم ــ الديمقراطي
في 11 مارس أطلق سراح الزعيم القبلي السابق في دارفور موسى هلال بعد أربع سنوات من الاحتجاز في العاصمة السودانية الخرطوم، إثر عفو من “مجلس السيادة” في البلاد.
واكتسب هلال سمعة سيئة للعبه دورا موثقا جيدا في قيادة ميليشيا “الجنجويد” وعمله مستشارا للحكومة البائدة، في فترة ارتكاب جرائم خطيرة في نزاع دارفور بين 2002 و2005، قبل أن ينشق عن الحزب الحاكم وقتها في 2014.
وقالت هيومن رايتس ووتش إن بحثا أجرته في 2005 حدد أن هلال هو العمود الفقري لإستراتيجية الحكومة لتجنيد الميليشيات، ودوره رئيسي في العديد من الهجمات ضد المدنيين في شمال دارفور في 2003-2004، بمساعدة ودعم من القوات الحكومية في كثير من الأحيان، وتحدث شهود عيان عن تورطه المباشر في الانتهاكات، على سبيل المثال رؤية هلال يأسر نساءً في سوق عام 2004، كان ما يزال مكانهن مجهولاً بعد عام.
وأضافت: “ومع ذلك، لم يكن اعتقال هلال وإدانته في 2017 مرتبطا بهذه الجرائم، بل عرضت الحكومة السودانية السابقة هلال وآخرين أمام محكمة عسكرية بزعم مهاجمة القوات الحكومية وارتكاب جرائم متصلة بذلك في دارفور، هناك مجموعة من المخاوف المحيطة باحتجاز هلال، منها أن السلطات احتجزته في مكان مجهول لفترة ومنعته على الأقل مرة واحدة من الاتصال بمحاميه”.
وأشارت هيومن رايس ووتش إلى أن العفو عن هلال هذا الأسبوع يقتصر فقط على اتهامات 2017، فإن الوضع يطرح السؤال التالي: لماذا زعيم الميليشيا، الذي يتعرض لمثل هذه الاتهامات الخطيرة بارتكاب جرائم حرب، يتصدر العناوين بسبب العفو عنه بدل التحقيق الجنائي معه في فظائع دارفور؟
كما أشارت إلى التزام السلطة الانتقالية في السودان بضمان المساءلة عن الجرائم المرتكبة في دارفور، لكن الضحايا وعائلاتهم ما زالوا ينتظرون العدالة.
وتابعت: “على السلطات السودانية أن تحقق بصرامة مع موسى هلال وغيره من المسؤولين عن أخطر الانتهاكات في دارفور، مع ضمان نيلهم محاكمة عادلة، كما ينبغي للحكومة أن تتخذ خطوات ملموسة نحو إنشاء وتفعيل آليات المساءلة المنصوص عليها في اتفاق سلام دارفور، والتي تشمل التعاون مع “المحكمة الجنائية الدولية” وإنشاء محكمة خاصة للإقليم، بدون ذلك، كيف يمكن للضحايا أن يصدقوا أن المسؤولين عن جرائم دارفور لن يفلتوا من العقاب؟”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى