الرأي

عساكر على مدنيين اجمع، واسمع (3)

خليل محمد سليمان
كما ذكرنا في السابق الجميع ينشد جيش وطني موحد بعقيدة محترمة بلا عمل، لا نظري، ولا عملي.
لنبدأ بشكل صحيح لابد من إسقاط نظرية إمتلاكنا لمؤسسة، يمكنها إستيعاب هذا الوضع المترهل حد التخمة.
التمترس وراء هذا الوهم يقودنا الى مزيد من المعاناة، وتطاول امدها دون جدوى.
ببساطة..
قناعة الجيش الوطني حالياً ليست ذات أجماع من كل السودانيين، في هذا المشهد، شئنا او ابينا، وهذا يطعن في قوميتها.
بالضرورة ان يحصل جيش الدولة علي ثقة كل فئات المجتمع، وان ينال ثقة الجميع بالإجماع.
ما ينفي هذه الصفة على جيش الهنا.. الجيوش المتعددة، ولكل وزير، او حاكم جيشه الذي يقف عند ابوابه، وقصوره، وشريحة من المجتمع ينال ثقتها.
يعني “لا يملك جيش الهنا الإرادة لحماية الوطن، او الدفاع عن سيادته”.
ما ذهبنا إليه من تشظي هو نتيجة لغياب الدولة في رعاية، وحماية كل مواطنيها.
في الفطرة البشرية الجماعة تعني الامن، ومثلت هذه الجماعة الدولة الحديثة، فبغيابها بالضرورة للإنسان كياناً يشعره بالامن، والطمأنينة، والثقة، ليكون الملجأ، والملاذ، ربما القبيلة، او الدين، او الطائفة، او الثقافة، او اللون، والعرق.
الوضع في السودان يشرح نفسه!!.
للأسف لا نمتلك كتلة صلبة تصلح لتكون قاعدة لتأسيس جيش محترم.
لا جيش الكيزان الحالي يصلح، ولا الجنجويد ينفع، ولا الحركات المسلحة تُجدي.

مليشيا الدعم السريع- هل سترث الجيش؟!

ما العمل؟
* خطة آنية لكي لا يحدث فراغ، ووضع معايير محترمة تضع كل جيوش الامر الواقع صفاً واحداً، وإختيار قوة تمثل جيش إنتقالي… نعم يجب إعتماد هذا المصطلح علي جيوش الامر الواقع حتي نصل بخطة إستراتيجية الى جيش مهني محترم.
* خطة إستراتيجية، تُعنى بكيفية الإختيار للخدمة العسكرية، وإعتماد طريقة عمل جيش الإحتياط كمورد بشري تتم إدارته بأحدث النظم المعمول بها في الجيوش الزكية الحديثة.
* وضع مناهج علمية تناسب طبيعتنا، وتواكب التطور في النظم العسكرية الحديثة، وتحديث نظم التدريب في الكليات، والمعاهد، ومراكز التدريب.
يتم تسوير ذلك بقوانين صارمة تمنع ايّ جهة من التلاعب، او تجيير المؤسسة العسكرية لصالح جهة علي حساب الآخرين، او إختطافها من قبل المتهورين، والحمقى.
اعتقد ذلك ممكناً في ظل وضع مدني مستدام، بأسس ديمقراطية محترمة.
اخيراً..
انا شخصياً ضد ايّ عملية دمج “لا دعم سري، ولا ترتيبات امنية” في هذا الظرف قبل مخاطبة الواقع بشكل واضح وصريح، بوضع المنهج، والخطط التي يجب ان يقف الجميع امامها بقدم المساواة.
كسرة..
ملاسنات آل دقلو، وقادة الرحم المبارك الذي خرجوا منه لهو دليل يضعنا امام الحقيقة المجردة، الا وهي “ما عندنا جيش محترم” سامعين ولا نلحنها!!.
كسرة، ونص..
فتحوا عيونكم.. الجنرالات المختلفين سياسياً ديل لا يصلحون لتأسيس جيش محترم، ليس من الصعب ابعادهم، وإدارة المرحلة بقادة شباب يؤمنون بالتغيير، والتحول الديمقراطي..
كسرة، وتلاتة ارباع..
كلامنا الآن، حاااار، ومرفوض.. باكر تفتشوهو قروض ما تلقوهو، ادركوا هذا الوضع المتأزم..
تحدثنا عن ضرورة دمج مليشيا الدعم السريع وتصحيح هذه الاوضاع الشاذة قبل سنوات، وصفونا بالتمرد، والخيانة، والعمالة، مهمتنا تفكيك جيش الهنا! .
من منكم كان اكثر تشاؤماً توقع ما حدث بين شركاء الامس في كل الجرائم، والإنتهاكات، والآن يردحوا لبعض في بيوت النُفَاس، والاعراس، ومناسبات الطهور؟.
*نقلا عن الراكوبة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى