الرأي

ضد التفلتات الأمنية وليس ضدهم

أكدنا أكثر من مرة أننا لسنا ضد الحركات المسلحة التي تكاثرت بصورة مريبة إبان حكم الإنقاذ ومازالت تتشظى وتتوالد ليس من أجل الوطن والمواطنين إنما للمزايدة على المناصب والامتيازات الاستثنائية، كما أكدنا في ذات الوقت أهمية حسم التفلتات الأمنية التي ازدادت بصورة متعمدة عقب انقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر 2021م.
لذلك رحبنا باتفاق جوبا للسلام الذي كنا نأمل ان يستكمل بالداخل ويحقق السلام العادل الشامل و العمل على استكماله بالاتفاق مع الحركات الممانعة التي مازالت مترددة في العودة للداخل والعمل مع الاخرين لتحقيق السلام على أرض الواقع وليس فوق كراسي الحكم، ودعونا أكثر من مرة لتنفيذ قرار مجلس الأمن والدفاع بجمع السلاح من كل القوات غير النظامية التي يشارك بعضها في التفلتات الأمنية والفتن المجتمعية حتى وسط الخرطوم التي احتضنتهم بسلام.
اخر أنباء التفلتات الأمنية طالت هذه المرة مركزا من مراكز الشرطة بالخرطوم حيث اعتدت قوة من إحدى الحركات المسلحة على قسم الخرطوم شمال وأفرجت عن بعض منسوبيها الموقوفين رهن التحقيق لتؤكد الحاجة الماسة لتطبيق قرار مجلس الامن والدفاع بجمع السلاح من هذه الحركات ومحاصرة التفلتات الأمنية التي تمددت مع سبق الإصرار والتعمد في أكثر من منطقة بالسودان.
لم يكن الأمر يحتاج للورش التي عقدت بالداخل والخارج لحسن تطبيق اتفاق جوبا للسلام ومواجهة ملابسات سوء استغلاله لصالح بعض الموقعين عليه دون اهتمام بتطبيق السلام الذي يدعون أنهم حملوا السلاح لتحقيقه، وعرف العالم أجمع بعدهم عن ما اتفقوا عليه بل شارك بعضهم في تأجيج الفتن المجتمعية في مناطقهم وفي السودان عامة.
مرة أخرى نقول إننا ندرك الظروف التي قامت فيها الحركات المسلحة ونؤكد مساندتنا لكل المخلصين الذين يعملون من أجل تحقيق السلام العادل الشامل في كل ربوع السودان وذلك يتطلب جمع السلاح من كل القوات غير النظامية واستعجال تنفيذ عملية التسريح وإعادة الدمج وفق القوانين والتراتبية النظامية ومحاصرة التفلتات الأمنية والفتن المجتمعية وحالات السلب والنهب واستكمال عملية السلام على ارض الواقع وعدم المزايدة الفوقية بدعوى مناصرة قضايا الهامش الذي هجروه وتفرغوا لرعاية مصالحهم ومكاسبهم الخاصة التي اقتلعوها لذواتهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى