تغذيةصفحات متخصصة

صفحة مختصة بالتغذية

اهتمام الإسلام بالغذاء والتغذية
الغذاء ضروري لاستمرار الحياة؛ وكلمة الغذاء لم ترد في القـرآن الكريم، لكنها وردت بألفاظ دالة عليها، مثل الطعام، والشراب، والأكل. ووهب الله للإنسان؛ القدرة علـى السـعي، والعمل بشكل دائم لتأمين احتياجاته من الغذاء. وأمره بالتدبر والتفكر “فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ إِلَىٰ طَعَامِهِ”، دعوة وإرشاد من الله للإنسان؛ ليتدبّر النِعَم “متَاعاً لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ”.
تكمن أهمية الغذاء والتغذية؛ في أنها قضية ترتبط بمصير البشر، ودونها تستحيل الحياة، وقد بدأت قصتها مع بداية الخلق، فهي ترتبط بالاستقرار، والأمن النفسي والروحي ــ الذي يتعلق بأداء العبادات ــ وبتجويدهما الاثنين تتحقق رفاهية البدن.
الدين الإسلامي؛ وصف الغذاء بأنه من الطيبات والنِعم التي أحلها الله لعبادة، ونزلت ــ كما وردت في بعض آيات القران الكريم ــ دلالة على أهمية وفائدة الغذاء، قال تعالى في سورة المائدة: “يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ ۖ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ”.
اهتمّ الإسلام بصحة الفرد ــ من ناحية التغذية الجيدة، وسلامة الغذاء، والنظافة، والعناية بمياه الشرب، والمسكن ــ لأنها أساسية في حياة الإنسان، وفقدها يؤثر في اعتلال الصحة، ويعكر صفو الحياة، فأبدع الخالق في توفير الغذاء، وتنوعيه ليشبع رغبة البشر. “وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَ جَنَّاتٍ مَّعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ ۚ كُلُوا مِن ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ ۖ وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ”.
شرع الله الزكاة في الثمار؛ والمال، لتحل عليهم البركة، وتتحقق الزيادة التي تسد حاجة الغير، وسورة يوسف من أكثر السور دلالة على كيفية تحقيق الأمن الغذائي، وضرورة ترشيد الاستهلاك، وحفظ الطعام من الهدر، الذي أصبح قضية تؤرِّق العالم. فما مقداره 1.8 مليار طن سنوياً، من الأغذية تضيع دون أن يُستفاد منها. كما حرص الإسلام على ضبط جودة الغذاء، فقال “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ ۖ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ”.
الإسلام عمل على تطوير المفاهيم الغذائية؛ وأهميتها لصحة الإنسان، كما اهتم بالسلوك التغذوي السليم في الاعتدال، وعدم الإسراف، وكيفية التناول. وجاءت السنة النبوية؛ توضح أدب الطعام، الذي استفاد منه الإنسان في كل العصور، وفن (الأتيكيد)، من غسل اليدين ــ قبل وبعد الطعام ــ والأكل باليمين، ومما يلي من الأكل، وهيئة الجلوس، وعدم النفخ في الطعام والأواني، وتغطيتها، والأكل بثلاثة أصابع، وضرورة مضغ الطعام جيداً، وتقديم تناول الطعام على الصلاة المفروضة، والتسمية قبل الطعام.
والأحاديث النبوية؛ تحمل كل ما توصَّل إليه العلم الحديث. ولم يقتصر الأمر في الدنيا الفانية؛ فنهالك جنَّة فيها ما لاعين رأت، ولا أذن سمعت من الطيّبات والغذاء، وعد بها الله الصالحين من عباده.
أصبح من الواجب؛ على الإنسان المسلم، أن يولي اهتماماً بنظامه الغذائي، من أجل الصحة التي تمكِّنه من العيش، وهو قادر على العمل، والعبادة، والإسهام في الحياة بفاعلية. قال لقمان الحكيم لابنه: “يا بني! إذا امتلأت المعدة نامت الفكرة، وخرست الحكمة، وقعدت الأعضاء عن العبادة”. الله خلق الإنسان، ووفر له الغذاء، وأرشده إلى طريق السعادة. ورغم هذا؛ يختار الإنسان طريق الشقاء “مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ * قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ * وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ”.
\\\\\\\\\\
هشاشة العظام وعلاقتها بالتغذية الجيدة
دائماً؛ ما ندعو الناس للاهتمام بالغذاء الجيد، الذي يحتوي على كميات كافية من الفيتامينات، والبروتينات، والمواد والعناصر المعدنية المختلفة المهمة لبناء الجسم. وهنا عنصر مهم جداً للجسم؛ وهو الكالسيوم، فهو ضروري لبناء هيكل عظمي قوي في كل الأعمار، لذلك يجب الانتباه والاهتمام بتغيير الاحتياجات الغذائية في كل مرحلة ــ الحمل، والطفولة، ومرحلة البلوغ، والشباب ــ لننعم بسلامة في مرحلة الكِبَر، ويجب الاهتمام وعلاج الأمراض التي تعمل على سوء امتصاص المغذيات، والتعرض لمخاطر هشاشة العظام، التي يسببها نقص الكالسيوم.
هشاشة العظام؛ مرض يصيب الملايين من الناس ــ في كل أنحاء العالم ــ نتيجة لما يُعرف بانخفاض كتلة العظام، ويُحدث تدهوراً بيانياً في أنسجة العظام، مما يؤدي إلى هشاشة العظام، وما يعقبها من حدوث خطر الكسور.

أكثر الفئات العمرية تأثراً
‏كِبار السن؛ من الرجال والنساء، هم أكثر عرضة للإصابة، خاصة بعد سن اليأس. كما أن صغار السن ــ أيضاً ــ عرضة ‏لعوامل الإصابة بهشاشة العظام، ‏فقد توجد عوامل وراثية، تعمل على تطور المرض، وهناك عوامل رئيسة منها: عوامل متعلِّقة بالمريض نفسياً. وأخرى ترتبط بنمط الحياة. أو مرضية؛ لها علاقة بتناول الأدوية.

‏العلاقة بين الغذاء وهشاشة العظام
عند حدوث المرض؛ لا يمكن الشفاء منه، ولكن يمكن الوقاية منه في مراحل العمر الأولى والمتقدمة، كما يمكن تأخير حدوثه، أو إيقافه في مرحلة ما. إذ‏ ‏يعتبر الغذاء المناسب؛ هو الطريق الأمثل لتحقيق أفضل النتائج، حيث يمكن أن يساعد ــ نوع الطعام وليست كميته ــ في الحصول على أقصى حجم للعظام، ويزيد من كثافته، وبالتالي يقينا من الكسور.

‏الكالسيوم
يُعد من المعادن المهمة في الجسم؛ حيث تبلغ نسبته الـ2% من وزن الجسم، والكمية المناسبة منه أساسية للرفع، والمحافظة على كثافة العظام، كما يعتبر تناول الأغذية الفقيرة من الكالسيوم، من أكثر العوامل خطورة للإصابة بهشاشة العظام.
فالعظام؛ تصل لأعلى كثافة لها عند سن البلوغ المبكر، وتبقى هذه الكثافة ــ نسبياً ــ ثابتة حتى سن اليأس عند المرأة، حيث تزداد الخسارة العظمية. وبعد هذه الفترة فإن خسارة العظم تبقى موجودة بمعدل أقل بكثير، أي بحوالي 2ــ5.0% في السنة.
وأكدت الدرسات؛ أن كثيراً من الفتيات في العمر ما بين “18ــ9” تنخفض لديهنَّ مستويات الكالسيوم الواردة من الغذاء، إلى ما دون المتطلبات المتوسطة. علماً؛ أن هذا العمر، هو مهم جداً، للوصول إلى كتلة عظم مثالية.

مصادر الكالسيوم
‏يعتبر الحليب؛ ومنتجات الألبان “الجبن والزبادي”، من أهم المصادر الغذائية الغنية جداً بالكالسيوم. ومن مصادر الكالسيوم؛ “السردين، الخُضَر ذات الأوراق الخضراء، العسل الأسود، الخميرة، والسمسم، والتين المجفف، الفول السوداني”. وتحتوي هذه الأصناف على البوتاسيوم؛ الذي يحول دون فقدان الكالسيوم بالبول. إضافة للمكسرات ــ عموماًــ إذ تحتوي على مغذيات أخرى تساعد على بناء عظام قوية.

عوائق امتصاص الكالسيوم
“البطاطس؛ والحبوب، والبنجر، والكاكاو، والفايتمينات، وردَّة القمح، والجوز، ومنتجات الصويا”، تحتوى “الأوكسالات” التي تقلل من امتصاص الكالسيوم، وتتحد معه “يمكن تناول الأغذية المحتوية على أوكسلات باعتدال، ولكن كثرتها تعيق الامتصاص”. أما “الكافيين، والنيكوتين، فيقللان من امتصاص الكالسيوم. أما “السكري؛ وزيادة نشاط هرمون الغدة الدرقية”، فيعملان على زيادة إفرازه في البول. ونقص “هرمون الإستروجين”؛ يحفز ترسيب الكالسيوم في العظام. وتناول الحديد مع الكالسيوم؛ يعطل عمل كل منهما
فايتمين “د”
يحتاج جسمك لفايتمين “د”؛ حتى يتمكن من امتصاص الكالسيوم من الأمعاء بشكل سليم، وليحافظ على المستويات الطبيعية للكالسيوم، والفوسفات في الدم. ويؤدي فايتمين “د”؛ دوراً مهماً في وظيفة الجهاز العضلي العظمي “المكوَّن من العظام، والعضلات، والأنسجة الضامة”، فهو يقوي العضلات والعظام، ما يمنع السقوط، وهشاشة العظام والكسور.
وليتم امتصاص ما يكفي من الفيتامين “د”؛ يجب أن يكون ذلك عن طريق التعرض إلى أشعة الشمس لإنتاج فايتمين “د” بالشكل النشط.
المرضى؛ وكبار السن ــ ممن هم في المنازل أو المشافي، وليس في إمكانهم التعرض لأشعة الشمس ــ وننصح بتناوله عن في شكل دواء، لأن القدرة على تصنيعه تقل مع تقدمهم في العمر.

الماغنسيوم
المغنيسيوم؛ دوره مهم في إعادة تشكيل العظام، وبالتالي يجب على المسنين الاهتمام بإدخال الكميات الموصى بها من المغنيسيوم في نظامهم الغذائي، حيث ينقص امتصاص الماغنيسيوم لديهم.

مصادر الماغنسيوم
متوفر في كثير من الأغذية؛ نجده في المياه، والجوز، والحبوب، وفي حبِّ القرع المحمص، وفي البقوليات كــ”الفاصوليا، واللوبيا”.

دور الماغنسيوم
يتمثل دور الماغنيسوم؛ في نقل الكالسيوم، والبوتاسيوم في الجسم.
وتنظيم ضغط الدم مع الكالسيوم والبوتاسيوم. والتمثيل الغذائي للعظام. ونقل الإشارات العصبية خلال الأعصاب.
\\\\\\\\\
العيادة
غذاء ودواء
1/ الزبادي:
معروف لدى الناس من آلاف السنين؛ يُصنع من الحليب “اللبن”، ويمتلك الزبادي فوائد غذائية وصحية عديدة، فهو مصدر للبروتين الحيواني، إذ أنه يحتوي على نسبة عالية من البروتين والكالسيوم، كما انه سهل الهضم، ومفيد للصغار وكبار السن، ويحتوي على البكتيريا النافعة.
فوائده :
من فوائده؛ سهل الهضم، ومهدئ للتوتر والأرق. ويعمل على تطهير الأمعاء ومحفز لها. ويزيد من كفاءة الجهاز المناعي. ويعمل على خفض معدل الكوليسترول في الدم. كما يُقلل من خطر الإصابة بهشاشة العظام. ومن خطر ارتفاع ضغط الدم. ويقلل ــ أيضاً ــ من خطر الإصابة بأمراض الجهاز الهضمي، ويُحسن من وظيفية الأمعاء، وتعزيز الشعور بالشبع. ويمنع ويقلل من سرطان القولون والمستقيم. ويخفض ضغط الدم.
الفوائد الغذائية للزبادي؛ قد تتجاوز التغذية الأساسية، مثل تحسين تحمل اللاكتوز، وفقدان الوزن الزائد. والفوائد الصحية مرتبطة ببكتريا البروبيوتك وبالعناصر الغذائية الضرورية، حيث يحتوي الزبادي على كثير من الفيتامينات التي يحتاجها الجسم، وتعتمد مقاديرها على نوع اللبن الذي صُنع منه. إذ أنّه غني بفيتامين “ب 12″، وفيتامين “ب 2″، وهما يقللان من خطر الإصابة بأمراض القلب، وعيوب الأنبوب العصبي. ويحتوي على المياه، والبروتين، واللاكتوز، وحمض اللاكتيك، والأملاح المعدنية، والكالسيوم، والماغنسيوم، والصوديوم، والبوتاسيوم، والفسفور، والزنك، وفيتامين “أ”، وفيتامين “د”.
2/ الخميرة
وتعتبر أعظم اكتشاف غذائي ــ في جميع العصور ــ نسبة لفوائدها الغذائية، وقدرتها على تأخير أعراض الشيخوخة، وتزود الجسم بالحيوية والنشاط. فهي تقوي الذاكرة، وتساعد على تهدئة الأعصاب.
القيمة الغذائية للخميرة
تحتوي على دهون؛ فسفور، كالسيوم، نياسين، حديد، وسبع عشرة من الفيتامينات أهمها فيتامين “ب مركب”، وهي تعتبر من أغنى المصادر لمجموعة فيتامين “ب المركبة”، التي يحتاجها الجسم لأغراض كثيرة. خاصة؛ سلامة أعصاب الجسم، وهو ضروري لزيادة كفاءة جهاز المناعة، ومقاومة الأمراض، وخصوصاً الفيروسية منها، كالرشح والأنفلونزا، الكروم، وستة عشر حمض أميني، وأربعة عشر أو أكثر من المعادن، وتحتوي على عنصر الكولين وهو عنصر ضرور لصحة الكبد، والعضلات، كما تحتوي على الأياف الكاملة المذاق. يمكن تناول الخميرة مع عصير، أو حليب، لكي تبدو لطيفة ومقبولة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى