ثقافة ومنوعاتصفحات متخصصة

سينما.. إعداد- منصور الصويم

صناعة السِّينما في السُّودان: فرصةُ تلوح في الأفق
بقلم: ريكاردو بريف (1)
ترجمة ــ مهدي يوسف إبراهيم
شهدت صناعةُ السِّينما السُّودانيَّة انتعاشاً قبل جائحة كورونا. كان هذا جليَّاً خلال مهرجان السُّودان للسِّينما المستقلَّة الذي أقيم في الخرطوم في يناير 2020، والذي تشرَّفت بحضوره. وقد تضمَّن المهرجان أعمالاً حديثة لصانعي أفلام سودانيِّين تحدَّت أفلامهم الأعراف الرَّاسخة فيما يتعلَّق بتصوير الموضوعات السِّياسيَّة والثقافيَّة.
أثَّرت الأفلام السًّودانيَّة في السَّاحة السِّينمائيَّة العالميَّة في الآونة الأخيرة، ففي عام 2019  فاز فيلم “الحديث عن الأشجار” للمخرج “صُهيب قسم الباري” بعدَّة جوائز في المهرجانات السِّينمائيَّة الدَّوليٍّة، بما في ذلك مهرجان “برلين السِّينمائي الدَّولي التَّاسع والسِّتين”. أيضاً أخرج أمجد أبو العلاء فيلم “ستموت في العشرين”، وهو فيلم مثير يمتزج فيه الفولكلور السُّوداني التقليدي بالنَّهج السِّينمائي الحديث. وهناك أيضاً فيلم “تسلُّل الخرطوم “والذي يروي قصَّة أوَّل فريق نسائي لكرة القدم في العاصمة السُّودانيَّة، وقد قامت بإخراجه “مروة الزَّين”، وأظهر أنَّ النِّساء السُّودانيَّات شاركن أيضاً في النهضة السِّينمائيَّة.
أجبر الوباء صناعة السِّينما في السُّودان على التوقُّف. لكن، ربما يوفِّر هذا التوقُّف فرصةً للتفكير في كيفيَّة جعل طفرة الإبداع السِّينمائي السُّوداني تنمو لتصبح صناعة دائمة يمكن أن تساهم بجزء من سودان مستقرٍّ سياسيَّاً (واقتصاديَّاً).
إذا نظرنا إلى الكيفيَّة التي طوَّرت بها البلدان الأخرى صناعة السِّينما الخاصَّة بها، فغالباً ما نجد ارتباطاً بموقع جغرافي ما. ولعلَّ المثال الأكثر وضوحاً هو الولايات المتَّحدة، حيث تشير كلمة “هوليوود” على الفور إلى وجود صلة بأقوى مشهد سينمائي في العالم. غير أنَّ دولاً أخرى، ربما أكثر قابليَّة للمقارنة مع السُّودان، ربطت أيضاً إبداعاتها السِّينمائيَّة بمواقع محدَّدة، كما أنَّ منطقة “تشينتشيتا” الإيطاليَّة، الواقعة في ضواحي روما، خرجت من الحرب العالميَّة الثَّانية سالمة لتكون موقعاً للإنتاج الإيطالي والدَّولي، ومَجمَعاً يقف مثالاً له استوديو فيديريكو فيليني 5 الشَّهير، حيث أخرج بعضاً من أهمِّ أفلامه.
تقع خارج منطقة “الخرطوم/ أم درمان” بعض المواقع الثقافيَّة الاستثنائيَّة التي يمكن أن تدفع بعجلة الإنتاج السِّينمائي السُّوداني إلى الأمام. أحد هذه الخيارات هو مدينة “مروي” القديمة التي تقع على بعد حوالي 200 كيلومتر شمال شرق الخرطوم، وتتكوَّن من مجمَع يضمُّ أكثر من 200 من الأهرامات التي يعود تاريخها إلى الوقت الذي كانت فيه المدينة مركزاً لمملكة “كوش”. هذا مجرَّد مثال واحد على المواقع السُّودانيَّة التي تجمع بين الصُّور المذهلة والمناخ الجاف الملائم للإنتاج.
وإذا أراد صُنَّاع السِّينما السُّودانيَّة لها أن تصبح حركةً فنِّيَّة ذات مغزى ثقافي، فمن الضَّروري أن يقوموا بإخراج وإنتاج القصص السُّودانيَّة بأنفسهم.
وهنا يجب أن نعالج خطأ تاريخيَّاً واجب التَّصحيح: فالفيلم البريطاني “الخرطوم” (1966) للمخرج باسيل ديردن، وبطولة تشارلتون هيستون ولورنس أوليفييه، هو فيلم مليء بالمعلومات التَّاريخيَّة غير الدَّقيقة، كما أنَّه يتَّسم بالعنصريَّة الشَّديدة والمتحيِّزة ثقافيَّاً ضدَّ الأفارقة، ويظهر أوليفييه في الفيلم بوجه أسود على أنَّه المهدي ــ الزَّعيم الدِّيني المسلم ــ والذي صوَّره الفيلم باعتباره تجسيداً للشَّر ويسعى لقتل كلِّ شخص أبيض يراه. وربَّما كانت هذه هي المرَّة الأخيرة التي نظر فيها إنتاج دوليٌّ كبير إلى السُّودان بتفاصيل أكثر، لكن، بالإضافة إلى تصويره جزئيَّاً في استوديوهات باينوود (الموقع الرَّمزي للسِّينما البريطانيَّة)، كانت هناك صفعة أخيرة في وجه السُّودانيِّين، وتتمثَّل في أنَّ تصوير المَشاهد الخارجيَّة قد تمَّ في مصر. وعلى حدِّ علمي، لم يشارك أيُّ سوداني في إنتاج فيلم “الخرطوم”.
يُمثِّل السُّودان أحد أكبر البلدان في إفريقيا، ويتمتَّع بتراث ثقافيٍّ غنيٍّ ومتنوِّعٍ يفيض بالقصص التي تستحقُّ أن تُروى. والسُّودان بالتَّأكيد لديه العنصر البشري والمواهب لترجمة هذا التُّراث الثَّقافي إلى سينما رائعة.
ربَّما لا تكون صناعة السِّينما في السُّودان جاهزة، بعدُ، لإعادة إنتاج كبير مثل “الخرطوم”؛ إذ ربَّما يكون استثماراً محفوفاً بالمخاطر للغاية بالنِّسبة للوضع الحالي للسِّينما السُّودانيَّة. أيضاً لا أحد يدري كيف ستُصنع الأفلام والجائحة ما تزال رائجة.
لكن، ليس هناك شكُّ في أنَّه بعد انتهاء الحجر المفروض على البشريَّة بفعل جائحة كورونا، سيكون صانعو الأفلام في السُّودان على استعداد لوضع بصمتهم في العالم، فلقد حان الوقت لمنحهم الفرصة للقيام بذلك.
(1)    “ريكاردو بريف” مخرج أرجنتيني. تمَّ تصوير فيلمه الرِّوائي الأخير “العودة إلى الوطن” جزئيَّاً في السُّودان، وبُثَّ في  تلفزيون السُّودان القومي.
*****************
Life is beautiful
طلال الطيب
فيلم Life is beautiful فيلم إيطالي حائز على ثلاثة جوائز أوسكار. من الأفلام التي تبث الفرح في نفس المرء رغم نهاية الفيلم الحزينة أو مأسويته. يبدأ الفيلم برجل يهودي ساخر يتمتع بمهارة الحواة والممثلين والمهرجين يحاول نيل حب فتاة إيطالية غير يهودية، في تلك الفترة إيطالية كانت تحت حكم الفاشيين الذين كانوا يؤمنون بالتفوق العرقي، وكانوا قد بدأوا باضطهاد الأعراق الأخرى ومن ضمنهم اليهود.
عبر عدة مواقف كوميدية تسخر من الفاشيين ومن الشر عموماً ينال الرجل اليهودي حب هذه الفتاة الإيطالية، فكما يقولون لن تنال حب فتاة إيطالية إن لم ترتكب جريمة من أجلها. وجريمته كانت السخرية من الشر المتمثل في الفاشيين وكل هراء يتعلق بالسلطة والأبهة الفارغة غير الحب.
يتزوج حبيبته وينجبان هذا الطفل، بعد أن يكبر هذا الطفل يتعقله الفاشيون المتحالفون مع النازيون في معسكر اعتقال، يعتقلان الأب وطفله لأنهما يهوديان. معسكرات الاعتقال إن لم تكن تعلم هي معسكرات كبيرة كان يعتقل فيها النازيون غير الألمان والطليان ويقومون بقتلهم أو بإجبارهم على العمل في حفر القنوات المائية أو بناء الحصون وإلخ. يخبر الأب طفله بأنهم ذاهبون إلى مسابقة كبيرة والفائز في هذه المسابقة سينال دبابة حقيقية كجائزة. ابنه كانت له دبابة صغيرة كلعبة وكان يحبها، الطفل بسذاجته وسعة خياله صدق والده وكف عن البكاء وبدأ يطيعه.
زوجته الإيطالية تقرر من تلقاء نفسها دخول معسكر اعتقال خاص بالنساء، لمحاولة منها أن تكون بالقرب منهما ولتشاركهما مصيرهما أي كان.
في معسكر الاعتقال يدخل ضابط ألماني ويسأل الضابط الإيطالي عن مترجم يترجم كلامه لبقية المعتقلين الذين لا يجيد أكثرهم الألمانية. يتطوع الأب ويترجم كلام الضابط من الألمانية إلى الإيطالية لكن ترجمة خاطئة ومزيفة، إذ يجعل الأب الضابط الألماني يتكلم عن مسابقة صبر وتحمل فيها نقاط ومن لا يبكي يحصل على دبابة حقيقية. كانت ترجمة مزيفة من أجل طفله الصغير، اجتهد الأب كثيراً ليخفي عن طفله الحقيقة المروعة لمعسكر الاعتقال بمجموعة من هذه الأكاذيب الطيبة، فبدا كأن الطفل يعيش في عالم موازي آخر عن الذي يعيش فيه أبيه.
نهاية الفيلم جميلة، ينسحب حراس وضباط الاعتقال ويتركون المعسكر والمعتقلين، أثناء ذلك كان الطفل يختبئ من النازيين في الصباح يخرج من مخبئه ويجد المعسكر فارغاً إلا من بعض الأوراق التي حاول حراس المعسكر حرقها، لابد أنه تذكر كلام والده أن آخر طفل سيبقى في المعسكر سينال دبابة حقيقية كجائزة. فيسمع صوت دبابة تمشي نحوه ويحس بإهتزاز الأرض تحت قدميه، وحينما يرى الدبابة الضخمة بأم عينيه يفتح فاه من الدهشة ويصيح فرحاً لأنه ظن أن هذه الدبابة الضخمة هي جائزته لأنه فاز بالمسابقة.
يخرج من الدبابة جندي أمريكي ويطلب بالإنجليزية من الطفل أن يركب ويأتي إليه ليعطيه بعض الشوكلا.
*** ****************
“الحديث عن الأشجار”.. رحلة شغف لإعادة النور لشاشات السينما في السودان
إسراء الردايدة
مان ــ عن سحر السينما وحب الفن اللذين دفعا مجموعة من الأصدقاء جمعهم الشغف في إعادةإحياء التراث السينمائي السوداني، يأتي الفيلم السوداني الوثائقي “الحديث عن الأشجار” لمخرجه صهيب قاسم البارئ، الذي يقدم التحديات التي وقفت عائقا أمام تحقيق حلم طال أمده.
“الحديث عن الأشجار” الذي اقتنص التانيت الذهبي أول من أمس في ختام أيام قرطاج السينمائية عن أفضل فيلم وثائقي، وهو الفيلم الطويل الأول للمخرج السوداني البارئ، الذي أشرك فيه أربعة من المتقاعدين الذين أرادوا إعادة فتح دار سينمائية في مدينة أم درمان التي تقع خارج الخرطوم على بعد مسافة قريبة، بعد أن أغلقها نظام الرئيس السوداني السابق عمر البشير.
تاريخ السينما السودانية
تم تصوير أول فيلم  في السودان  عام ١٩١٠، وتمثل في تصوير رحلة صيد قام بها مخرج الفيلم، الذي تم عرضه في فبراير 1912 بمدينة الأبيض، التي كانت أول مدينة سودانية تشهد عرضاً سينمائياً.
وفي عام ١٩٢٤، تم إنشاء أول دار للعرض السينمائي بمدينة الخرطوم، استمرت حتى نهاية عصر السينما الصامتة، ليتم بعد ذلك إنشاء دار للعرض خاصة بالأفلام الناطقة بالسودان في عام 1930.
وشهد عام 1949، إصدار قانون لصناعة السينما تزامناً مع بناء أول وحدة لإنتاج الأفلام بالسودان، تحت اسم “مكتب الاتصالات العام للتصوير السينمائي”، وكان خاضعاً للاستعمار البريطاني، الذي خصصه لإنتاج الأفلام الدعائية إلى جانب مجلة نصف شهرية الغرض منها استعراض بإنجازات الاستعمار.
ومع استقلال السودان عام ١٩٥٦، أنتج أول فيلم تسجيلي في السينما السودانية، من إخراج كمال محمد إبراهيم، بعنوان “الطفولة المشردة”، وإلى جانب دور السينما، عرف السودان نوعاً آخر من دور العرض، ويتعلق الأمر بالعربات السينمائية المتجولة، التي بدأت نشاطها ما قبل الاستقلال، فكانت تتجول في مختلف أحياء السودان، وتعرض أفلاماً تصويرية وإخبارية عن الاحتلال البريطاني، ونشاطاته في المستعمرات الخاضعة له، ووصل عددها إلى 16 عربة خلال فترة الستينيات، لكن محتوى العرض تغيّر بعد تخلصت من الاستعمار، وأصبحت تعرض أفلاماً عن التوعية الصحية.
في عام 1970، شهدت السودان إنتاج أول فيلم روائي طويل تحت عنوان”أحلام وآمال”، من إخراج حسين ملاسي، ليليه بعد عامين إنشاء قسم للسينما بوزارة الثقافة والإعلام، وبعد 4 سنوات صدر بما  يعرف بـ”الرقابة السودانية”، التي منعت فيلم “الشروق” لمخرجه أنور هاشم من العرض.
ومع قدوم ثورة الإنقاذ الوطني في 1989 دق آخر مسمار في نعش السينما السودانية، وأصبحت دور العرض المتبقية تبث فقط أفلاماً هندية، مع إجبارها على بقاء الأضواء مشتعلة في القاعات أثناء العرض.
وحتى العام الحالي 2018 لم يتجاوز عدد الأفلام السودانية في الفترة بين ١٩٧٠ حتى ٢٠٠٩ إلا  ٧ أفلام روائية طويلة فقط، أهمها فيلم “تاجوج” الصادر في العام 1980 وفيلم “بركة الشيخ” في العام 1998 من إخراج جاد الله جبارة، ووصل عدد دور العرض بالسودان إلى ٧ أدوار، مقابل أكثر من ٤٠ مليون نسمة. وفي العام 2018 عادت السينما السودانية بعد 25 عاماً تقريباً من الاختفاء لتظهر من جديد من خلال أسبوع النقّاد بمهرجان فينيسيا السينمائي، عبر فيلم “أكاشا” للمخرج السوداني حجوج كوكا. وفي العام 2019 قدم المخرج السوداني أمجد أبو العلا “ستموت في العشرين” ليكون الفيلم التاسع والذي حقق جوائز عالمية منها فوزه بمهرجان فينيسيا بجائزة أسد المستقبل والجونة السينمائي وآخرها أيضا في”أيام قرطاج السينمائية” وجوائز آخرى مستمرة في جولته في دور العرض الكبير عالمياً .
الحلم
رحلة “الحديث عن الأشجار” استوحى اسمه من مقولة للشاعر برتلوت بريخت من قصيدته (أولئك الذين ولدوا لاحقاً) في 1940 ويقول فيها، “أي زمنٍ هذا؟.. الحديث عن الأشجار يوشك أن يكون جريمة، لأنه يعني الصمت على جرائم أشد هولاً”.
وفيه يجتمع أربعة أصدقاء مخرجين هم إبراهيم شداد، ومنار الحلو، وسليمان محمد إبراهيم، والطيب مهدي، درسوا جميعاً السينما والإخراج خارج السودان، وأفلامهم السياسية بمحتواها منعت، وفقدت، وجميعها تعكس تأثير الموجة الفرنسية الجديدة والاتحاد السوفياتي، من أجل تحقيق حلمهم.
في رحلة إعادة تأهيل دار السينما الذي يحاول الفرسان الأربعة إعادة النور والألق لشاشات أطفئت عتمتها، وحرم الجمهور من متعتها يواجهون تحديات اجتماعية بقوالب نمطية، في العاصمة التاريخية للسودان، والتي تعيش بها طبقة حاكمة متشددة خاصة ضد الفن، ودمروا فيها كل دور السينما كونها “فناً مبتذلاً” من وجهة نظرهم.
ولكن هؤلاء الفرسان لم يتوقفوا عن صنع شغفهم من خلال تصوير وثائقيات قصيرة، وأسسوا نادي الفيلم السوداني، بعملهم في: إعادة مدّ الكهرباء، الطلاء، اختيار الفيلم، تنظيف المسرح، تجارب التشغيل، لفت الجمهور ودعوته، ولطقات جميلة.. هي رحلة شخصية لرجال غير عاديين ومثابرتهم في مرار لإعادة السينما إلى الحياة بعد عقود طويلة.
رحلة صناعة الفيلم هي بذات الوقت تاريخ لفترى تاريخية ومرحلة مهمة في السينما السودانية من بعد القورة، فهي تشهد على حدود الحرية المقيدة، وكيف توقف حياة هؤلاء الرجال الأربعة المهنية نتيحة الانقلابات العسكرية، في حين أنهم يملكون مواهب هائلة غير مستغلة على غرار كثير من الذين تركوا السودان.
الفيلم الذي نال جائزة النجمة الذهبية في مسابقة الأفلام التسجيلية بمهرجان الجونة السينمائي، وجائزة أفضل فيلم تسجيلي في مسابقة البانورما في مهرجان برلين السينمائي 69 يلتقط التغيير الذي تنشده البلاد والجيل الجديد، مشبع بسخاء روحي لكبار السينمائيين السودانيين ومعركتهم في تحقيق نجاح كبير، في رحلة استحقاق وتقدير لهم أيضاً.
المخرج صهيب قاسم البارئ رافق الأربعة بقصة حقيقية وهم يحاولون بتفاؤل تأهيل مسرح الثورة في مكان نسي به السكان معنى السينما في المقام الأول، وخياراتهم في عرض فيلم ناطق باللغة الإنجليزية أو الهندية، وفكرة نقل الجمهور الذي تعود مشاهدة الصور في منزله لمكان آخر، حيث إن السينما تتيح لك أن تضحك مع أصدقائك وتشاركهم المتعة، ويجرون استبياناً ويخضعون لتجمع الحي، وقرارات جدية من الهيئة المحلية في المنطقة، وتوثيق لأحاديثهم، ولقاءاتهم في غرفة مضاءة على الشموع، وتجهيزات بسيطة ومعدات فردية، ورحلة الإجراءات البيروقراطية المعقدة للتعامل مع انقطاعات الكهرباء، ورحلة بين ذكريات الماضي والحاضر التي تعكس روح الجماعة التي لا تنكسر.
“الحديث عن الأشجار”، رحلة لمحبي السينما وخاصة السودانية، تعكس جزءاً كبيراً من شغف لن ينطفئ نوره، حيث العديد من السينمائيين الشباب الطامحين سيكملون المسيرة بنفس الوتيرة التي تسيطر على الفيلم، بطريق صعب لا يخلو من المرح والحب العميق والمعرفة، التي تحقق بالنهاية نتائج مذهلة.
بهذا العمل أبدع المخرج صهيب بجعل الكاميرا نافذة تستنطق المحيط، حيث ولد فيلمه بعد أن تعرف على المخرجين الأربعة في قرية بعيدة، ليثبت أن الفن السينمائي لا يموت.
نقلاً الغد الإلكترونية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى