الرأي

سيناريو أسوأ الحالات في السودان

بقلم ألكسندر وارد، ومات بيرغ، وآري هوكينز
تسعى إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لتطوير تفاعلها مع العنف المتصاعد بين الفصائل المتحاربة في السودان، وذلك عبر وضع أبكر الخطط التي تهدف لوقف القتال في أسرع وقت ممكن.
الجنرالان – الجنرال عبد الفتاح البرهان، الذي يقود الجيش السوداني، والجنرال محمد حمدان دقلو، زعيم مجموعة قوات الدعم السريع شبه العسكرية، يتقاتلان لينهي كل منهما فرص الآخر في الاشتراك في انتقال يقوده مدنيون، وكانا قد تحالفا قبلًا لإلغاء التحول الديمقراطي قصير العمر في السودان في أكتوبر 2021، بيد أن خلافاً معقداً بسبب اختلافات لوجستية وإثنية وثقافية، كان قد استمر لأشهر حول دمج قوات الدعم السريع داخل القوات المسلحة؛ قد انفجر.
الآن كل جانب لديه عشرات الآلاف من القوات المقاتلة في العاصمة الخرطوم، وهي مدينة يبلغ عدد سكانها 5 ملايين نسمة، فضلًا عن تواجد قوات في مدن رئيسية أخرى، وأدى القتال إلى حوالي 100 حالة وفاة ومئات الجرحى في ثلاثة أيام فقط.
لا توجد في الأفق نهاية للصراع الحالي، لأن احتمالات التوصل لتسوية تفاوضية ضعيفة جدًا والقتال منتشر في جميع أنحاء البلاد.
قال كاميرون هدسون، الذي شغل منصب رئيس هيئة الأركان لعدد من المبعوثين الرئاسيين الخاصين للسودان: “هذا هو السيناريو الأسوأ، فكلا الجانبين يرى أن الآخر يشكل تهديداً وجودياً له. لقد كانا يحكان [جلد] هذه المعركة لفترة طويلة لدرجة أننا لن نضع مهدئًا عليه الآن.”
في السياق، فإن مسؤولاً رفيعاً في الإدارة- تم منحه كآخرين خيار حجب الهوية لنقاش مداولات السياسة الداخلية- قال: “جميع الخيارات مطروحة على الطاولة لجعل كلا الجانبين يتوقفان عن القتال”. ورفض المسؤول التعليق حول إذا كانت تلك الخيارات تتضمن خيارات عسكرية كذلك.
فيما قطع مسؤول رفيع آخر مجيباً على نفس السؤال بأن “١٠٠٪؜ من التركيز كان على الأساليب الدبلوماسية لإقناع الطرفين بوقف القتال فورًا”.
وقال المسؤول الأول أيضًا إنها بالنسبة للإدارة “لحظة طوارئ تتطلب تنادي كل الطاقم على ظهر السفينة”.
من جانبه فإن وزير الخارجية أنتوني بلينكن الذي حث جميع الأطراف على وقف القتال، تحدث مع نظيره البريطاني عن الأزمة خلال حديث جانبي إبان اجتماع مجموعة السبع في اليابان. قال المسؤول: “كانت هناك العديد من المحادثات رفيعة المستوى”، وأضاف رافضاً التحديد” إننا نخاطب جميع النظراء.”
ويسعى كلٌ من جود ديفرمونت ومولي في، وهما كبيرا المسؤولين حول أفريقيا في مجلس الأمن القومي ووزارة الخارجية على التوالي، لوضع استراتيجية لمنع تسرب الأزمة إلى خارج السودان.
والهدف المبكر هو منع البلدان الإقليمية من عرقلة أي فرصة لوقف إطلاق النار، تحديداً مصر، المساندة القوية للقوات المسلحة السودانية. وقد يكون ذلك صعبًا: فقد أسرت قوات الدعم السريع قوات مصرية تجري تدريباً مشتركاً في السودان.
وقال مسؤول الإدارة الرفيع الأول “إننا قلقون بشأن التدخل الخارجي في هذا الصراع، والذي بإمكانه جعل الأمور أسوأ” وتابع: “ما نحاول القيام به في هذا الجهد هو جعل الشركاء بنائين والتأكد من أن أي نوع لفاعل سلبي لا يحاول استغلال الظروف على أرض الواقع لتصير أسوأ أو تتمدد عبر الحدود.”
وتستمر المناقشات داخل الإدارة وبين أعضاء الكونغرس على الرغم من أنه لا يزال من السابق لأوانه الوصول لخطة مكتملة. في غضون ذلك، قالت النائبة سارة جاكوبس (ديمقراطية، كاليفورنيا) وهي كبيرة الديمقراطيين في فريق أفريقيا بلجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، إنها تدعو الأطراف “للتوقف عن تصعيد القتال” و”العودة للمحادثات بدون شروط مسبقة”.
ترجمة الديمقراطي.

* نشر المقال في بولتكو

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى