الأخبار

سامانثا باور: لمست الأمل والثقة بالمستقبل في السودان 

 

الخرطوم – الديمقراطي

اعلنت المديرة التنفيذية لوكالة المعونة الامريكية سامانثا باور التي تزور البلاد حاليا، عن تلقيها صورا فيها الكثير من الامل والثقة بالمستقبل في السودان رغم المصاعب والعقبات التي عاشها السودانيون في الثلاثين عاما الماضية.

وعادت باور الى الخرطوم بعد زيارة الى دارفور امتدت ليوم، عقدت خلالها لقاءات مع النازحين، كما التقت بمجموعات مختلفة من منظمات وكيانات المجتمع المدني في دارفور.

وفور عودة باور الى الخرطوم انخرطت في سلسلة لقاءات مع المسؤولين بالحكومة الانتقالية، حيث التقت برئيس الوزراء الدكتور عبد الله حمدوك، بجانب القائم باعمال سفارة الولايات المتحدة الامريكية لدى السودان برايان شوكان.

ورحب حمدوك بزيارة الوفد الامريكي معربا عن شكره لامريكا حكومةً وشعبا على دعمهم للسودان في هذه المرحلة التاريخية من تحول البلاد نحو تأسيس نظام ديمقراطي راسخ وتحقيق السلام الشامل.

واستعرض رئيس مجلس الوزراء خلال اللقاء تعقيدات الانتقال وقدم شرحا لمبادرته (الازمة الوطنية وقضايا الانتقال – الطريق الى الامام) واولوياتها السبع.

كما تناول اللقاء التعاون التنموي والانساني في ظل العلاقات السودانية الامريكية المتطورة، والتى ترغب الحكومة الامريكية في التركيز عليها كاستراتيجية للاستقرار والنمو في السودان وبما يعزز التعاون بين البلدين ويخدم مصالح الشعبين المشتركة.

وتناول اللقاء كذلك الدعم الامريكي المقترح للسودان البالغ قدره (700) مليون دولار والذي سيتم توظيفه على الاولويات التنموية للحكومة والدور المرتقب لوكالة التنمية الامريكية والمساعدات الامريكية.

وأكدت سامانثا باور، عزم ادارة الرئيس بايدن على المضي قدماً في شراكتها التنموية مع السودان وتقديم كل ما يمكن لمساعدة الحكومة الانتقالية لانجاز مهام الانتقال التي وصفتها بالمعقدة والجسيمة.

وقالت باور في مؤتمر صحفي بالخرطوم انها واحدة من الذين لم يتصوروا ان التغيير الذي حدث في السودان يمكن ان يحدث وبتلك الطريقة التي اظهر فيها السودانيون شجاعة فائقة وبصيرة نافذة ألهمت الناس في مختلف بقاع العالم ووصفت ما حدث في السودان “بالمعجزة”.

واضافت انها تتفهم تطلع السودانيين لحلول سريعة للمشكلات الكثيرة التي يعانون منها لكن ذلك امر يحتاج لجهد وموارد ووقت بالتأكيد.

وقالت انها تباحثت مع المسؤولين السودانيين حول الأولويات وتمتين الشراكة السودانية الامريكية لانتقال السودان من مرحلة تلقي العون الانساني الى مرحلة النهوض والتنمية الشاملة.

واشارت إلى انها قد جربت بنفسها انقطاع التيار الكهربائي اثناء واحدة من اجتماعاتها بالخرطوم وانها تتفهم ضيق الذين يعانون من انقطاع الكهرباء ساعات طويلة كل يوم ناهيك عن المعاناة الكبرى للذين لم ينعموا ابدا بالكهرباء في حياتهم ابدا ويستحقونها بالتأكيد.

وقالت سامانثا باور ان الاولوية في الوقت الراهن ستكون لقضايا العون الانساني ودعم التحول الديمقراطي والمساهمة في بناء القدرات واصلاح وتطوير المؤسسات بالشكل الذي يتيح لها اجتذاب مقدرات الشباب السودانيين والافساح لهم وتوفير فرص العمل المستحقة لهم بانجاز التغيرات والاصلاحات الادارية والقانونية لرفع كفاءة اجهزة الادارة الحكومية واصلاحها وتحديثها.

واضافت ان موارد الوكالة الامريكة للتنمية ستتاح ايضا لانجاز عمليات ومؤسسات العدالة الانتقالية التي لابد ان تشمل المصالحات المجتمعية لاستعادة السلم الاجتماعي ومحاسبة الذين ارتكبوا جرائم في الحرب الاهلية واثناء الثورة الشعبية، على ان تقود كل هذه الخطوات لارساء اسس وقواعد الحوكمة والتطور السياسي وتثبيت واقرار الامن وتحقيق النمو الاقتصادي وانهاء الفترة الانتقالية بانتخابات ديمقراطية شفافة تنتقل السلطة لحكومة منتخبة.

وعبرت المديرة التنفيذية للوكالة الامريكية للتنمية الدولية عن سعادتها بزيارة السودان في هذا الوقت المهم، موضحةً انها لمست التغيير والامل في الشارع السوداني رغم الظروف الاقتصادية التى تمر بها البلاد.

وقالت باور انها طمأنت المجتمع الدارفوري بالعمل لتحقيق المزيد من التقدم في مختلف المجالات التي تهمهم. واضافت: “التقيت مع والي شمال دارفور نمر محمد عبد الرحمن الذي اشار الى الاحتياجات الانسانية ولكنه اصر ايضًا على التأكيد بان من اهم التطورات التي حدثت في السودان “نحن ذاهبون الى الديمقراطية”.

وقالت في تغريدة على حسابها بتويتر: ان الوالي طالب المانحين والمنظمات غير الحكومية بدعم المجتمع المدني والحكم الراشد في هذا الوقت الحرج، بينما شدد نازحو دارفور على اهمية تنفيذ الترتيبات الامنية والحاجة الى توسيع الفرص الاقتصادية واقامة العدل حتى يكون هناك سلام دائم. وتابعت: “لقد التزمت لهم بالضغط من اجل المزيد من التقدم للجميع”.

واكدت سامانثا باور ان الوكالة الامريكية للتنمية الدولية ستواصل تقديم الدعم الحيوي للعائلات في معسكر زمزم، قائلة: “انا في غاية الامتنان للفرصة التي اتيحت لي للاستماع الى قاطني معسكر زمزم، ثاني اكبر معسكر للنازحين داخليًا في دارفور”.

وزادت: “عقب 17 عامًا من الاقامة بالمعسكر نشأ العديد من الاطفال وهم لا يعرفون موطنًا اخر غير معسكرات النزوح، ومع ذلك، ما زالوا يحلمون بانهم سيشعرون بالامان الكافي في قراهم العائلية عند العودة الى ديارهم”.

واضافت انها التقت بالصحفيات السودانيات، اللواتي وصفن مناخ الخوف الذي واجههن في ظل حكم البشير.

وقالت انهن اوضحن لها ان المسؤولين الحكوميين كانوا يعاقبوهن حال كتبن عن قضايا متعددة، الا انهن الآن يمكنهن ان يقولن ما يردن”.

وسامانثا باور اكاديمية وصحفية ودبلوماسية شغلت منصب سفير الولايات المتحدة لدى الامم المتحدة في الفترة من 2013 الى 2017.

بدأت باور مسيرتها بتغطية حروب يوغوسلافيا كصحفية. وفي الفترة من عام 1998 الى عام 2002 شغلت منصب المدير التنفيذي المؤسس لمركز كار لسياسة حقوق الانسان في كلية كينيدي بجامعة هارفارد، حيث اصبحت فيما بعد استاذة لممارسة القيادة العالمية والسياسة العامة. وكانت مستشارة بارزة للسناتور باراك اوباما حتى مارس 2008.اختارها اوباما لرئاسة مجلس منع فظائع الحرب الذي شكل حديثا انذاك. وخلال فترة ولايتها، في عام 2016، ادرجتها مجلة فوربس في المرتبة 41 بين اقوى مائة امرأة في العالم.فازت باور بجائزة بوليتزر في عام 2003 عن كتابها “مشكلة من الجحيم: امريكا وعصر الابادة العرقية”، وهي دراسة عن استجابة السياسة الخارجية الامريكية للابادات العرقية. في 2021، عينها الرئيس جو بايدن لرئاسة الوكالة الامريكية للتنمية الدولية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى