تحقيقات

رفع الدعم عن الغاز .. مزيد من الضغط على المواطن

غرفة الغاز: وزارة النفط تتعامل بضبابية .. ولا يوجد دعم أصلاً لرفعه

أعلن وزير المالية الانقلابي، جبريل ابراهيم، عن رفع الدعم عن الغاز في غضون الأيام المقبلة، الأمر الذي اعتبره مواطنون تضييقاً اقتصادياً إضافياً على دخولهم الضعيفة، وطالبوا بالإبقاء على دعم السلع الضرورية. في الوقت الذي اشتكت فيه شريحة غير قليلة، عدم توفر الغاز في بعض الشركات، وأكدت غرفة الغاز أن الاستهلاك اليومي لولاية الخرطوم يقدر بحوالي (700) طن، ووصف المواطنون وزارة النفط بأنها تتعامل بضبابية، وأنه لا يوجد دعم يذكر. (الديمقراطي) في المساحة التالية تعكس أبعاد القضية..

تحقيق – لبنى عبدالله 

* معاناة

عقب إعلان وزير المالية الانقلابي، سعي وزارته لرفع الدعم عن الغاز أمس، أبدى عدد من المواطنين تخوفهم من زيادة أسعار الغاز، مؤكدين أنها حالياً ليست في استطاعة الكثيرين من ذوي الدخل المحدود.

تقول المواطنة (عواطف حسن)، معلمة، إن أسطوانة الغاز (أجِب) وصل سعرها (4,500) جنيه، بالإضافة إلى تكلفة ترحيلها من المنزل إلى محلات الوكلاء والتي تصل مبلغ (2) ألف جنيه، مما يعني معاناة المواطن الذي يتقاضى راتباً شهرياً. وأوضحت أن رفع الدعم يمثل إعلاناً لزيادة سعر أنَبوبة الغاز، وخنقاً للمواطن، وعبئاً إضافياً على الميزانية. ورددت: “نعاني من تكاليف المعيشة”، منتقدة سياسات وزير المالية التي أرهقت كاهل المواطن المنهك من الزيادات التي طالت السلع الضرورية، مطالبة الجهات ذات الصلة بعدم رفع الدعم.

* ندرة

اشتكت مجموعة من المواطنين من عدم توفر غاز (أبرسي) و(سودا غاز)، مما جعلهم خارج نطاق التغطية. تقول (بتول الأمين)، ربة منزل، إن بديل الغاز هو (الفحم)، وأصبح غالياً، مرددة: “وصل سعر الجوال مبلغ 25 ألف جنيه، وفي حال لجأنا للشراء بالقطاعي يصل سعر الكيس مبلغ 500 جنيه، الحلة ما بنجضها”، وبينت قائلة: “المواطن أصبح محاصراً بوضع اقتصادي قاس، وحال استمر الوضع بهذه الطريقة، إلا نهاجر نخليها لوزير المالية جبريل”.

مواطنون: رفع الدعم يعني مزيداً من التضييق على المواطن

واشتكت المواطنة (رفيعة حنين)، تسكن الحلة الجديدة، من معاناتهم في الحصول على الغاز، إذ تتوفر كميات محدودة من الغاز، حوالي (34) أنبوبة يومياً، مما يجعلهم يترددون لأكثر من مرة على محلات التوزيع والوقوف صفاً، وغالباً يعودون بدونه، هذا بإضافة أعباء مادية بترحيل أنبوبة الغاز من وإلى المحلات. ورددت: “بعدها سمعنا أن وزير المالية داير يرفع الدعم عن الغاز، يعني مضاعفة سعره، الله المستعان”.

* رفع الدعم

كشف وزير المالية والتخطيط الاقتصادي، جبريل إبراهيم، عبر الوسائط الإعلامية أمس، عن أنهم يسعون لرفع الدعم عن الغاز خلال الفترة المقبلة، وأن السودان يواجه تحديات اقتصادية كبيرة، مؤكداً سعيهم للتصدي لها في التحول للاقتصاد الرقمي، وأن يسعى السودان للوصول للاستثمار بنسبة (40%) في مجال التعليم والصحة في موازنة العامين القادمين، وأن أكثر من (2,5) ترليون جنيه سوداني تحصيلات ضريبية متوقعة خلال العام الحالي.

وشدد جبريل على أنهم مستمرون في الإصلاحات الاقتصادية، ويسعون لرفع الدعم عن الغاز خلال الفترة المقبلة، فضلاً عن أنهم قطعوا شوطاً كبيراً في رفع الدعم عن الكهرباء.

* غرفة الغاز

كشف عضو غرفة الغاز بولاية الخرطوم، محمد حمودة، أن حاجة ولاية الخرطوم الشهرية للغاز تقدر بحوالي (700) طن في اليوم، موضحاً أن الطن الواحد يغذي عدد (80) أسطوانة، وأن النسبة المذكورة تكفي حاجة الولاية بما فيها المخابز والمطاعم، وهي لا تكفي خاصة بعد التخريب الذي طال مصفاة الجيلي، ونقص الاستيراد، وقال إنه يتم استيراد (5) آلاف طن تقريباً.

واتهم حمودة وزارة المالية بالضبابية فيما يتعلق بدعم الغاز، وبين أن نسبة الدعم ضعيفة. وعن أسعار الغاز أوضح بقوله: “أسطوانة شركة النيل وصلت مبلغ 3,500 جنيه، وأسطوانة أجب مبلغ 4,500 جنيه”.

* شُح شركات

وكشف حمودة عن شح في عدد من شركات الغاز مثل (أبرسي) و(سودا غاز)، نسبة للاستهلاك الكبير لها من قبل المواطنين وارتفاع نسبة الطلب عليها من قبل المواطنين، مؤكداً أن رفع الدعم سيعمل على توفير الغاز، لكنه سيصبح عبئاً اقتصادياً على الشرائح الضعيفة مثل العمال محدودي الدخل، وهي النسبة الأكبر.

مشاكل الوكلاء

يقول حمودة، إنهم كوكلاء، يعانون من عدم الإنصاف من السلطات في تسعيرة الغاز، مقارنة بتكاليف التشغيل التي وصفها بالعالية، مثل: العمالة، وإيجارات المحلات، وتكاليف الترحيل، مما يجعل هامش الربح ضعيفاً، مطالباً السلطات بضرورة الجلوس مع وكلاء الغاز، خاصة أن الغرفة تم حلها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى