الرأي

رسائل المتربصين بالمدينة

الشعب السوداني ثار ثلاث مرات بعد الاستقلال من أجل التخلص من الدولة العسكرية غير القابلة للتطور وبناء الدولة المدنية التي تتحق فيها طموحات وأحلام الشعب، وقد تمكن العسكر من قتل ثورتين بالتعاون مع الأحزاب التي ظلت ولا زالت تتعامل مع الديمقراطية بازدواجية المعايير من أجل الحصول على اكبر مكاسب لنفسها وكلما شعر الخاسر منها بحتمية الهزيمة يهد المعبد على الجميع،هذا ما حدث في ثورة أكتوبر وأبريل ونفس السيناريو يتكرر الآن ولكن بإذن الله لن تتحقق نفس النتيجة لأن ديسمبر ليست مثل أكتوبر أو أبريل.
كلما وقف أحد القادة العسكريين أمام مجموعة من الناس في أية مناسبة تحدث عن الديمقراطية والمدنية وأكد أنها قادمة وشكك في الآخرين،وهي في الحقيقة رسالة يتسابقون بها الى قلوب الشعب الذي تعلقت أشواقه بتحقيق ديمقراطية نظيفة ومدنية لا تشوبها شائبة، ولكن جميعهم ما زالوا غير راغبين في استيعاب هذا الأمر رغم أنهم أمام ثورة استثنائية غير قابلة للقتل او الموت التلقائي، ولكن لأن الرسائل التي تصلهم من الأحزاب لم تتغير فما زالوا يتوقعون أن مصير ديسمبر سيكون مثل أكتوبر وأبريل .
أول أمس قال قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، إن جهات تريد أن تعم الفوضى في البلاد وتمتد الفترة الانتقالية لعشر سنوات، وتشعل الحرائق في أطراف البلاد، وكلما أطفأنا ناراً أوقدوا عشرة، وكنت أتمنى لو أن حمدان كان أكثر وضوحاً وذكر هذه الجهات حتى يتعامل معها الشعب ولكنه تجنب الأمر حتى لا يدخله في إشكال، وأعتقد أنه يقصد كل اللاعبين في الساحة السياسية وهو قال الحقيقة ولكن كان يجب أن يقول ولا أبرىء نفسي وأعتقد أنني لا أحتاج الى توضيح الأسباب التي تجعلهم يفعلون ذلك فكل له مآربه الخاصة التي لا تتحقق في ظل الديمقراطية والدولة المدنية، والخاسر الوحيد هو الشعب الذي يدفع ثمن التأخير تخلفاً وفقراً ومعاناة .
عموماً نقول لحميدتي بلغ هؤلاء الذين يشعلون النيران وينشرون الفوضى لإطالة مدة الفترة الانتقالية أو يريدون قتل المدنية أو جعلها ناقصة الدسم مثلما بلغتنا؛أن ثورة ديسمبر لن تكون مثل أكتوبر وأبريل فالجيل الذي فجرها هو جيل جديد لا يعرف التراجع والانكسار والأنانية والفساد. جيل لا يلون الحقيقة ولا يلتف حولها، لا يعرف للمسميات أكثر من معنى واحد،أخبرهم أن ديسمبر ستصل بالسودان الى المدنية كاملة الدسم مهما فعلوا لن ينجحوا في الالتفاف حولها وعليهم أن يختصروا الطريق على أنفسهم فقد هرموا وهم يلهثون خلف السلطة والثروة، فالشعب عندما يعلن عن أشواقه ويقرر تحقيقها لن تقف أمامه العوائق مهما عظمت.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى