ذكرى إصدار (طابع الجمل)
أحمد عمر عبدالرحيم
تعتبر طوابع البريد رمزاً من رموز الدولة مثل العلم والنشيد الوطني، ويصادف اليوم الأول من مارس 2023م مرور (115) عاماً على إصدار أول طابع بريد سوداني (طابع الجمل)، وذلك في الأول من مارس عام 1898م.
كانت الطوابع المصرية تستعمل في شمال السودان، والتركية في سواكن والتي كانت تتبع للدولة العثمانية في ذلك الوقت.
استعمل جنود حملة كتشنر طوابع مصرية، وكان اللورد كتشنر معارضاً لذلك، فهو يرى أن استعمال الطوابع المصرية في الخطابات المرسلة من الجنود توحي بأن الحملة تهدف لجعل السودان جزءاً من مصر، وهو ما كان يرفضه بشدة.
قام اللورد كتشنر بتكليف جيمس واتسون بالسعي للحصول على تصاميم لطوابع تتداول في السودان، مشدداً على ألا تستخدم صورته الشخصية في هذه التصاميم.
قام داتسون بتكليف البكباشي استانثون بإعداد تصميم خلال أربعة أيام حسب طلب اللورد كتشنر، فأعد تصميماً عبارة عن رسم يحمل صورة ساعي البريد يمتطي جملاً يسير وسط فيافي الصحراء، ومن خلفه بعض الجمال، ومن خلف الراكب تظهر حربتان، بينما على جانب الجمل أحمالاً تمثل البريد، كتب عليه (بريد السودان).
وافق كتشنر على هذا التصميم، وتمت طباعته في مطبعة ديلارو بإنجلترا. يقال إن الشخص الذي استعان به استانثون، وطلب منه امتطاء الجمل، هو الشاعر إبراهيم ود الفراش الذي اشتهر بالفروسية وكتابة الشعر. وقد تم اختياره من قبل حاكم بربر لتوصيل البريد الحكومي إلى منطقة كورسكو في الحدود الشمالية، وإلى سواحل البحر الأحمر.
يمثل اليوم الأول من مارس 1898م حدثاً مهماً في مسيرة البريد السوداني، في ذلك اليوم تم بيع (طابع الجمل) كأول طابع بريد سوداني لجنود الحملة في معسكرهم بمدينة بربر. وقد تم استخدام طابع الجمل في العملة السودانية، وأيضاً استخدمه البنك السوداني الفرنسي شعاراً له عند تأسيسيه عام 1978م.
بتاريخ 1/3/ 1998م احتفلت الهيئة العامة للبريد والبرق بمدينة بربر بمناسبة مرور (100) عام على إصدار أول طابع بريد سوداني، وقد حضر الاحتفال عدد من هواة الطوابع من بعض الدول الأوروبية.
———-
المصدر(البريد والبرق في السودان عبر العصور)