الرأي

د. القراي، د. آمنة.. والخال (الرئاسي)

الطيب النضيف/ المحامي
الخال، الذي كان رئاسياً، يقود حملة شعواء ضد الثورة ورموزها وخطها السياسي، مستعينا في ذلك ومستجمعاً كل المطاريد والكلاب الضالة من كيزان وإسلامويين وحرامية وأصحاب المصالح والمراكز المالية المتأثرة؛ يقود كل هؤلاء في توليفة مع جنرالات المجلس السيادي وضباط تنظيم الحركة الإسلامية داخل القوات المسلحة بهدف إجهاض الثورة التي حرمتهم منصات التتويج، حيث السلطة والثروة التي يحبون .
مازال يستعمل ذات أسلوبهم القديم المعهود بزرع الفتن وزعزعة الصفوف وشق الوحدة السياسية بفبركة الروايات والتحريض والتحريش بدعوة جنرالاته (لحسم الفوضى) حسب وصفه.. ولو راجع الناس كتابته منذ ما قبل فض اعتصام القيادة العامة لانطبقت عليه نصف مواد القانون الجنائي، ومن أبرز تحريضاته دعوته للجنرالات الثلاثة الكبار لفض الاعتصام بينما آخر تحريضاته دعوة المعلمين وأولياء الأمور لحرق الكتب المدرسية الرسمية! وقس على ذلك في المسافة ما بين الحدثين .
فهو إذاً (حمالة الحطب) وليست بنت الأكابر د. آمنة والية نهر النيل، هو يريد إشعال الفتن ودق الإسفين وزرع الإحن بين السيدة المحترمة الوالية وبين رعاياها.. هي تحاول جعل ولايتها هادئة مستقرة.. هو يحاول عكننتها واستفزازها وتعقيد الأمور عليها واستعمال الحرب والأدوات النفسية حتى يشتت جهودها، مستعيناً بأسلوبه الرخيص الرجعي في محاربة المرأة ونظرته الدونية لها.. بينما هي صامدة شامخة لا يهمها شيء سوى مواطن ولايتها في أمنه وعيشه وصحته.. هو يستعين بكلابه الضالة من كيزان وأرزقية وأرذلية وفاقد سياسي وباش كتبة إعلام الفلول .
هو يركز على اعتبار ولاية نهر النيل معقلاً للمخلوع وقيادات الحركة الإسلامية.. هي تتعامل مع الأمر بوصف الولاية أنها الثانية بعد الخرطوم من حيث الخطورة والتمكين وكثرة الكيزان، أعانك الله د. آمنة و أرجو ألا تكترثي لهؤلاء الساقطين. هذا الجهلول المسكين اختار عدداً من رموز الثورة (كضحايا) يشتغل عليهم في زفاراته.. والذين اختارهم يعتبرون من أنجح مسؤولي الثورة حيت فاقت إنجازات بعضهم ما أنجزه مجلس الوزاراء الموقر من ناحية علو الصوت والهمة الثورية مثل ( د. آمنة، لجان المقاومة، لجان التفكيك، القراي، مناع، وجدي، ودالفكي، وزير العدل، وزير الشؤون الدينية، رشيد سعيد) فهو يعمل على اغتيالهم نفسياً ومعنوياً، وهدم صورتهم أمام الناس حيث يتصيد ويتسقط بعض التصرفات أو الكلامات أم الانفعالات البسيطة لهم ثم يشوهها ويقدمها للرأي العام .
معلوم أن منهج الكيزان وأيديولوجيتهم السلفية الأصولية تقوم على الجزئيات لهدم الكليات، يقوم منطقهم على جزئيات صغيرة لفهم ظاهرة ما، لا يقبلون كل المنطق وكل العقل، لا يدرسون ولا يحللون الظاهرة الاجتماعية ككل متكامل إنما يتعاملون معها بالأجزاء، بالقطاعي، يفضلون الوصول لآخر محطة بأقرب الطرق، ليس لديهم أوكسجين كافي لمناقشة المشكلة بصورة كاملة شاملة، لا يحترمون سلطة سياسية هم خارجها ولا يرغبون أصلاً في الديمقراطية كمنهج مستدام للتداول السلمي للسلطة .
بالأسلوب أعلاه حاول خال المخلوع خداع الناس وإيهام الرأي العام بعدم كفاءة (القراي) كمدير للمناهج، متكئاً على جزئية صغيرة هي لوحة مايكل أنجلو وكأن القيامة قامت! والغريب أن ذات المضمون التاريخي لذاك الفن مقرر على طلاب جامعة أمدرمان الإسلامية، فاستطاع بخباثة كيزانية وببراغماتية أن يشكك في الأمر رغم علمه التام أن دكتور القراي هو عالم تربوي ومتخصص في المناهج التعليمية والحكومة رغم (ثوريتها) لم تدافع عن القراي فكان عليها أن تشكل خط دفاع قوي لصالحه حتى يواصل إنجازته بدلاً من الانهزام لصالح الثورة المضادة في هذا الملف الحيوي .
للكيزان جهاز سري أمني يعمل منذ ما قبل انقلابهم، يرتبون لكل شيء ويطبخون السيناريو ونتائجه مسبقاً، هذا الجهاز السري يعمل وينشط الآن في السر بوتيرة أسرع من عمل ونشاط حكومة حمدوك التي تعمل في العلن.. ومن سيناريوهاتهم الأساسية الآن في شقها الإعلامي هو نقد أداء الحكومة بتصيد الأخطاء البسيطة للمسؤولين وتجميعها وتكبيرها والنفخ عليها مراراً حتى يتشكل رأي عام سالب ضدها.. قمنا بقراءة حوالي (400) عمود صحفي للخال وصف فيه المسؤولين أعلاه بكلمات وأوصاف مثل (عبدة الأوثان، المريسة، سورة الزلزلة، والية الجعليين، ما تتكلم في الجيش، أصحاب البناطلين الناصلة، ديك العدة، مريس ومتيس، التشفي، الحقد، ما بصلي، شيوعي فرنسي) .
بالنظر إلى هذه التعابير أعلاه نجدها أجزاءً من كليات وعند تجميعها وتحليلها تعطينا دلالات معينة ، مثلاً (عبدة الأوثان وسورة الزلزلة) تعطينا دلالات دينية على سلفيته وتطرفه تجاه الآخرين .. ومثلاً (امرأة والية على قبيلة الجعليين) تعطينا دلالات ثقافية تكرس لدونيته للمرأة ومثلاً (التشفي، الحقد، ما بصلي، البناطلين) لها دلالات يفترض هي أنها تقدح في شخصياتها، وبالطبع يستغرب الإنسان عندما يتحدث شخص عن أخلاقيات خصومه وينسى نفسه وينسى جماعته وقياداته من الإسلاميين المقبوض عليهم في بلاغات وتحقيقات جنائية واتهامات بالفساد المالي والإداري! فالمخلوع ابن أخته مخرب للاقتصاد وتاجر عملة بإدانة وحكم قضائي نهائي وتنتظره المحكمة الجنائية الدولية، وزوجته وداد بابكر بلاغاتها الجنائية شغالة بتهم أراضي، وعلي كرتي وعبدالباسط حمزة وأشقاء المخلوع والقائمة الفاسدة تطول .
فأي أخلاق تبيح لهؤلاء الاستحواذ على المال العام والتكسب المهني والاستغلال الوظيفي والإثراء بلا سبب فهل هذه هي الأخلاق عندهم؟ كل الشعب السوداني يعلم أنهم لصوص وحرامية وليس لديهم وازع ديني تجاه مصالحهم ولكن نقول كما قال الشاعر (عين الرضا عن كل عيب كليلة وعين السخط تبدي المساويا)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى