الرأي

دوما هو رأي الحركات في مجلس برهان.؟

د. مرتضى الغالي 

إذا كانت الحركات التي وقعت اتفاقية السلام توافق على (هذا المجلس النكرة) التي يحمل اسم الشركاء (فيا فؤادي رحم الله الهوى).! وإذا كان الصوت الذي يعبّر عنهم هو صوت اركو مناوي فـ(نح على نفسك يا مسكين لو كنت تنوح).! وما يتولد لدينا من انطباع أن الحركات لم تبادر برفض هذا المجلس (شكلاً ومحتوى) ولاذت بالصمت (غير الجميل)..هذا المجلس قمين بالرفض (والله العظيم) بتركيبته المثيرة للسخرية أكثر من كونها دافعة إلى الغضب.. وبتلك الصلاحيات التي (درعها) المجلس على عنقه من غير استئذان (ولا إحم ولا دستور) ولا احترام للوثيقة دستورية.! ونرجو أن يكون انطباعنا هذا في غير موضعه.. ولكننا لم نسمع للحركات صوتاً رافضا لهذا الإعلان (الخديج) والخديج هو الكائن الذي يولد قبل اكتمال نمو أعضائه بوظائفها. وسبحان الله والحمد لله (جاعل الملائكة رسُلاً أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع).!
كم نود أن نسمع منهم أنهم مع الغالبية الغالبة من شعب السودان الذين خرجوا من دورهم فزعين من إعلان تكوين هذا المجلس بتلك الكيفية افتئاتاً على الثورة وعلى مؤسسات الانتقال التي يريد السيد مناوي ان يدفنها وكأن الثورة لم تتخضّب بعذابات ودماء هذا الشعب الجبّار في مدنه وأصقاعه ودساكره وفرقانه ومراحيله وحلاله؛ وبأطفاله وأيفاعه و(شماشته) وشيوخه وكهوله وشبابه النضر وفي مقدمتهم نساء الوطن الباسلات…كلهم خرجوا بأيديهم العارية (وأفعى الإنقاذ) تنفث سمومها في الطرقات وبين الأحياء وداخل البيوت.. كلهم وخرجوا مهللين منادين بالحرية والعدالة والسلام والمجنزرات تعربد في الطرقات وتدهس الأجساد..والطلقات تجد طريقها إلى الرؤوس والصدور، وانكشارية أمن الإنقاذ ومليشياته يدهمون البيوت على أهلها، والشباب العائد من المهاجر بشهاداته ونبوغه يتقدم الصفوف ويطلب الفداء ويتلو وصيته الأخيرة.. فلماذا هذه الاستهانة بمثل هذا الإعلان السقيم بذلك المجلس العقيم.. وما هذه الفرمانات التي يغلفها دخان التعويق والالتفاف على مطالب الثورة الناصعة ونحن في فترة انتقال بمهامها المحددة ولم نصل بعد إلى فترة الديمقراطية ذات الانتخابات والأوزان.. نحن أمام تفويض شعبي يطالب بالحكم المدني ويترك للمؤسسات النظامية تأدية مهامها القومية المهنية في حماية الوطن.. فلماذا لا نرى الحركات الثورية قد انضمت إلى راية الحكم المدني وانتظمت إلى جانب الشعب الذي رفض هذا الإعلان (الأبتر) بإجماع قواه الشعبية والسياسية.. فهل نسمع أن الحركات ترفضه لذات الأسباب؟ أم أنها مع إعلان البرهان هذا الذي صدر من جانب واحد بتشكيل مجلس عجيب يتحكم في مصائر السودان ويضع في جوفه كل مهام مؤسسات الانتقال ويبلع صلاحيات الحكومة والبرلمان والحرية والتغيير ومجلس السيادة في (لحسة واحدة).!
أما الحديث الذي يطلقه اركو مناوي ليلاً ونهاراً فهو من الضرر الذي لا يُجبر.. حديث تخذيل واستعلاء ملؤه الاستهانة بالثورة وبقوى الحرية والتغيير التي يريد أن ينام ويصحو فلا يجدها.! بل يقول إنها انتهت وعليها أن تعود إلى البيت.. وهي المفوّضة من الثورة التي اندلعت في غيابه… ولعله لا يعلم أن الحرية والتغيير هي كل السودان (عدا المؤتمر الوطني) ثم يحاول الرجل التلاعب بالألفاظ بدعوى سرقة الثورة… والثورة خضبها شباب بدمائهم وسيقومون بحمايتها.. وإذا أراد مناوي أن يناصر الشق العسكري في مجلس السيادة على الشق المدني وعلى الحكومة المدنية كما فعل مع (المجلس العسكري) فهذا شأنه.. والآن حل السلام ولم يعد نظام الإنقاذ موجوداً في السلطة وإن كانت كلابه تتناوح (حول الصريف).! وعلى كل حال فقد انتهى عهد القتال بالسلاح ضد السلطة وأصبح التلويح بالعنف من مخلفات الإنقاذ البائدة بعد أن غارت بشرورها وآثامها و(خزعبلاتها)….صه يا كنار وضع يمينك في يدي..! 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى