تقارير

دعوة لجان المقاومة إلى العمل المشترك.. فرص وتحديات

تقرير- آلاء عبدالرحيم

أعلنت لجان مقاومة الخرطوم في الأيام السابقة استعدادها للتنسيق مع قوى الثورة، وطالبت بضرورة عقد ورشة يمكن التوصل من خلالها لآليات تساعد على العمل المشترك لإسقاط الانقلاب. وجاء في بيان تنسيقيات لجان مقاومة ولاية الخرطوم الموافق 6 سبتمبر 2022: “العمل المستمر حتى إسقاط الانقلاب، والالتزام بأنه: لا شراكة مع العسكريين، ولا شرعية لهم، ولا تفاوض حول هذا المبدأ. وضرورة التنسيق المُحكم بين لجان المقاومة والقوى السياسية والمهنية والمطلبية المؤمنة بالتحول الديمقراطي والداعية لإسقاط الانقلاب، إضافة إلى الدعوة لعقد ورشة عاجلة بهدف إيجاد صيغة عمل للتنسيق المشترك والحوار الشفاف والواضح بين لجان المقاومة وكل القوى السياسية والمهنية والثورية المناهضة للانقلاب العسكري”.

ووصف بيان مشترك لسبع تنسيقيات الدعوة بأنها خطوة متقدمة، وقال: “إنها بداية المشي في طريق وعر نحو تحقيق وحدة قوى الثورة، علينا استثمار تنوعنا التنظيمي والهيكلي والمؤسسي نحو التعجيل بتشييع الانقلابات العسكرية إلى مثواها الأخير”.

ردود أفعال 

تباينت مواقف القوى المناهضة للحكم العسكري بين قبول كامل ورفض مطلق لدعوة لجان المقاومة إلى العمل المشترك بين جميع الأطراف المؤمنة بالتحول الديمقراطي. وتقول آيات محمد، عضو لجان أحياء بحري، في حديثها لـ (الديمقراطي): “انقلاب 25 أكتوبر طال عمره لما يقارب الـ 11 شهراً بسبب عدم توحد قوى الثورة المدنية المناهضة للانقلاب، وأيضاً ساهمت حالة التشتت في بقاء الانقلاب حتى هذه اللحظة. هنالك فرق وعدم توازن بين الفعل الثوري والسياسي، إذ إن الفعل الثوري متقدم على الفعل السياسي، ووحدة قوى الثورة تعمل على الربط بين الفعلين الثوري والسياسي”. أضافت: “كعضو لجان مقاومة أرى أن أساس عملنا الفعل المقاوم المطلبي، وأن علينا دعم السياسيين، وبالتالي فإن وحدة قوى الثورة من الخطوات التي تأجلت، وكان من المفترض أن تحدث منذ بداية الحراك، وبما أنه تم التوصل لهذه الخطوة فإنها محمدة، وأنا من أشد المؤيدين لها”.

في المقابل، يقول عضو من تنسيقية لجان كرري (الثورات)- فضل حجب اسمه- في حديثه لـ (الديمقراطي): “كقواعد لجان كرري، تصلنا مخرجات كل الاجتماعات بتسلسل ممتاز عن طريق التنسيق بين الممثلين في التنسيقية والقواعد. قبل صدور بيان الوحدة عقدت التنسيقية ورشة لمناقشة دمج المواثيق خلال هذه الورشة، تمت مناقشة الراهن السياسي وإمكانية تسريع العملية”. وعند سؤال عضو تنسيقية كرري عن رأيه في إعلان التنسيق مع القوى السياسية، أكد تمسكهم بالميثاق، وأن أي عملية تنسيق يجب أن تكون من خلاله، لأن كل القواعد شاركت في صياغته والتعديل في المحتوى بعد نقاشات مستفيضة، وبالميثاق رؤية سياسية واضحة”.

من واقع العمل مع اللجان

عن دعوة تنسيقية لجان الخرطوم وسط لوحدة قوى الثورة، يقول أستاذ السياسة العامة والإدارة بجامعة (لونغ آيلاند) بنيويورك، د. بكري الجاك مدني، إن هنالك توجهاً وسط غالبية عضوية اللجان، لا تمانع أن يكون هنالك شكل من أشكال الوحدة والتنسيق مع القوى المعارضة للانقلاب، وتصوير أن اللجان ضد فكرة الوحدة، وأن كل اللجان لديها موقف واحد من الوحدة تصور غير صحيح”. أضاف د. بكري الجاك: “الدعوة كانت إيجابية، ووجدت صدى من كل القوى السياسية والعديد من النقابات والفاعلين السياسيين، من النقابات المنتخبة أو اللجان التسييرية. كان من المتوقع أن تظهر أجسام وأسماء في أماكن أخرى ترفض الدعوة كما حدث في لجان مقاومة المزاد وبعض اللجان الأخرى، وتعلن أن الدعوة لا تمثلهم، وذلك لسبب أن اللجان ليست جسماً موحداً له تصورات ورؤية مشتركة كما يتم الترويج له في الميديا، وإخراج بيانات من بعض الأفراد والجهات باسم اللجان”.

تابع الجاك: “لا توجد تنسيقية يمكن أن تمثل كل رأي اللجان، ولا ميثاق واحد يتحدث باسم كل اللجان، لأن اللحظة التي يتم فيها إعلان توحيد المواثيق سوف تخرج لجان لم تشارك وتعلن عدم تمثيلها، لأن العملية القاعدية تتم على مستوى محدود عن طريق التنسيقيات من غير مشروعية تمثيل. بالإضافة إلى ذلك، يتبادر إلى الأذهان سؤال موضوعي: من أين لك المشروعية والحق؟! هي مشروعية أخلاقية أكثر منها سياسية فعلية، مع تراجع الحراك الثوري في الفترة الأخيرة وأنصاره، فالدعوات وجدت صدى كبيراً وترحيباً من قطاعات واسعة. ومن أسباب تراجع الحراك: الإجهاد، والارهاق، والوضع الأمني. بالإضافة لحالة التشظي بين المجموعات المدنية، وحالة التشكيك، وأن بعض القوى تتحدث باسم اللجان. من الأفضل للجميع التنسيق والقبول، وأن يكون هنالك شكل من أشكال التشاور حول صيغة لتطوير الجهود والتوصل لخطاب سياسي ناضج”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى