الرأي

خطر القوات المشتركة قبل الترتيبات الأمنية

 

تأخير الترتيبات الأمنية يعتبر مشكلة كبيرة لها آثارها التي لا تخفى على أحد وهي الآن تضع الدولة على المحك،ليس فقط بسبب كثرة عدد جنود الحركات،بل ولأنهم عاشوا ظروف حرب معقدة أثرت عليهم بشدة، وحتى تستفيد الدولة منهم بشكل جيدتنفيذ الترتيبات الأمنية نفسه يجب أن يتم بمهنية عالية، لاختيار اللائقين طبياً ثم تأهيلهم. فحقيقة كثيرون منهم يعانون من مشاكل تحتم إبعادهم عن العسكرية عموماً، حتى تتجنب الدولة تكرار خطأالدعم السريع، فهو رغم أنه جيش لا يملك من الإمكانات غير العقيدة القتالية، إلا أنه تمت الاستعانة به ليقوم بمهام لا يمكن أن يقوم بها أحد غير الشرطة،ورغم أنه تعلم الحلاقة في رأس الشعب إلا أنه ما زال يعاني من كثير من المشاكل، ووضع قواتالحركات أسوأ بكثير من الدعم السريع،ولا يجب أن تقوم بأية مهمة قبل الترتيبات الأمنية .

مني أركو مناوي، المعين مؤخراً حاكماً لإقليم دارفور وهو نفسه يحتاج إلى تأهيل،أعلن قبل أيام في معسكر أبو شوك عنتشكيل قوة مشتركة لحفظ الأمن ووقفالاقتتال، وقالإن القوة المشتركة تضم كافة الوحدات العسكرية والأمنية وحركات الكفاح المسلح، وإن تشكيل القوة يأتي عوضاً عن التأخير الذي لازم تنفيذ بند الترتيبات الأمنية في اتفاق جوبا للسلام.

أعتقد إن مضت الحكومة في هذا الطريق دون القيام بأي إجراء تجاه هذه القوات ستدخل في مأزق أكبر،فقوة مهمتها حفظ الأمن ووقف الاقتتال يجب أن تكون مثل جنود الأمم المتحدة،وإلا فإنها ستزيدالطين بلة. ولن نمضي بعيداً فقبل أيام وقعت تجربة عملية حين كلفت قوة مشتركة بمهة حفظ الأمن في غرب طويلة وأدى الأمر إلى وقوع انفلات أمني أكبر لم يحدث من قبل في المنطقة، وحتى الآن لم تعلن الحكومة عن المخطئ ويقالإنهافعلت ذلك حتى تتجنب إحراج الحركات التي اعتدى منسوبوها على المواطنين الذين كانوا يمارسون الزراعة، وجاءت قوات الحركات تمنعهم بحجة أن المنطقة ليست لهم،أليست هذه حماقة تكشف مستوى هؤلاء.

الحكومة يجب أن تكون قادرة على قراءة الواقع بشكل جيد،مناوي ليس الشخص الذي يعتمد على قراراته وخاصة فيما يتعلق بشأن القوات المشتركة التي سيكون مكونها من الدعم السريع والحركات، وبلا شك القوات النظامية والتي هي نفسها لا تقل ضعفاً عنها،وستجد نفسها في ورطة وهي تعمل مع قوات لا يجيد منسوبوها التصرف السليم والعسكرية تصرف كما يقال،هذا غير أنهم لا يتعاملون بحياد وحكمة مع المواطنين .

إن كانت الحكومة مضطرة للاستعانة بقوات مشتركة قبل تنفيذ الترتيبات الأمنية،فالأفضل أن تكون لها مجموعات خاصةمشتركة تختار أفضل ما في الحركات والدعم السريعمن جنود وتجري لهم تدريباً تأهيلياً خاصاً ومكثفاً وكذلك من القوات النظامية، مع الإشراف المباشر عليهم من قبل ضباط أهل خبرة حتى ولو تستعين بالذين أحيلوا للصالح العام وفق اتفاق. ويجب أن يكون هناك عمل مدني مكثف يسهم في تهيئة المواطنين وتشجيعهم وتحريكهم نحو السلام،ولابد من حل مشكلة الحواكيرالتي يبدو أن جنود الحركات وحتى قادتهم لا يعرفون عنها شيئاً، وإلا فلا قيمة للقوات المشتركة ولا تلوم الحكومة إلا نفسها .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى