الرأي

خطاب حمدان واقتراح البرهان

اسماء محمد جمعة
بعد تصريحات قائد الحكومة الانقلابية عبد الفتاح البرهان عن دمج الدعم السريع في الجيش،ظننا أن دقلو سيرتجف خوفا ويسكت ينتظر مصيره دون مقاومة، الا أنه خرج  ورد عليه بهدوء في خطاب طويل، ورغم ان الجميع يعرف ان ما قاله دقلو هو بيع كلام وابتزاز عاطفي لا قيمة له، الا أن  الأمر أكد أن قائد الدعم السريع اشطر من قائد الجيش ابن المدارس والكلية الحربية، فقد أقر  دقلو في خطابه بالانقلاب وانه أخطأ التقدير واعلن استعداده لمعالجة المشاكل بالتعاون مع الآخرين وأكد دعمه للاتفاق الاطاري وموافقته على دمج الدعم السريع في الجيش، وتكلم عن البرهان بكل احترام طبعا مقدر انه استاذه وزميله وصديقه الذي فضله على زملاء الكلية الحربية بعد الثورة وبفضله وصل إلى هذه المرحلة.
حقيقية كان يجب أن يكون البرهان أكبر من هذا ويتحدث بعقل وحكمة القائد، وأمر مؤسف أن يصل قائد  الجيش السوداني إلى هذا الدرك من الفشل، قبل بوجود جيش موازي صنعه البشير،وقام هو برعايته إلى أن تفوق على الجيش الأصلي وتعلم التدخل في السياسة والاقتصاد بل والتدخل في الشأن الإقليمي والدولي، وفي النهاية يصنع منه عدو ويعلن عليه الحرب، ثم يخرج علينا ويحدثنا أن الجيش لا يخاف من أية جهة مع ان تصريحاته هي نفسها تؤكد أنه خائف.

الانقلابي ونائبه

السؤال ما الذي دفع البرهان لمعارضة وجود الدعم وهو الذي كان ظل يدافع عنه؟. بلا شك لاشئ الا المصالح الشخصية فمصلحة البلد ليست من اهتمامهم اساسا.
في نفس التصريحات قال البرهان إذا كانوا هم كعسكريين سبب تعطيل العملية السياسية فهو يقترح أن يذهب جميع القادة العسكريين بدون إستثناء ليخلفهم آخرون، وأعتقد هذا اقتراح ممتاز جدا يعالج أزمة الجيش وازمة السودان مرة واحدة، فلو ذهب القادة العسكريين فستحل البركة على السودان بلا شك، فهم لا يعملون على تعطيل العملية السياسية فقط بل ويقومون بما هو اسوأ، يبثون الفتن بين الناس ويعطلون الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي، وهم سبب انتشار السلاح والمخدرات وكل الظواهر المدمرة وانتشار اليأس والاحباط والقلق والخوف وهم قتلة الشعب، ويوم يرحلون سيصبح السودان جنة، ليس لانه سيتغير بين عشية وضحاها بل بسبب الراحة النفسية التي سيشعر بها الشعب والتي ستنعكس على حياته وسلوكه، فهؤلاء العسكر هم العبء الذي ظل يثقل كاهل الشعب السوداني ويوم يزول سيولد من جدبد، فليس من حلم شق عليه مثل حلم أن يكون له جيش قومي قوى لا علاقة له بالسياسة يحمي البلد وسيادتها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى