الرأي

خطاب التضليل في ذكرى 6 ابريل

حكومة العسكر الانقلابية منحت الشعب السوداني إجازة رسمية بمناسبة ذكرى 6 ابريل وهو أمر لم يحدث من قبل، طبعا لم تفعل إيمانا منها بابريل ولا تضامنا مع الشعب وإنما خوفا ونفاقا، كما خرج قائدها البرهان والقي خطاب قال فيه ما قال من حديث سمعه الجميع عن الثورة والثوار والشعب والشباب وكأنه مانديلا، ولا أظن أن هناك أحد سمعه ولم يقل (صحي الاختشوا ماتو) استغرابا من الثقة التي يتحدث بها.
طبعا الكل مقتنع أن ماجاء في خطاب البرهان لا يمثل قناعاته بقدر ما هو تضليل وابتزاز للشعب وهو يأمل أن ينسيه كل ما فعل به، وحديثه هذا ليس بجديد بل مكرر ومستهلك، وهكذا هو حين يقف على المنابر يتقمص دور الزعيم الثوري الذي جاء إلى السلطة محمولا على الأكتاف، وحين ينزل يتحول إلى فرعون لا يرى مواطن ولا وطن.

البرهان قائد انقلاب 25 أكتوبر

حقيقة هذا السلوك لا يمكن وصف صاحبه الا بأنه يعاني من حالة اعتلال نفسي، والمعتل نفسيا هو شخص يُجيد تمثيل دور الإنسان المتزن العاقل المثالي الوفي ولكنه عكس ذلك، كما إنه يجيد التلاعب على الناس ويتلذذ بإلحاق الأذى بهم ويعطي وعودًا كثيرة ولا يفي بها واقواله تتناقض مع أفعاله ويتظاهر بإنه شخص مرن في التعامل وشهم ولكن أفعاله تثبت العكس، وفي الحقيقة ليس البرهان وحده من يعاني من الاعتلال النفسي بل كل أفراد حكومته، وسبحان من جمع المعتلين نفسيا في حكومة واحدة.
عموما نقول للسيدالبرهان توقف عن هذا التضليل الذي تمارسه فإنت أعلنت الحرب على الثورة والثوار من البداية، وكان موقفك واضح ولن تغيره خطاباتك مهما مارست فيها من ابتزاز عاطفي، وكما قلت في ختام خطابك أن الثورة ستبقى حية في ضمير الشعب، نعم ستبقى حتى تزيلكم وتزيل كل أثر لتاريخكم الأسود.
أيام قليلة تفصلنا عن ذكرى مذبحة فض الاعتصام امام قيادة الجيش الذي يقوده البرهان، فهل سيتحلى بنفس الشجاعة ويخرج بشخصية القائد الثوري المزيفة ويخاطب الشعب، فتلك ذكرى لا تنفصل عن 6 ابريل ولا أكتوبر ولا ديسمبر، أم أن شخصيته الحقيقية ستسيطر عليه فيكتفي بتامين العاصمة وحماية نفسه فقط.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى