خالد عمر يوسف: الانقلاب يقود البلاد إلى الانهيار

الخرطوم ـ (الديمقراطي)
قال وزير شؤون مجلس الوزراء في حكومة الانتقال السابقة، خالد عمر يوسف، إن الانقلاب يقود البلاد إلى الانهيار.
وانقلب الجنرال عبدالفتاح البرهان في 25 أكتوبر 2021م على السلطة الانتقالية التي نصبتها ثورة ديسمبر بعد الإطاحة بنظام المخلوع عمر البشير، وواجه الشعب السوداني الانقلاب بمقاومة أبرز أشكالها المواكب الاحتجاجية التي نظمتها وتنظمها لجان المقاومة، وقابلتها السلطة الانقلابية بعنف وحشي.
وقال خالد عمر يوسف، في تصريح نشره على حسابه بالفيسبوك، إن السيول والفيضانات تحاصر البلاد شمالاً ووسطاً وغرباً، كوارث نهر النيل والمناقل وجنوب دارفور والنيل الأبيض وكسلا وغرب كردفان.
وأشار إلى أن هذه الكوراث أودت بحياة الناس وهدمت مساكنهم وحياتهم، تدمي القلب وتكشف عن هشاشة الدولة وعن معاناة إنسانها الذي لا يحتل صدر أولويات حكامها!، هذه الكارثة الإنسانية لن تكون قمة آلام البلاد وأوجاعها، فالتقارير الموثقة تكشف عن فجوة غذائية حادة ستضرب قرابة نصف سكان السودان خلال الأسابيع القادمة.
وتوفى 80 شخصا على الأقل وأصيب عشرات آخرون، جراء الأمطار والسيول التي اجتاحت مناطق في عدة ولايات من بينها الجزيرة وجنوب دارفور ونهر النيل.
وانهار 15 ألف منزل انهيارا كليا وتهدم جزئيا 22 ألف منزل في المناطق التي تضررت بالأمطار والسيول، ما يعني فقدان 37 ألف أسرة للمأوى؛ إضافة إلى نفوق أعداد ضخمة من الماشية وغرق مئات الآلاف من الأفدنة المزروعة.
وشدد خالد، وهو قيادي في حزب المؤتمر السوداني، على أن إنقاذ البلاد من هذا المصير ليس فرض كفاية إن قام به البعض سقط عن الباقين، وأزمات هذه البلاد أمر جاد لا يحتمل مزيداً من المماحكات والألاعيب الصغيرة وضيق الأفق وشح النفس.
وأضاف: “ليس للانقلاب ما يقدمه سوى قيادة هذه البلاد للانهيار، وواجب القوى التي قاومته وماتزال ممسكة على جمر المواجهة أن تُراجع اخطاءها، وتعلم ألا فرصة للخروج من هذا النفق دون عمل جماعي يشمل كل من له مصلحة حقيقية في تجنيب البلاد خطر الدمار الشامل ووضعها على طريق السلام والتحول الديمقراطي المستدام”.
وتابع: “هذا الطريق مطلوبات واضحة لا لبس فيها هي ترتيب الأولويات بصورة صحيحة، ورص صفوف أوسع جبهة مدنية ديمقراطية تتجنب التقسيمات الطفولية التي لا أساس لها، والاتفاق على ترتيبات واضحة وعملية لهزيمة الانقلاب والانتقال المدني الديمقراطي”.
ومنذ أكثر من 10 أشهر، ظلت لجان المقاومة تقود الاحتجاجات السلمية ضد سلطات الانقلاب، بينما ظلت القوات الأمنية تواجه المظاهرات السلمية بالعنف المفرط، ما أدى لاستشهاد 116 متظاهرا.
وتستخدم قوات الانقلاب الأسلحة المضادة للطيران والكلاشنكوف وسلاح الخرطوش الذي يطلق مقذوفات متناثرة ومسدسات تعمل بالليزر مسببة كسوراً في الأيادي، علاوة على القنابل الصوتية والغاز المسيل للدموع والأسلحة البيضاء؛ في قمع الاحتجاجات التي تُطالب بإسقاط انقلاب 25 أكتوبر 2021م على الحكم الانتقالي وسلطته المدنية.
وقال خالد عمر، إن الظلام الدامس الذي يضرب الوطن الآن، هو ذاك الذي يسبق بزوغ الفجر، وهو ما لن تستطيع قوةٌ ما ايقافه، فشعبنا أقوى وارادته لا محالة منتصرة.