حميدتي: نادم على الانقلاب والإطاري هو المخرج الوحيد

الخرطوم- (الديمقراطي)
أعلن نائب رئيس مجلس السيادة الانقلابي وقائد قوات للدعم السريع، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، عن ندمه على مشاركته في انقلاب 25 أكتوبر 2021، معترفاً أن “الانقلاب كان خطأً فتح الابواب لعودة الفلول”.
وأكد حميدتي على أن الاتفاق الإطاري هو “المخرج الوحيد من الأزمة السياسية، وسنمضي فيه إلى آخر الطريق”.
وقال حميدتي، في خطاب مكتوب، إن “العملية السياسية تطاول أمدها وحان الوقت للوصول إلى سلطة مدنية لنتفرغ نحنُ لاداء مهامنا في حماية البلاد”.
وأكد حميدتي التزام الدعم السريع بقرار الدمج في القوات المسلحة.
واستهل حميدتي خطابه بالتحذير من أن “بلادنا تمر بمرحلة دقيقة لم يشهدها تاريخها من قبل.. مرحلة تتطلب منا جميعاً أن نتجرد ونتحلى بالصدق مع نفوسنا ومع شعبنا الذي صبر كثيراً وتحمل فوق كل احتمال”.
واستبق حميدتي الإدلاء بموقفه من تطورات الوضع السياسي الراهن، بالإشارة إلى أنه “ابن بادية بسيط، نشأت في أقاصي هوامش السودان ولم أحظ من الدولة سوى بعنفها تجاه مجتمعاتنا، وتجاهلها لحقوقهم الأساسية، ولقد تعلمت في مدرسة الحياة الكثير من الدروس، أهمها أن المسار القديم للسودان غير عادل وغير منصف”.
وتابع :”لذا فحينما رأيت شباب وشابات ثورة ديسمبر المجيدة لم أتردد في الوقوف في صفهم ضد ظلم النظام البائد واستبداده وفساده”.
وأضاف: “رأيت أنني أشاركهم رغبتهم في التغيير إلى الأفضل وبناء السودان، حاولت ما استطعت فأصبت حينها وأخطأت احياناً، آخرها خطأ انقلاب 25 اكتوبر، الذي تبين لي منذ يومه الأول أنه لن يقود لما رغبنا فيه أولاً بأن يكون مخرجاً من الاحتقان السياسي ليصبح للأسف بوابة لعودة النظام البائد مما دفعني لعدم التردد بأن أعود عنه إلى الصواب وأن أرغب بصدق في الخروج من السلطة السياسية وتسليمها لسلطة مدنية انتقالية، وهو أمر تعاهدت عليه مع السيد الرئيس الفريق أول عبدالفتاح البرهان وقيادة القوات المسلحة السودانية ولن أعود عنه ابداً”.
وبشأن العملية السياسية الجارية الآن، قال حميدتي: “اكدت مراراً وتكراراً أن الاتفاق السياسي الإطاري هو مخرج بلادنا من الأزمة الراهنة، وأنه هو الأساس الوحيد للحل السياسي المنصف والعادل، وقد ساهمت مع بقية الموقعين في دفعه إلى الأمام”.
واعتبر حميدتي أن “ورشة شرق السودان التي نظمتها الآلية الثلاثية نجحت بصورة كبيرة في وضع الأساس لمخاطبة أزمة شرق السودان بصورة صحيحة، كما ساهمت كذلك في محاولات إقناع القوى غير الموقعة على الاتفاق الإطاري بالانضمام للعملية السياسية، آخرها الإعلان السياسي الذي ناقشته الأطراف الموقعة مع بعض الحركات والأحزاب غير الموقعة”.
وقال حميدتي إن “هذه العملية السياسية قد تطاول زمنها، وأن الوقت قد حان لانهائها والوصول لحل سياسي نهائي بصورة عاجلة تتشكل بناءً عليه سلطة مدنية انتقالية تقود البلاد، ونعود نحن في المؤسسة العسكرية إلى ثكناتنا لنتفرغ لاداء مهام حماية حدود البلاد وأمنها وسيادتها”.
وشدد على عدم السماح لعناصر النظام البائد بالوقيعة بين القوات المسلحة السودانية والدعم السريع، وقال: “إننا في قوات الدعم السريع ملتزمون بما ورد في الاتفاق الإطاري بخصوص مبدأ الجيش الواحد وفق جداول زمنية يتفق عليها، كما اننا ملتزمون بصدق بالانخراط في عمليات الاصلاح الأمني والعسكري، بصورة تطور المؤسسة العسكرية وتحدثها وتزيد من كفاءتها وتخرجها من السياسة والاقتصاد كلياً، وتمكنها من التصدي الفعال لكل ما يهدد أمن البلاد وسلامها”.
وأكد حميدتي أن الاتفاق الإطاري يضع أساساً متيناً للمباديء الرئيسية التي تعيد للمؤسسة العسكرية ما فقدته بسبب سياسات النظام البائد، “لذا سنمضي فيه بصدق وجدية حتى تتحقق أهدافه كاملة غير منقوصة، فهذا الاتفاق حزمة واحدة يجب أن تنفذ كلها دون تجزئة”.
وبشأن ملف السلام قال إن “اتفاق جوبا لسلام السودان لم يجد حظه من التنفيذ لأسباب عديدة، لذا فقد جددنا العزم أن يكون الاتفاق السياسي النهائي مدخلاً لاحياء تنفيذ اتفاق السلام ولاكماله مع الحركات الموقعة، وتنفيذ جميع بنوده لا سيما المتعلقة بعودة النازحين واللاجئين إلى ديارهم وتوفير الحماية اللازمة لهم”.
وأشاد حميدتي بالحركات التي اختارت أن تكون جزءاً من العملية السياسية الجارية مجدداً دعوته للحركات الموقعة على اتفاق جوبا التي لم تنضم بعد للعملية السياسية بأن تكون جزءاً منها، “فمستقبل تنفيذ السلام مرتبط باستقرار البلاد السياسي وهو ما لن يتحقق سوى باتفاق سياسي نهائي يؤسس لحكومة مدنية تعكس آمال الشعب وتطلعاته”.
وتطرق حميدتي في خطابه إلى الأزمة الاقتصادية مؤكداً على أن حلها “مرتبط بالاستقرار السياسي والإتيان بحكومة مدنية، وناشد الأسرة الدولية والاقليمية على الاستعداد لتقديم السند اللازم للحكومة القادمة.
واتجه حميدتي بالشكر للآلية الثلاثية المكونة من الاتحاد الافريقي ومنظمة الايقاد والأمم المتحدة، والآلية الرباعية والترويكا ممثلة في المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية ودولة الامارات العربية المتحدة والمملكة المتحدة والنرويج، والاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء، وبلدان الجوار الافريقي والعربي التي ساندت الشعب السوداني ودعمت خياراته.
وأكد تمسك المؤسسة العسكرية بالتعهدات التي قطعتها بالخروج من السلطة السياسية وإنجاح العملية السياسية الجارية، مشدداً على الرغبة الجادة والصادقة في علاقات بناءة مع الأسرة الدولية والاقليمية والنأي التام عن كل أشكال العلاقات الخارجية التي تمس بالسلم والأمن الدولي.
وقال: “إن السودان دولة ذات تاريخ عريق في السلم مع الجوار، ولم يتحول لمصدر تهديد للاقليم والمجتمع الدولي إلا في سنوات حكم النظام البائد الذي أفسد علاقاتنا مع اشقائنا وجيراننا وهو ما لن يتكرر ابداً مرة أخرى في هذه البلاد”.
ووجه حميدتي “رسالة خاصة” إلى عناصر النظام البائد قائلاً: “لقد حكمتم هذه البلاد بغير وجه حق لثلاثين عاماً، قسمتم فيها السودان لبلدين، نشرتم فيها الفساد والاستبداد، أثرتم فيها الفتن القبلية والاجتماعية حتى ثار ضدكم الشعب وأسقطكم. أقول لكم ارفعوا أيديكم عن الفتنة في المؤسسة العسكرية وفي أوساط المجتمع السوداني، واتركوا هذا الشعب ينعم بفترة انتقال سياسي مستقر يختار في نهايتها من يحكمه دون تزوير وتزييف”.