الأخبار

حشود بشرية تجوب مدن السودان وقمع مفرط للثوار

الخرطوم – الديمقراطي

وسط انتشار كثيف للقوات الأمنية، انطلقت مليونيات 6 أبريل في عدد من المدن السودانية، منددة بالانقلاب العسكري، ومطالبة باستعادة مسار الانتقال الديمقراطي بقيادة مدنية، لكن القوات شرعت على الفور في عمليات القمع، خصوصاً في مدينة بورتسودان بولاية البحر الأحمر .

وكان المتظاهرون في بورتسودان قد تجمعوا منذ وقت مبكر في خمس نقاط حددتها لجان المقاومة، قبل التحرك عند الساعة الثالثة في موكب مركزي موحد صوب أمانة حكومة الولاية، رغم إغلاق القوات العسكرية لكل الشوارع المؤدية لوجهة الثوار. وكان “اعتصام شباب البجا الأحرار بالمواصفات والمقاييس قد أعلن إغلاق كل مكاتب المواصفات بالموانئ ومعبر أوسيف للمشاركة في مليونية السادس من أبريل”.

وقمعت قوات الانقلاب العسكرية مواكب المحتجين في مدينة بورتسودان، مستخدمة العنف المفرط بالضرب والغاز المسيل للدموع والمطاردة والاعتقال. ورصدت (الديمقراطي) محاصرة قوات الانقلاب لموكب الثوار بالقرب من شركة (MTN) واعتقال عدد من الثائرات والثوار هناك، وضربهم بالسياط والخراطيش.

كما استمرت قوات شرطة الاحتياطي المركزي في مطاردة الثوار المحتجين بـ “البكاسي” داخل سوق بورتسودان، وقال محتجون: “السلطات الانقلابية تمارس عنفها المفرط تجاه المواطنين السلميين بإطلاق الغاز المسيل للدموع والضرب بالخراطيش في نهار رمضان”.

وفي مدينة الأبيض بولاية شمال كردفان خرج آلاف المتظاهرين ينددون بالانقلاب العسكري، مطالبين برجوع العسكر للثكنات وحل المليشيات المسلحة. وتكررت ذات المشاهد في مدن سودانية عديدة منها: ودمدني، عطبرة، سنار، والقضارف.

وكانت لجان المقاومة بالخرطوم قد أعلنت في بيان مشترك أن مليونية 6 أبريل 2022 “ستكون ملحمة تاريخية وعنواناً يزيل امتداد حكم الطاغية عمر البشير بكل جبروته وعتاده بإسقاط عسكره الانقلابيين وميليشياتهم”. وأوضحت أن الثوار سيخرجون للشوارع من كل فج ومكان، لزلزلة عرش الطغاة ولفظ الانقلابيين وتشييعهم إلى مثواهم الأخير في المشانق”.

وأضاف البيان: “لن نحد من حق الملايين من شعبنا في التعبير عن غبنهم، بل سنصنع من كل شارع موكباً وفعالية ثورية تليق بالسادس من أبريل، وستكون مليونية 6 أبريل لا مركزية تزلزل عرش الطغاة”.

وتأتي احتجاجات السادس من أبريل 2022 بالتزامن مع حلول ذكرى 6 أبريل 2019، التي وصل فيها المحتجون إلى محيط القيادة العامة للجيش، وبدء اعتصام استمر حتى إسقاط نظام البشير.

ومنذ ثلاث سنوات درج السودانيون على الاحتفال بهذه الذكرى من خلال تسيير المظاهرات والطواف على منازل شهداء الاحتجاجات، ورفع اللافتات التي تطالب بتحقيق شعارات الثورة في الحرية والسلام والعدالة.

ويشهد السودان احتجاجات مستمرة منذ (5) أشهر تقودها لجان المقاومة والقوى الثورية المناهضة للانقلاب، للمطالبة بالحكم المدني واستعادة مسار الانتقال الديمقراطي.

وكان الفريق عبد الفتاح البرهان قد انقلب على الحكومة المدنية بقيادة رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك، في 25 أكتوبر الماضي، وأعلن حالة الطوارئ وعطل الوثيقة الدستورية، واعتقل قادة القوى الثورية بمن فيهم حمدوك.

ومنذ انقلاب 25 أكتوبر، ظلت الاحتجاجات مستمرة بوتيرة متصاعدة، في وقت تواجه فيها من قبل الأجهزة الأمنية بالعنف المفرط، ما أدى إلى سقوط (93) شهيداً وآلاف الجرحى – بحسب رصد لجنة أطباء السودان المركزية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى