تعود ذكرى أبريل والقاتل المتسلسل مازال يحكم ويتربص

بالأمس أحيا الشعب السوداني ذكرى ثورة ابريل رقم 38، والسودان ما زال يقف في ذات المحطة التي ظل مسجونا فيها بأمر الجيش (القاتل المتسلسل للثورات)، وقد أصبح هو الحارس الأمين للطغاة والفاسدين.
تعود ذكرى ابريل وقد وقع السودان، للمرة الرابعة، تحت وطأة إنقلاب العسكر على السلطة المدنية بعد قتل الثورة الثالثة. انقلاب وسع مستنقع التخلف الذي انتجته الانقلابات السابقة وزاد من انتشار الصراعات القبلية والازمات الاقتصادية والأمراض الاجتماعية والفساد والفوضى، انقلاب أبقى السودان كسجن كبير لأحلام الشعب وآماله وحريته كما كان في ظل نظامهم السابق، سجن يحرسه إئتلاف يجمع الجيش مع عصابات الحركات والمليشيات واجهزة الدولة الأمنية الاخرى، وهي حالة غريبة لم يعرفها العالم في هذا العصر.
تعود ذكرى ابريل لتجد الشعب السوداني مازال قويا ومستمرا في المقاومة، من أجل الدولة المدنية الديمقراطية التي ظل يحلم بها منذ أن نال السودان استقلاله، الدولة التي ظل العسكر يقفون لها بالمرصاد، وكلما اقترب الحلم قطعوا عليه الطريق باسم الوطنية وتأتي أفعالهم عكس ما يدعون.
ذكرى ابريل بقدر ما هي مليئة بالآلام وخيبات الأمل والخزلان من الجيش ومؤسسات الدولة الأمنية الأخرى، تظل أيضا مليئة بالعشم والأمل والحلم بالغد الافضل للشعب الذي ظل يحلم ويأمل ويعمل رغم كل شيء، ولهذا هو يحتفل بها بنفس الروح والإحساس وكأنها حدثت قريبا، وكذلك يفعل حين يحتفل بذكرى أكتوبر وديسمبر التي مازالت مستمرة، وهي لن تنتهي إلا بوضع حد لدولة العسكر المختلة وقيام الدولة المدنية المستقرة العادلة ذات الجيش القومي الموحد.

اليوم يزداد الشعب إصرارا على تحقيق حلمه ورغم أنف قادة العسكر الحاليون الذين يصرون على صم آذانهم حتى لا يسمعون هتافاته ويغمضون أعينهم عن رؤية مواكبه الهادرة وهي تخرج في العام عدة مرات، كل العام، ليس لاحياء ذكرى ثلاث ثورات قتلوها، بل ولإحياء ذكريات جرائم كثيرة ارتكبوها ضده، آملين أن يخاف ويتراجع ويسكت ويخضع لدولتهم المعلولة التي يقودها أصحاب الأمراض النفسية والعاهات، وسينتصر الشعب باذن الله، فإذا الشعب يوما أراد الحياة لابد أن يستجيب القدر.
نقول لقادة الجيش القاتل المتسلسل لثوارات الشعب وآماله وأحلامه، اخرجوا هذه المؤسسة المختطفة التي لا تخصكم من السياسة واعيدوها للشعب، واتركوا الفرصة للقوى المدنية تخطيء وتصيب وتكرر التجربة لتصل إلى الديمقراطية الراسخة، فأنتم لا تعلمون ان الديمقراطية عملية تراكمية يجب أن لا تقطع مسيرتها، ويحب أن تفهموا أن ثورة ديسمبر لن تتوقف مالم تنتصر اهدافها، والشعب لن يعود من الشوارع مالم تنتصر أحلامه وآماله، وقريبا ستجمعه الشوارع فى ذكرى جريمة فض الاعتصام الابادة الجماعية التي ارتكبت تحت رعايتكم، وبتعاون كامل مع جميع أجهزة الدولة الأمنية والعسكرية، واسكتوا لا تحدثوننا عن حبكم للوطن وأبنائه وحرصكم على وحدته ومصالحه، فأفعالكم تثبت العكس وتؤكد أنكم أزمة هذا الوطن.