تداعيات لقاء الثأر… أهلي القرن يسقط الهلال ويسقط اخلاقيا
محمد حامد الفوز
مدخل اول..
الرياضة أخلاق قبل التنافس على البطولة-أي بطولة، وقبل حصد النتيجة أو الانتقال لمرحلة نحو اللقب، او حصد اللقب نفسه- فما جدوى الفوز باللقب بلا اخلاق؟!
مدخل ثان…
والرياضة من الزاوية غير المرئية ترفض أن تكون وسيلة لغاية اخرى، ولا أظن أن مقولة ميكافيلي الشهيرة (الغاية تبرر الوسيلة) تتقاطع مع خلق الرياضة القويم، بل من المؤكد هي تتوازى معها ولا تتقاطع ابدا… لأنها في مقام مجرد ممارستها تزرع الخلق الحميد إن كان داخل الملعب التنافسي أو خارجه.
اما بعد…
اعتاد الاعلام الهلالي خلال الألفية الجديدة ممارسة كتابة عدائية تجاه الأندية المنافسة محليا تجاه الند والمنافس الأوحد على المطروح من المنافسات المحلية، ويجد ما يجد من تسهيلات دون ردع من المسؤولين عن الكرة السودانية، وتمدد الحال تجاه الأندية الزائرة، ليمارس الاعلام غير المسؤول تحريضا وشحنا سلبيا لجماهير النادي والادارات المراهقة التي لا تعي دورها القائد، وبالتالي تركب الموجة دون وعي بتصريحات تلعب في تعبئة الجمهور عدائيا تجاه الآخرين وكأننا في ساحة حرب لا تنافس فيه يهنئ الخاسر المنتصر ويواسي المنتصر الخاسر.
والعداء الماثل بين الاهلي والهلال يعود تاريخه لسنوات مضت إبان رفع التابوت في وجه بعثة الاهلي الزائرة، هذه الفعلة القبيحة كانت الشرارة الأولى التي احرقت فيما بعد كل اواصر الحب والمودة بين الناديين. اسرد هذه الاحداث وليس في بالي البحث عن مبرر لسقوط نادي القرن اخلاقيا، وإنما هو تنقيب في الأسباب التي أدت لهذا السفور من الجانب المصري ممثلا في نادي الأهلي.
نعم… دعونا نتساءل هل الرياضة تعلّم الإنسان الصدق لو تركت في مثل هذا القالب، وهل من الممكن أن تجعل هذا اللاعب ملتزماً اخلاقيا وذاك غير، خلال التنافس داخل الملعب، او حتى بين المشجعين والمشاهدين في المدرجات.
الصحيح على الرغم من أن الاهلي وجد تحرشات عنيفة في زيارته الأخيرة لام درمان، وحادثة نجمه الشناوي، وتداعيات فعل طبيب الهلال، ومدير الكرة سيف مساوي، كان عليه أن يضبط أوتار الخلق الرياضي والتحلي بالريادة كونه ملقبا بنادي القرن، وطالما جلد الهلال داخل الملعب كان هذا كافيا ليكون درسا لإدارة الهلال ومنسوبيه للتعلم كيف يكرمون وفادة الأندية المنافسة.
اما أن يأتي منسوبو الاهلي المصري بهذه الهتافات القبيحة، والعبارات العنصرية التي اساءت للشعب السوداني اكمله، لا شعب الهلال وحده، فهذا سقوط أخلاقي تمنعه قوانين فيفا، كما أن الشعب السوداني ليس الهلال فقط.
سقوط أخلاقي.. الهلال، والاهلي صفر كبير…
مخرج اول..
إحترام الشعوب والاحساس بأهميتهم، هي إحترام للقانون وتنفيذه حرفيا ومن ثم تحمل المخالفة…
مخرج ثان…
عدم رد الإساءة بمثلها والابتعاد عن التعرض بالاساءات العنصرية بالقول أو الفعل أو حتى رفع لافتة، يخلق أجواء تنافسية رائعة.. وهو بالطبع إعتذار عن الاخطاء…
داخل النص…
تبًا له
القلم الذي كتب الغلط
وكت انبلاج الصاح..
تبًا له
الوتر الذي عزف الجراح أفراح..
المجد للشعب الذي
علمنا.. واتكلمنا..
واحتجينا.. واتظلمنا
الدرجنا.. ما دفرنا
القربنا.. ما نفرنا
الربانا.. ما كفرنا ..
والفرهدنا بين أنفاسو نقدل
في دروبو نصاح..
آن الأوان
الوقت راح..
هذا قرار الشعب بل والعصر
مُش يعني اقتراح..
فلتعترف
-محجوب–