الأخبار

تحذير غربي من مغبة التصعيد العسكري في السودان

الخرطوم – (الديمقراطي)

حذرت دول الاتحاد الأوربي و(الترويكا) من مغبة الإجراءات التصعيدية من قِبل الجيش والدعم السريع، قائلة إن من شأنها أن تتسبب في عرقلة المفاوضات نحو تشكيل حكومة انتقالية بقيادة مدنية.

وأصدر المبعوثون والممثلون الخاصون من فرنسا وألمانيا والنرويج والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوربي بيانًا مشتركا، عبروا فيه عن “القلق العميق إزاء التقارير التي تتحدث عن تصاعد التوترات في السودان وخطر التصعيد بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع”.

وقال البيان إن “هذه الإجراءات التصعيدية تهدد بعرقلة المفاوضات نحو تشكيل حكومة انتقالية بقيادة مدنية”.

ودعا البيان القادة العسكريين والمدنيين في السودان إلى اتخاذ خطوات فعالة للحد من التوترات، وحثهم على “الإيفاء بالتزاماتهم والانخراط بشكل بناء لحل القضايا العالقة بشأن إصلاح قطاع الأمن لإنشاء مستقبل عسكري موحد ومهني وخاضع للمساءلة أمام حكومة مدنية”.

وجاء في البيان أنه “حان الوقت الآن للدخول في اتفاق سياسي نهائي يحقق التطلعات الديمقراطية لشعب السودان”.

وأكدت دول الاتحاد الأوروبي والترويكا أن “إنشاء حكومة انتقالية بقيادة مدنية يعد أمراً ضرورياً لمواجهة التحديات السياسية والاقتصادية والأمنية والإنسانية الملحة في السودان، وهو المفتاح لإطلاق العنان للمساعدات الدولية”.

ويأتي تحذير الدول الغربية في أعقاب التوترات الأمنية بين الجيش وقوات الدعم السريع، بعد أن حشدت الأخيرة فجر الأربعاء حوالي مئة مركبة عسكرية حول منطقة قاعدة مروى الجوية التي تتواجد بها طائرات عسكرية مصرية، وسط اتهامات لعناصر النظام البائد بتأجيج الخلافات العسكرية.

وما انفكت قيادات فلول النظام البائد تلوح بالإرهاب وصناعة الفوضى في البلاد، ومن أبرز مخططاتها التي حذر منها مراقبون في وقت سابق هي النفخ في نار الفتنة بين الجيش والدعم السريع، لتندلع حرب يعود بعدها الكيزان للسلطة على جثث الشعب السوداني.

وقالت “قوى الحرية والتغيير” إن فلول النظام البائد يخططون ويعملون على تهيئة المناخ لإشعال حرب شاملة لاستعادة سلطتهم، ووضع نهاية لثورة الشعب وتطلعاته في الحرية والعدالة والسلام.

وأشارت مصادر سياسية، بأصابع الاتهام إلى فلول النظام البائد بالوقوف وراء الحوادث الغامضة، قائلة إن جماعات الفلول تسعى للوقيعة بين الجيش والدعم السريع، من أجل العودة إلى السلطة بعد التخلص من الدعم السريع وقائد الانقلاب عبدالفتاح البرهان، معاً.

وقال المصدر لـ (الديمقراطي)، إن “البرهان يلتقي مع الفلول لأنه يعتمد تاكتيك حافة الهاوية كحرب نفسية لإخضاع الدعم السريع تحت سلطته، بينما يستفيد الفلول من تعبئة البرهان ومن التنسيق معه لحدود معينة، إلا أنهم يريدونها حرباً حقيقية يلقون فيها بالبرهان والدعم السريع معاً في الهاوية”.

ونددت تنسيقية لجان مقاومة مروي، بتحركات فلول النظام البائد الذين خلقوا هذه الأزمة وتغليبهم ودعمهم لمكونات عرقية أصيلة بالمنطقة على مكونات أخرى، لقيادة المنطقة طوعاً وبجهل، للاقتتال القبلي ولتتمدد المليشيات في البلاد، طبقاً للبيان.

وتفاقم التوتر بين الدعم السريع والجيش بعد إعلان قائد الدعم السريع اعتذاره عن انقلاب 25 أكتوبر، الذي اكتشف أنه كان يهدف لإعادة النظام البائد، ثم ألحق هذا الاعتراف بتأييده الاتفاق الإطاري.

ورغم أن مراقبين يشككون في دوافع حميدتي لتأييد الاتفاق الإطاري القاضي بسلطة مدنية كاملة، إلا أن المؤكد أن حميدتي فَهِم أن خيار عودة النظام البائد يعني تصفيته وقواته بالعنف الباهظ.

ويختلف حميدتي عن البرهان في أن الأخير يريد مواصلة انقلاب 25 أكتوبر وحيازة السلطة المطلقة عاجلاً، بتحريض ودفع فلول النظام البائد والمخابرات المصرية، فيما يبدو حميدتي أكثر صبراً ينتظر لحظات مواتية أكثر لاحقاً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى