بيان مُشترك بمناسبة 8 مارس (اليوم العالمي للمرأة)
اشراك الجميع رقمياً: الابتكار والتقنية لتحقيق المساواة بين الجنسين
أصبح اليوم الثامن من مارس من كل عام (٨ مارس) عيداً للنساء فى كل العالم، بعد سلسلة طويلة من النضالات المشهودة للنساء، منذ اضراب عاملات الغزل والنسيج فى مدينة نيويورك الأمريكية، ومطالبتهن الشهيرة بأجورٍ أعلى، وظروف عمل أحسن، ثمّ توالت نضالات النساء فى جميع أنحاء العالم من أجل المساواة بين الجنسين والعدالة، فى معارك طويلة، مُتّقدة جذورها، ومازالت مستمرّة حتّى اليوم.
اليوم، وفى اليوم العالمي للمرأة، فى الثامن من مارس 2023، تحتفل هيئة الأمم المتحدة للمراة، والأمم المتحدة، بهذا الحدث التاريخي العظيم، وهذه المناسبة العزيزة على قلوب نساء العالم أجمع، ونساء السودان، تحت شعار ((اِشراك الجميع رقمياً: الابتكار والتقنية لتحقيق المساواة بين الجنسين))، ويجيء هذا اليوم، فى ظروف عدم تكافوء الفرص المتاحة للنساء– عالمياً– فى “اِشراكهن رقمياً”، إذ تؤكّد الاحصائيات الموثوقة، أنّ هناك ٦٣% من النساء يتمتّعن بإمكانية الوصول للإنترنيت مقارنة بـ ٦٩% من الرجال، كما تقل احتمالية امتلاك النساء للهاتف المحمول “الموبايل” بنسبة ١٢%، مضافاً إلى ذلك فإنّ النساء– وبخاصةً الصحفيات- لا يشعرن بالأمان فى الإنترنيت، حيث التنمُّر والاستهداف والإساءة والتجريح، فقد وجدت دراسة استقصائية من ١٧٥ دولة أنّ ٧٣% من الصحفيات عانين من العنف عبر الإنترنت أثناء عملهن، ومازال العنف فى الانترنت الموجه ضد الصحفيات يتواصل فى غياب الحماية الرقمية الكافية التي تمكّن النساء الصحفيات من مواصلة البقاء فى الانترنت، دون خوف من حملات التنمُّر، والإساءة بسبب النوع الاجتماعي.
يجيء الاحتفال باليوم باليوم العالمي للنساء هذا العام فى ظروف عدم تكافوء الفُرص المتاحة للنساء فى “اشراكهن رقمياً”، ويحدث هذا الاستبعاد بالرغم من أنّ النساء والفتيات يُمثلن نصف سكان العالم، وبالتالي نصف امكانياته. إنّ المساواة بين الجنسين حقٌّ أساسيٌّ من حقوق الإنسان، كفلته المواثيق الدولية لحقوق الإنسان، وأصبحت جزءاً من القانون الدولي لحقوق الإنسان، بموجب الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، الذي اعتمدته الجمعية العامة للامم المتحدة فى ١٠ ديسمبر ١٩٤٨م، بإقرار واضح بأنّ “جميع البشر يولدون أحراراً، مُتساوون فى الكرامة والحقوق”، وأنّ “لكل فرد الحق فى جميع الحقوق المنصوص عليها فى هذا الإعلان، دون تمييز من أيّ نوع، مثل العرق، أو اللون، أو الجنس، أو اللغة، أو الدين، أو المولد، أو أيّ وضعٍ آخر.
فى وطننا السودان شكّلت النساء حضوراً عظيماً فى كل نضالات شعبنا، وفى كل ثوراته، كما فى حركة مناهضة الدكتاتوريات التي تفنّنت فى قمع النساء واضطهادهن وسلبهن حقوقهن.. وجاءت مشاركة النساء السودانيات فى ثورة ١٨ ديسمبر ٢٠١٩ المجيدة لتبهر العالم أجمع، ولتؤكّد أنّ المرأة السودانية قادرة وفاعلة مجتمعية من طرازٍ فريد، وظلّت دوماً فى طليعة النضال الجسور متقدّمةً الصفوف ضد النظام المُباد حتّي اسقاط رأسه، ومشاركة النساء فى الثورة حتّي تحقيق الإنتصار، ومع ذلك لم تحصل النساء السودانيات على حقّهن الكامل فى التمثيل فى المؤسسات المختلفة، ولم يحصلن على الكثير من الحقوق المشروعة.. وظلّت النساء فى السودان يناضلن لتحقيق المساواة المبنية على النوع الاجتماعي، ولتحقيق العدالة للنساء، وإلغاء كافة أشكال التمييز المبني على النوع والهويّة الجنسانية، ذلك التمييز الذي مايزال موجوداً فى القوانين والتشريعات والممارسة العملية.
تواجه النساء الصحفيات فى كل بقاع السودان، وبخاصةً الصحفيات فى مناطق النزاع، كل أنواع التعسُّف والظلم والتمييز، فى ظل غياب ضمانات كافية لحماية النساء الصحفيات فى مجال العمل، والفضاءات المجاورة، والفضاء العام، وفى ظل غياب الضمانات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية التي يجب أن توفرها الدولة، ويلتزم بها أصحاب ومُلّاك المؤسسات الصحفية والإعلامية، مضافاً إلى القمع المادي والمعنوي الذي تُواجه به الصحفيات والاعلاميات السودانيات عند ممارسة حقّهن فى التعبير والتنظيم، وحقّهن فى المطالبة بالأجر المتساوي للعمل المتساوي، وكذلك عند مطالبتهن بتوفير البيئة المناسبة والصديقة للنساء فى أماكن العمل، لتكون بيئة صديقة للنساء، وصالحة ومناسبة للجميع، كما تناضل الصحفيات لأجل المساواة فى مناخ سياسي واقتصادي واجتماعي متحيّز ضد النساء، وهنالك انتهاكات مرصودة وموثقة تقوم بها جهات مختلفة ضد الصحفيات، تمُر دون مساءلة ودون تقديم الجناة للعدالة، وهذا من بين العوامل التي تُعزّز مناخ الافلات من العقاب.
فى الثامن من مارس (اليوم العالمي للمرأة) ندعو زميلاتنا الصحفيات فى السودان، وفى تجمُّعات الصحفيين والصحفيات السودانيين/ ات فى العالم أجمع، وزملائنا والصحفيين، فى كل وسائل ووسائط الإعلام، إلى تكاتف الجهود ورفع درجات الجهد والعمل المشترك، فى سبيل تحقيق المساواة والعدالة المبنية على النوع الإجتماعي، كما ندعو إلى تطوير وتنويع أساليب العمل فى سبيل تحقيق الأهداف المشتركة، لتحقيق بيئة عمل صديقة للنساء الصحفيات، ونؤكّد دعمنا لنقابة الصحفيين السودانيين وجاهزيتنا واستعدادنا للعمل معها، وكذلك مع كافة الأجسام الصحفية الموجودة فى الساحة السودانية، فى سبيل تطبيق شعار “الرقمنة للجميع”، ومواصلة النضال لتحقيق المساواة والعدالة بين الجنسين.
فى هذا اليوم الأغر (٨ مارس) اليوم العالمي للمرأة، ، ندعو كل الصحفيات والصحفيين، للوقوف ضد قرار مسجّل تنظيمات العمل، القاضي برفض اعتماد نقابتهم المنتخبة، ونؤكّد أنّ هذا القرار المعيب يتعارض مع كل الحقوق النقابية المكفولة دولياً، وفق الإتفاقية رقم (٨٧) الخاصة بالحرية النقابية وحماية حق التنظيم النقابي، ونؤكّد أنّنا سنظل نناهض هذا القرار الجائر إلى جانب قيادة النقابة، ومعها، عبر كافة سبل وآليات التقاضي المكفولة (الوطنية والإقليمية والدولية)، وكل أشكال الرفض والاحتجاج السلمي المشروعة، وسنظل نتمسّك بحقّ المجتمع الصحفي فى التنظيم النقابي، ندافع عن نقابتنا، ووجودها بالمهج، وهو حق انتزعناه عنوةً واقتدارا.صحفيون لحقوق الإنسان– جهر– السودان
شبكة إعلاميات السودان
مركز الالق للخدمات الصحفية
الأربعاء ٨ مارس ٢٠٢٣م