البيئةصفحات متخصصة
بوابات/ من أجل النفايات!
نفّــاج
الأمن البيئي!
ـ قلت لي احتفلتوا باليوم العالمي للتصحر 17 يونيو المرَّة دي وين؟
ـ في كورنثيا قبل اليوم بيوم.. وبعدها الناس مشت الرواكيب.
ـ والله كويس بس عليك الله ما تكون قعدت تتذكر لي في زمن حديقة النزهة، والأسر حايمة بين أقفاص الحيوانات، وانت مندهش مع العمران الفخم، وما جايب خبر البقولوا فيهو الناس.
ـ طبعاً لا.
.أها قول.
ـ أول حاجة نحن محتاجين نوصل لي الناس إنو حماية المواطنين ما بتم بالتدابير العسكرية والأمنية بس، لأنو فِ حاجة إسمها الأمن البيئي، وده البحقق الحماية لي الناس البتعرضوا لي خطر شح الموارد.
ـ كيف؟
ـ في رسالة ناس المجلس الأعلى للبيئة بقولوا ليك أول حاجة حماية المجتمعات المتأثرة في المناطق الهشة بي صراعات الموارد، وإدارة الموارد دي بي طريقة مُحكمة تضمن إستدامتها.
ـ كلام كبار لكنو مفهوم.. أها وتاني؟
ـ تاني قال ليك حماية التنوّع البيولوجي.. واستدامة خدمات النظم الإيكولوجية لضمان رفاه الناس.
ـ ده ما شعار اليوم العالمي للبيئة ذاتو.. حماية النظم الإيكولوجية.
ـ بالضبط القضايا كلها مرتبطة بي بعض. تاني قال ليك حماية الأراضي واستصلاحها، واستغلالها، وتحسين الأمن الغذائي، والتصدي لتغير المناخ، عشان ندفع النمو الاقتصادي لي قدام، ونقلل من الهجرة القسرية.
ـ الموضوع ده كبير.
ـ ما كبير ولا حاجة، ده موضوع سياسات رشيدة تصون الأرض، وتحمي المراعي والبوادي، وتحد من التصحر، وتحافظ لينا على أمنا الأرض.
ـ السؤال ليه تحتفلوا في الخرطوم، في حين أنو الأمر مت علق بالأرياف البعيدة؟
ـ طبعاً متعلق بالولايات عشان كدة اتعمل إجتماع سكرتارية اللجنة القومية لمكافحة التصحر بي ممثلي الولايات الـ(17) والتفاكر معاهم حول التنسيق على المستوى الوطني.. وده الإحتفال.. شئ عملي.
ـ تمام.
ـ مش كدة وبس كل ولاية احتفلت بالتزامن مع الاحتفال هنا، على مستوى المؤسسات العندها علاقة بالموضوع.. ونظموا فعاليات للتوعية وزرعوا الشتول.. وقالوا للعالم يمكننا أن نفعل كل ما يوفر لنا الأمن البيئي.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
زاوية شوف
من أجل النفايات!
هل بمقدورنا التواضع لنتعلّم ممن سبقونا بمئات السنوات الضوئية على مضمار الحضارة؟
حكى أحدهم أنه ذهب قبل نصف ساعة من الموعد الصباحي الذي ضرب له في ذلك المشفى الصيني الصغير، وجلس عند البوابة يراقب همة عمال النظافة يغسلون الأرضيات والجدران، ومترقباً دخول الأطباء. ولما لم يعبر البوابة الوحيدة أحد بعده حتى حان الموعد، ساورته الشكوك التي قطعها النداء بأن موعدك قد حان، وعلم بعدها أن من كان يراقبهم إنما هم الأطباء والممرضات، فقط خلعوا يونيفورم النظافة، واغتسلوا ولبسوا زيهم الثاني.
ظلت الحكومة اليابانية ولعشرات السنوات ترعى إجتماعاً سنوياً بالعاصمة طوكيو تحت عنوان (لقاء من أجل النفايات) يهدف إلى تشجيع سكان العاصمة على خفض نفاياتهم، وحفز سياسات إعادة تدوير المخلفات.
ولك أن تمتلئ بالدهشة حين تعلم أن أعضاء الاجتماع هم من أطفال المدارس الابتدائية والمتوسطة. نعم مجرد تلاميذ تجمعهم نوادي البيئة في مدارسهم. يسبق الاجتماع لقاءات متقاربة بين مسؤولي البيئة الحكوميين والأطفال لمناقشة أساليب زيادة وعي السكان بضرورة إعادة مخلفات بيوتهم، وسبل تقليل قمامة المدينة. كما يشارك التلاميذ في مشروع لتنظيف بعض المواقع السياحية بالعاصمة. وعلى مدار العام يشكلون مجموعات تقدم كل منها تقريراً عن أنشطتها، تعرضه في اللقاء السنوي.
من تلك التقارير تقرير أعدته مجموعة من 38 تلميذاً أواخر عام 2001 قاموا بزيارة لمستودع يجري فيه حرق النفايات خارج مدينة صغيرة بالجوار. جاء فيه أن 5% من حجم النفايات المحروقة يبقى بالمستودع في هيئة رماد، ويتراكم بما يمثل عبئاً مستمراً على جهود التخلص من النفابات. كما أن إحراق النفايات البلاستيكية بالمستودع يشكل خطراً حقيقياً على صحة البيئة والبشر بالمناطق السكنية القريبة من المحرقة. وجاء في تقرير آخر أن 30% من مخلفات إحدى الضواحي تصنف تحت 16 مجموعة، معظمها قابل لإعادة التدوير.
من العادة أن يبدأ اللقاء بحلقة نقاش يحضرها عمدة المدينة الذي يأخذ (بكل جدية) بتوصيات وآراء الأطفال، ويعمل على تنفيذها، ومن تلك أن تم تبني دعوة الأطفال لرواد المتاجر ومستودعات البضائع أن يحضروا معهم أكياسهم، لتقليل مشكلة أكياس البلاستيك. كما دعا الأطفال أصحاب الحدائق المنزلية لاستخدام المخصبات العضوية المصنعة من مخلفات مطابخهم. وينتهي اللقاء بحفل فني يستعرض فيه الأطفال مواهبهم الموسيقية والغنائية والمسرحية، وبالطبع تدور معظم الأعمال حول موضوع النفايات نفسه.
في العام 2002 كنت ضيفاً على معسكر صيفي لأطفال المدارس المتوسطة بمدينة عجلون بالأردن، ضمن مجموعة المشاركين في لقاء تحضيري لمؤتمر قمة الأرض الثاني (ريو + 10) نظمه برنامج الأمم المتحدة لغرب آسيا، بمشاركة ثلاثة ممثلين أفارقة (السودان .. مصر.. المغرب). وفي حضرة وزراء البيئة والتعليم والشباب أمطرنا الطلاب تلك الأمسية بوابل من الأسئلة العميقة حول البيئة والتنمية المستدامة، وكيف نواجه المخاطر في بلداننا. وحدثونا عن هموهم، وأنهم في معسكرهم هذا يتلقون المعارف، ويمارسون هواياتهم، ويحتفون بمواهبهم، ويفرغون طاقاتهم في صيانة مؤسساتهم.
عندما جاء دوري في الحديث أحجمت عن ذكر معسكرات (عسكرة) الشباب والخدمة الإلزامية، ومحارق الجنوب، واستعضت عن ذلك بالحديث عن بعض الاشراقات فيما يتعلق بنشر الوعي البيئي، ومبادرات منظمات المجتمع المدني ذات الصلة، وجعلتهم يتغنون باغنية (خطوات التخطيط) التي تمزج بين خطوات التغيير، والتخطيط التنموي. وفرحوا بها رغم لغتها الدارجة، وما أن جلست حتى جاءوني بورقة على لوح خشبي لأكتب لهم الكلمات، التي أمتلك كل منهم نسخته منها قبل إكتمال اللقاء، وأصر بعضهم على أن أوقّع له على نسخته.
نردد دائماً أن التعليم في الصغر كالنقش في الحجر، لكننا عملياً أهملنا هذا الأمر ، واختفى منهج (النبطشية) وتكوين فرق نظافة الفصول الأسبوعية في المدارس، والتي كانت ترمي إلى ترسيخ ثقافة العمل الجماعي، والحفاظ على النظافة، مثلما اختفت الجمعيات الفلاحية والنشاطات البيئية بأكملها من مدارسنا.
فلماذا نتعجب من تكدُّس النفايات في الشوارع؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
توقيع على البوابة
الأستاذ هاشم محمد الحسن المدير السابق للإدارة العامة للموارد الطبيعية بوزارة الزراعة والغابات، عضو الجمعية السودانية لحماية البيئة، وبمناسبة اليوم العالمي للتصحر 17 يونيو، يوقع على البوابة حول العلاقة بين أهداف التنمية المستدامة ومكافحة التصحر:
“إن أولى أولويات تحقيق أهداف التنمية المستدامة هو العمل على مكافحة التصحر، وإن لم ننجح في مكافحة التصحر ستظل أهداف التنمية المستدامة في السودان صعبة المنال. ففي الهدف الأول (لا فقر)، والهدف الثاني (لا جوع) إرتباط وثيق بمكافحة التصحر. فالأولى أن نعالج قضية التصحر حتى يتسنى لنا معالجة الفقر والجوع. فالتصحر يؤدي إلى الفقر والجوع، مثلما يزداد الفقر بازدياد وتيرة التصحر. والفقراء الجياع يلجأون لسد حاجتهم من المأكل والمأوى مما هو حولهم من الموارد.
قبل ثورة ديسمبر لم يكن هناك إلتزام سياسي بالقضية، إذ لم يحدث أي تطور في مجال مكافحة التصحر. ويجب على السياسات الجديدة أن تدعم برامج مكافحة التصحر عبر الجمعيات الوطنية العاملة في مجال البيئة لأنها الأكثر إلتصاقاً بإنسان الريف، وأن لديها من التجارب العملية الناجحة الكثير، بعيداً عن بيروقراطية الدولة والتزامات المسؤولين.
رسالتي للحكومة الحالية أنه عليها أن تعتبر التصحر قضية السودان الأولى مثلما فعلت الجمعية السودانية لحماية البيئية منذ أوائل التسعينات. ولابد لها من التركيز على هذا المبدأ، والإتجاه للعمل مع منظمات المجتمع المدني في مجال مكافحة التصحر، ذلك حتى تجد أهداف التنمية المستدامة طريقها للتحقيق. وعلى القطاع الخاص المساهمة الفاعلة، خاصة في هذه المرحلة”.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بوابة مشرعة
الموز.. كنز السودان المهمل
م. زراعي: دفع الله أحمد القدال
ﺍﻟﻤﻮﺯ ﻣﺤﺼﻮﻝ ﺍﺳﺘﻮﺍﺋﻲ ﻳﻨﺎﺳﺐ ﻣﻨﺎﺥ ﻭﺗﺮﺑﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ. ﻭﺍﻧﺘﺎﺟﻴﺔ الفدان ﻣﻨﻪ ﺑﺎﻟﻄﻦ ﺗﻌﺎﺩﻝ إﻧﺘﺎﺟﻴﺔ 50 ﻓﺪﺍﻥ ﻗﻤﺢ، ﻭ100 ﻓﺪﺍﻥ ﺫﺭﺓ، ﻋﻠﻰ ﺿﻮﺀ ﻣﺘﻮﺳﻂ ﺍﻧﺘﺎﺝ ﺍﻟﻔﺪﺍﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ. ﻭﺳﻌﺮ ﺍﻟﻄﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺯ ﻳﻌﺎﺩﻝ ﺳﻌﺮ 3 ﻃﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻤﺢ ﻭ 4 ﻃﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﺭﺓ، ﻗﻴﺎﺳﺎً ﻋﻠﻰ ﻣﺘﻮﺳﻂ ﺳﻌﺮ ﺍﻟﻄﻦ ﻋﺎﻟﻤﻴﺎً. أﻱ ﺑﻤﻌﻨﻰ أﻥ ﻣﺒﻴﻌﺎﺕ ﺍﻧﺘﺎﺝ ﻓﺪﺍﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺯ ﺗﻌﺎﺩﻝ ﻣﺒﻴﻌﺎﺕ ﺍﻧﺘﺎﺝ 150 ﻓﺪﺍﻥ ﻗﻤﺢ ﻭ 400 ﻓﺪﺍﻥ ﺫﺭﺓ .
ﺇﻥ ﺟﻤﻠﺔ ﺍﻟﻤﺴﺎﺣﺔ ﺍﻟﻤﺰﺭﻭﻋﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺑﺎﻟﻤﺤﺎﺻﻴﻞ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﺫﺭﺓ ﻗﻤﺢ ﻗﻄﻦ ﻓﻮﻝ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺤﺎﺻﻴﻞ ﺗﻔﻮﻕ ﺍلـ 50 ﻣﻠﻴﻮﻥ ﻓﺪﺍﻥ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺟﻤﻠﺔ ﺍﻟﻤﺴﺎﺣﺔ ﺍﻟﻤﺰﺭﻭﻋﺔ ﺑﺎﻟﻤﻮﺯ ﻻ ﺗﺘﻌﺪﻯ ﺍلـ 20 ﺍﻟﻒ ﻓﺪﺍﻥ. ﻭﺑﻠﻐﺔ ﺍﻷﺭﻗﺎﻡ ﻓﺈﻥ ﻣﺘﻮﺳﻂ ﺳﻌﺮ ﻃﻦ ﺍﻟﻤﻮﺯ ﻫﻮ 650 ﺩﻭﻻﺭ، ﻭﺇﺫﺍ افترضنا ﺃﻥ ﻓﺪﺍﻥ ﺍﻟﻤﻮﺯ ﻳﻌﻄﻲ 50 ﻃﻨﺎً ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺘﻮﺳﻂ، ﻓﺈﻥ ﻋﺎﺋﺪ ﺍﻟﺒﻴﻊ ﻟﻠﻔﺪﺍﻥ ﻳﺴﺎﻭﻱ 32500 ﺩﻭﻻﺭ . ﻭﻟﻮ ﺍﺳﺘﻄﻌﻨﺎ ﺑﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺰﻳﻤﺔ ﻭﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ﺗﺤﺮﻳﺮ ﻣﻠﻴﻮﻥ ﻓﺪﺍﻥ ﻣﻦ ﺟﻤﻠﺔ الـ50 ﻣﻠﻴﻮﻥ ﻓﺪﺍﻥ ﺍﻟﻤﻬﺪﺭﺓ ﻓﻲ ﺇﻧﺘﺎﺝ ﻣﺤﺎﺻﻴﻞ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﺍﻹﻧﺘﺎﺝ، ﻭﺗﺼﻠﺢ ﻟﺰﺭﺍﻋﺔ ﺍﻟﻤﻮﺯ ﻟﻠﺘﺼﺪﻳﺮ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺤﻘﻖ ﻭﺍﺭﺩﺍﺕ ﻗﺪﺭﻫﺎ 32.5 ﻣﻠﻴﺎﺭ ﺩﻭﻻﺭ ﺳﻨﻮﻳﺎً، ﻣﻊ ﻣﻼﺣﻈﺔ أﻥ ﺗﻜﻠﻔﺔ ﺇﻧﺘﺎﺝ ﺍﻟﻤﻮﺯ ﺗﺴﺎﻭﻱ %20 ﻣﻦ ﺟﻤﻠﺔ ﺑﻴﻊ ﺍﻟﻤﺤﺼﻮﻝ، ﻻﻥ ﻋﺎﺋﺪ ﺇﻧﺘﺎﺝ ﻛﻞ ﻓﺪﺍﻥ ﻳﻐﻄﻲ ﺗﻜﻠﻔﺔ ﺯﺭﺍﻋﺔ 5 ﻓﺪﺍﻥ. ﻭﺑﻌﺪ ﺧﺼﻢ %20 ﻣﻦ ﺟﻤﻠﺔ ﺍﻟﻮﺍﺭﺩﺍﺕ، ﻓﺈﻥ ﺻﺎﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﺋﺪ ﺍﻟﻜﻠﻲ ﻣﻦ ﺯﺭﺍﻋﺔ ﻣﻠﻴﻮﻥ ﻓﺪﺍﻥ ﺳﻨﻮﻳﺎً ﻳﺴﺎﻭﻱ 26 ﻣﻠﻴﺎﺭ ﺩﻭﻻﺭ .
ﻳﺒﻘﻰ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻫﻮ ﻛﻴﻒ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﻟﻤﺴﺎﺣﺔ ﻣﻠﻴﻮﻥ ﻓﺪﺍﻥ ﺑﺎﺳﺮﻉ ﻭﻗﺖ ﻭﺑﺄﻗﻞ ﺗﻜﻠﻔﺔ؟ والإجابة ﺑﺴﻴﻄﺔ ﻭﻫﻲ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﻓﻀﻞ 10 ﻭﻻﻳﺎﺕ ﻣﻦ ﺍلـ 18 ﻭﻻﻳﺔ ﻳﻤﻜﻦ ﻓﻴﻬﺎ ﺯﺭﺍﻋﺔ ﺍﻟﻤﻮﺯ، ﻭﺗﻜﻠﻴﻒ ﻛﻞ ﻭﻻﻳﺔ أﻥ ﺗﺰﺭﻉ ﻣﺴﺎﺣﺔ ﻗﺪﺭﻫﺎ 10 ﺍﻟﻒ ﻓﺪﺍﻥ ﻟﺘﺼﺒﺢ ﻟﺪﻳﻨﺎ 100 ﺍﻟﻒ ﻓﺪﺍﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ. ﻭﻣﻌﺮﻭﻑ أﻥ ﻓﺪﺍﻥ ﺍﻟﻤﻮﺯ ﻳﻤﻜﻦ أﻥ ﻳﻌﻄﻲ ﺧﻠﻒ ﺷﺘﻮﻝ ﺗﻐﻄﻲ ﻣﺴﺎﺣﺔ 4 ﻓﺪﺍﻥ ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﺎﻥ ﺍﻝ 100 ﺍﻟﻒ ﻓﺪﺍﻥ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻥ ﺗﻌﻄﻲ ﺷﺘﻮﻝ ﺗﻐﻄﻲ ﻣﺴﺎﺣﺔ 400 ﺍﻟﻒ ﻓﺪﺍﻥ ﻣﺠﺎﻧﺎ ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺗﺼﺒﺢ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﺎﺣﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻥ ﺗﻐﻄﻰ ﺑﺎﻟﺸﺘﻮﻝ ﺍﻟﻤﺠﺎﻧﻴﺔ ﺗﺴﺎﻭﻱ 500 ﺍﻟﻒ ﻓﺪﺍﻥ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻥ ﺗﺘﻌﺪﻯ ﺍﻟﻤﺴﺎﺣﺔ ﺍﻟﻤﺰﺭﻭﻋﺔ ﺍﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﻠﻴﻮﻥ ﻓﺪﺃﻥ ﺑﻜﻞ ﺳﻬﻮﻟﺔ ﻭﻳﺴﺮ .
ﺍﻥ ﺳﻮﻕ ﺍﻟﻤﻮﺯ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﺳﻮﻕ ﻣﻔﺘﻮﺡ ﻭﺑﻌﺾ ﺍﻟﺸﺮﻛﺎﺕ ﻭﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺒﻦ ﺩﺧﻠﻮﺍ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﺑﺲ ﻓﻲ ﻣﺴﺎﺣﺎﺕ ﻭﻛﻤﻴﺎﺕ ﻻ ﺗﺘﻨﺎﺳﺐ ﻣﻊ ﺍﻹﻣﻜﺎﻧﻴﺎﺕ ﺍﻟﻬﺎﺋﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻥ ﻳﺤﻘﻘﻬﺎ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺯﺭﺍﻋﺔ ﻭﺗﺼﺪﻳﺮ ﺍﻟﻤﻮﺯ ﺍﺫﺍ ﻻ ﻳﻌﻘﻞ ﺃﻥ ﺗﺘﻔﻮﻕ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻣﺼﺮ ﻋﺸﺮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺮﺍﺕ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺯﺭﺍﻋﺔ ﻭﺗﺼﺪﻳﺮ ﺍﻟﻤﻮﺯ ﻣﻊ ﺍﻥ ﻣﻨﺎﺧﻬﺎ ﻭﺗﺮﺑﺘﻬﺎ ﺍﻟﺼﺤﺮﺍﻭﻳﺔ ﻻ ﺗﺘﻨﺎﺳﺐ ﻣﻊ ﻣﺤﺼﻮﻝ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻤﻮﺯ ﺍﻻ ﺍﻧﻬﻢ ﺍﺳﺘﻄﺎﻋﻮﺍ ﺍﻟﺘﻐﻠﺐ ﻋﻠﻰ ﻓﻘﺮ ﺍﻟﺘﺮﺑﺔ ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﺥ ﺑﺎﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﺘﻘﺎﻧﺔ ﺍﻟﺤﻴﻮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻜﻠﻔﻬﻢ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻻﻧﺘﺎﺝ ﺍﻟﻌﺎﻟﻲ ﻟﻠﻤﻮﺯ ﺩﻭﻧﺎ ﻋﻦ ﺑﻘﻴﺔ ﺍﻟﻤﺤﺎﺻﻴﻞ ﻳﺸﺠﻌﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ .
ﻣﺤﺼﻮﻝ ﺍﻟﻤﻮﺯ ﻫﻮ ﻛﻨﺰ ﻳﻔﻮﻕ ﺍﻟﺒﺘﺮﻭﻝ ﻭﺍﻟﺬﻫﺐ ﻳﺠﺐ ﺍﻹﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﻪ ﻓﺈﻥ ﺯﺭﺍﻋﺔ ﻣﻠﻴﻮﻥ ﻓﺪﺍﻥ ﻣﻨﻪ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﺗﻐﻄﻲ ﻛﺎﻓﺔ ﺍﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺗﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ ﺍﻟﺤﺮﺓ ﻭﻳﻜﻮﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻓﺎﺋﺾ ﻓﻲ ﻣﻴﺰﺍﻧﻨﺎ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ .. ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻳﺼﺒﺢ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻬﻢ ﺍﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﺧﺮﻳﻄﺔ ﺗﻮﺯﻳﻊ ﺍﻟﻤﺤﺎﺻﻴﻞ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﺎﻭﻱ ﻣﺴﺎﺣﺘﻬﺎ ﺍﻛﺜﺮ ﻣﻦ 50 ﻣﻠﻴﻮﻥ ﻓﺪﺍﻥ ﻭﻻ ﺗﺪﺧﻞ ﻟﻠﺪﻭﻟﺔ ﻋﺎﺋﺪﺍﺕ ﺗﺬﻛﺮ ﺍﺫ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﺤﻮﻳﻞ ﻧﺼﻒ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺴﺎﺣﺎﺕ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﻰ ﻣﺸﺎﺭﻳﻊ ﻟﻼﻧﺘﺎﺝ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻧﻲ ﻭﺍﻟﺒﺴﺘﺎﻧﻲ ﻭﻣﺼﺎﻧﻊ ﻣﺼﺎﺣﺒﺔ ﻟﻬﺎ ﻭﺑﺪﻻ ﻋﻦ ﺍﻹﻫﻤﺎﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻌﺎﻧﻴﻪ ﺛﻮﺭﺗﻨﺎ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻧﻴﺔ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻗﺎﻣﺔ ﻣﺸﺎﺭﻳﻊ ﻟﻠﺜﺮﻭﺓ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻧﻴﺔ ﺑﻄﺮﻕ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﺣﺪﻳﺜﺔ ﻭﺗﻌﻢ ﺍﻟﻤﻨﻔﻌﺔ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بوابة مواربة
المراحل الإنتقالية ليست وقفاً على البشر
يقول نيك نيوتال من برنامج الأمم المتحدة للبيئة: “ان كل إنسان يهتم بالجبال، وكل شخص له مخاوق حول المحيطات، لكن لا يوجد أي شخص يفكّر حقاً في الصحاري، إنها تحتاج المساعدة”.
ما بال البعض حتى الآن يرى في الصحراء مرادفاً للعناء والشقاء وانعدام الحياة؟ وقد وُجدت الصحاري على هذه البسيطة مثلما وُجدت السهول والتلال والجبال والأراضي الخصبة والمسطحات المائية، ما يعني أن في الأمر درجة من التوازن. ويعيش فيها أكثر من 500 مليون بشري، بجانب شركائهم في المنظومة، من ثديات وطيور وحشرات، ونباتات. يرون في حياتهم تلك أماناً وغنى أكثر من أولئك الذين يعيشون في الأراضي القاحلة الجافة على الهوامش الإيكولوجية والاقتصادية والاجتماعية.
كانت الصحراء تشكل حوالي ربع مسطح الكرة الأرضية، إلا أن هذه المساحة قد توسعت بعد أن تصحرت أراضٍ قاحلة وشبه صحراوية، بل تصحرت بعض مناطق السافنا الفقيرة بفضل أنشطتنا الغير محسوبة العواقب. إذ منذا الذي يصدق أن مناطق في جنوب كردفان، وجنوب دارفور تصبح جزءاً من الصحراء؟
في جميع أرجاء الكوكب تتحول الأراضي الجافة إلى صحاري بسبب الفقر والادارة غير المستدامة للأراضي، وتغيُّر المناخ، مثلما أن الفقر بدوره يفاقم التصحُّر ويؤدي إليه. وتصل المعادلة بنا إلى أن تدهور الأراضي الجافة يقف عقبة كؤود على طريق القضاء على الفقر المدقع والجوع، ويقوّض الجهود المبذولة في هذا الصدد من قبل المنظمات الدولية والمحلية والحكومات. كما أن هناك أدلة على أن التنافس على الموارد الآخذة في النضوب يمكن أن يؤدي إلى نشوب نزاعات بين المجتمعات المحلية، تتولد عنها موجات من نازحين البيئيين يضافون إلى أعداد من يعتمد بقاءهم على الموارد المتناقصة بالقرى وحول المدن.
يعتبر الماء عاملاً مهماً ونادراً في الصحاري، فالكثير من أنواع وأشكال الحياة تعيش في مرحلة إنتقالية، لكنهاسرعان ما تثمر وتتكاثر باعداد ضخمة إستجابة لزخّات المطر. كما أ، الماء هو مصدر الحياة بالنسبة للتجمعات البشرية في تلك المناطق، يعرفون كيف يجدونه، وكيف يحفظونه، ويديرونه بشكل مستدام، لكن الفقراء في المناطق الهشة لا يدركون ذلك، لذا تجدهم في نزاع دائم على الموارد الشحيحة ومن بينها الماء حد النزاع والاحتراب.
(نواصل في العدد القادم.. حول الصحراء والتصحر).