بوابات.. بيئية.. تنموية: يحررها- محمد أحمد الفيلابي

•نفّــاج
أوكسجين يا ناس..
ــ ده شنو ده.. بتحفر في الشارع مالك؟
ــ ما شايف الشتول دي؟
ــ منقة وجوافة وليمون إنت جادي؟
– أوعك تقول لي حكاية الشيخ القالو ليه باقي في عمرك كم؟ وإنت متخيل إنك تعيش لامن تقعد في ضلها وتاكل من ثمرها؟
ــ وقام قال ليهم غيرنا زرعوا، وقعدنا في الضل وأكلنا الثمر. ونحن نزرع لي غيرنا.
– يا صاحبي… الموضوع مساهمة في زيادة كمية الأوكسجين لي ناس البيت والجيران.
ــ طبعاً قطع الكهرباء خلاكم تفتشو للهواء المتحرك والأوكسجين المعدوم.
– طبعاًإذا كانت الأجواء مليانة ثاني أكسيد كربون ورصاص وغيرو.. ركشات.. عربات.. حرق كوش..
ــ طيب وديل تلات شجرات بس… حا يكفوا منو ولا منو؟
ــ إنت عارف عدد الأشجار اللازمة لإنتاج الأوكسجين لشخص واحد في السنة كم؟
ــ الحقيقة لا…بس لكن…
ــ لا بس لا لكن..الزول بيتنفس حوالي 9 أطنان ونص من الهواء في السنة.
ــ والـ9 أطنان أوكسجين ديل يجيبوهم من وين؟
ــ لا ما كلهم أوكسجين.. الأوكسجين أقل من الربع.. فقط 23% .
ــ في النهاية كم شجرة قصاد كل الزول؟
– من 7 إلى 8 أشجار..لكن برضو في ناس بقولو ليك الشجرة الناضجة المليانة أوراق خضراء بتنتج في الفصل الواحد كمية أكسجين تكفي 10 أشخاص.
ــ يعني لو الناس كلها زرعت شجرة شجرتين يبقى وفرنا الأكسجين للناس كلها.
ــ ومخلص الجو كمان من أطنان من الغازات السامة.
ــ والله حكمة!
ــ قال ليك فدان واحد من الأشجار يمكن يستهلك كمية من ثاني أكسيد الكربون قدر ما تنتجه عربية تمشي 26 ألف ميل… وكمان ينتج أكسجين يكفي 18 شخصاً.
ــ الكلام ده لقيته وين؟
ــ في نيويورك تايمز.
ــ عولمة والله
ــ كمان قال ليك الشجرة الواحدة بتنتج 260 رطلاً ..يعني شجرتين تكفي عائلة فيها 4 أشخاص لمدة عام.
ــ فعلاً زمان لما كان الشوارع مليانة شجر ما كان بنشكي من حر ولا اختناق.
– الأشجار دي رئة الأرض ياخ…والبقطع شجرة واحدة في حكم القاتل …لأنه بيعدم أسباب حياة للبشر
ــ لكن كلام الأرقام فيه اختلاف.
ــ طبعاً.. حسب نوع الشجرة وعمرها وصحتها ومحيطها.
– بمناسبة محيطها.. السر شنو في انو الشتول في المشتل دايماً خضراء ونايرة…ولما تشيلها البيت إن ما ماتت تلقاها بقت باهتة وغبشاء إلا فيما ندر؟
ــ نسأل مختصين ونجاوبك الأسبوع الجاي.
•زاوية شوف
ممالك مهملة
عندما أنجز المخرج السينمائي سليمان محمد إبراهيم فيلم (المملكة المنهوبة) من إنتاج الجمعية السودانية لحماية البيئة 1996 عن محمية الدندر، وأعقبه بعد عام بـ(مَقَنُو.. القرية المنسية) داخل حدود المحمية، كان يحلم، مثلما كنا نأمل أن تجد صرخة التنبيه تلك ما تستحقه من صدى هنا وهناك، في الداخل والخارج.
هنا، صمتت حكومة الخرطوم، وحكومات الولايات الثلاث (القضارف.. سنار.. النيل الأزرق) عن التجاوزات الكبيرة حد العثور على خلية إرهابية تجري تدريباتها داخل المحمية، ومحاولات الولاة أنفسهم الاستثمار الزراعي في المحمية، الأمر الذي تحرمه القوانين والمعاهدات الدولية، والتي وقع عليها السودان منذ ثلاثينيات القرن الماضي.
أما هناك فقد تداعت المنظمات الدولية المعنية بصون الطبيعة، وتنمية المجتمعات، وحماية التنوُّع الحيوي، عبر مشروعين، استجاب الأول لمعاناة أفراد قبيلة (القُمُز) المهددة بالانقراض، والذين كانوا يرحلون صيفاً إلى منطقة (الطابية) على نهر الدندر الموسمي من أجل الماء، فكان في حفر بئر بالقرية المنسية في حضن الجبل (مَقَنُو) ما أزال عنهم رهق الرحيل الموسمي.
الاستجابة الثانية تمثلت في مشروع تطوير محمية الدندر الهادف إلى بناء سياج اجتماعي قوامه سكان القرى المتاخمة لحدود المحمية، وقد أوجدتهم ظروف الجفاف الذي ضرب الساحل الأفريقي مؤخراً، ولكن، جاء تقاعس حكومات الولايات الثلاث عن دفع مساهمتها في المشروع، مع تغاضي حكومة المركز عن الأمر بمثابة الإيعاز للمنظمة الدولية لوقف تمويلها للمشروع بعد خمس سنوات أثمرت عن إنجازات على مستوى البنيات داخل المحمية، والوعي وتوفر الحاجات الأساسية لتلك المجتمعات، ولاحقاً لحق بالمحمية ما لحق بها من تدهور أسوة بأخواتها من محميات المحيط الحيوي في السودان.
من جديد تطل الجهود الدولية دعماً لمجهودات الخبراء والناشطين في الداخل، من قبيل وقفة طلاب كلية الموارد الطبيعية بجامعة سنار احتجاجاً على ما يحدث من انتهاكات في محمية الردوم، وغيرها من حراك، ذلك عبر إعلان العام 2021 عاماً دولياً للتأكيد على أهمية الحفاظ على التنوُّع الحيوي من خلال برنامج الإنسان والمحيط الحيوي المعروف اختصاراً بـ(ماب)، والساعي لحماية تلك المساحات من الأراضي والبحار المخصصة للحفاظ على التنوّع الحيوي على المستوى الجيني، ومستوى الأنواع والنُظُم البيئية.
تقول الخبيرة في مجال الحياة البرية والتنوّع الإحيائي، الدكتورة سلوى منصور رئيس لجنة الإنسان والمحيط الحيوي باليونسكو، إن (ماب) “برنامج علمي حكومي دولي يهدف إلى إرساء أساس علمي لتعزيز العلاقة بين الإنسان وبيئته. فهو يجمع بين العلوم الطبيعية والاجتماعية بهدف تحسين سبل كسب العيش، وحماية النظم الإيكولوجية الطبيعية والتي يقوم بإدارتها الإنسان، مما يعزّز اتباع نُهج مبتكرة للتنمية الاقتصادية تكون ملائمة اجتماعياً وثقافياً، ومستدامة بيئياً، وقد تم إنشاؤه ضمن قسم الإيوكلوجي وعلوم الأرض بمنظمة اليونسكو منذ عام 1971.
هل تفلح الجهود في الحفاظ على ما تبقى من حياة؟
حاشية: كتب المقال لينشر في زاويتي الراتبة (إيكولوجيا) بصحيفة العربي الجديد اللندنية.
•بوابة مشرعة
سيادة الأسطورة
هاشم محمد الحسن
ـ التخطيط لاستخدامات الأراضي يقصد به: “تخصيص الأراضي لأغراض الزراعة والرعي والغابات ومنتزهات الحياة البرية، بجانب السكن والخدمات الأخرى لأهل الريف”.
– التخطيط لاستثمار الاراضي يقصد به: “التخصيص التجاري للاراضي لاغراض الزراعة”.
الأسطورة:
– هنالك أراضٍ شاسعة صالحة للزراعة في السودان وقد قدرت مساحتها بـ 200 مليون فدان.
– هذه أسطورة يجب الوقوف عندها لأنها أدّت إلى انحراف كبير في تفكير الكثير من المخططين.
ـ قد يسأل البعض ماذا تقصد بالأسطورة؟
ـ الأسطورة هي نتاج بعض من الحقيقة وبعض من الخيال.
– الحقيقة في وجود مساحات شاسعة من الأراضي صالحة للزراعة والخيال هو تخصيص كل هذه الأراضي لأغراض زراعية.
– بناءً على ما تقدم فلقد تجاهل المخططون الأوائل وجود نشاطات يعتمد عليها أكثر من 70% من سكان الوطن، ويأتي على رأس هذه النشاطات تربية الحيوان بأنواعه المختلفة. كما أن أكثر من 80% من احتياجات البلاد من الطاقة المنزلية تأتي من الغابات، بجانب الاستفادة من الفاكهة الطبيعية التي تنتجها بعض الأشجار في تحسين دخل بعض الأسر الريفية.
– إن مساهمة الثروة الحيوانية والغابات قي إجمالي الناتج المحلي (GDP)يفوق مساهمة الزراعة بشقيها المروي والمطري بدرجة كبيرة.
– الحديث عن التخطيط لاستخدامات الأراضي أخذ وقتاً طويلاً، ولم يلتفت إليه أحد، والآن إيقاع الاستثمار قي المجال الزراعي يتسارع بخطى كبيرة ومخيفة. وعليه فإن الرؤية الخاصة بالأسطورة أصبحت هي السائدة وإن الحديث عن خريطة موجهة لاستخدامات الأراضي أصبح مثل الأذان في مالطة.
– للمساهمة في حل هذه المشكلة أقترح على وزارات الاستثمار والزراعة والغابات والثروة الحيوانية أن تقوم بإعادة تعريف المستثمر والعائد الحقيقي من الاستثمار.وفي هذا الإطار يمكن النظر بعين الاعتبار إلى النقاط التالية:
– الرعاة لا يكلفون الدولة مدخلات إنتاج تُذكر وحيواناتهم تعتبر من سلع الصادر الأساسية.
ـ منتج الصمغ العربي ينطبق عليه ما ذُكر قي النقطة الأولى.
ـ المزارع التقليدي يدعم الأمن الغذائي للدولة ببيع فائض محصوله الغذائي، كما أنه يزرع محاضيل نقدية تساعد في دعم الصادرات.
ـ الرعاة لايريدون إعفاءات أو دعماً مالياً بل مرعى آمن ومسارات، ومصادر مياه لا نزاع حولها.
– الزراعة التقليدية تحتاج لفتح سجلات لأصحابها وتحديد حرم القرى بما يضمن الاستقرار واستدامة عطاء أهل الريف.
ـ هذا المقترح يدعم الاستثمار التجاري المنظم ويحافظ على القطاع التقليدي بشقيه الرعوي والزراعي.
ـ الأمل كبير في أن تقوم وزارة الاستثمار على وجه الخصوص بدراسة هذا المقترح، لأنه يحفظ التوازن بين ما هو تجاري وما هو تنموي.
من المحرر:
طلبت إلى الأستاذ هاشم محمد الحسن أن نناقش قضية استخدامات الأراضي عبر (بوابات) لما للأمر من أهمية، خاصة في هذه الفترة الانتقالية..فاقترح أن ننشر هذه النقاط لتثير النقاش حول الأمر. فوجدنا أن ننشر النقاط كما هي.. ونفتتح النقاش بمساهمة قانونية مختصرة.. تجدها في (بوابة على الضل).. وننتظر المساهمات الأخرى من أهل الشأن.
•بوابة على الضل
حول استخدامات الأراضي
نجالس في ضلنا اليوممجلة (التصحر) في عددها الأول الصادر في أكتوبر 2017 عن الأمانة العامة للمجلس القومي لمكافحة التصحر، ونقتبس من مساهمة المستشار بوزارة العدل الدكتور الهادي أحمد طه، حول القوانين المنظمة للحيازة واستخدامات الأراضي.
“استخدام الأرض هو تعديل الإنسان للبيئة الطبيعية أو البرية، وتحويلها إلى بيئة عمرانية كالحقول والمراعي والمستوطنات… إلخ..
بالنظر إلى كلمة استخدامات، يبدو من ظاهرها أن الأمر يتعلق بطبيعة الأرض، ونوع النشاط الذي يصلح فيها، ومدى الحاجة إليه، إلا أن القوانين، ومن خلال التجارب قد ذكرت بعض الموجهات. فعلى سبيل المثال في حالة الأراضي الزراعية لابد من الحفاظ على الموارد الطبيعية والبيئية والمراعي الطبيعية، وعدم منح مساحات ساشعة إلا بعد أخذ الضمانات الكافية باستثمار كل المساحة، وأن الزراعة أولى من غيرها من المنافع عندما يكونعائدها نافعاً لجموع الناس، والحاجة لعائدها أكبر من أي حاجة أخرى (المادة 561 معاملات).
وفي ختام مساهمته أوصى بـ:
“- إدارة الموارد الطبيعية وتسميتها وحفظها، بما في ذلك الأراضي الزراعية والمناطق الطبيعية واستخداماتها.
– عمل دراسات حول الأرض من النواحي الاجتماعية .. الاقتصادية.. السياسية، بوصفها أحد الموارد التي يتم الصراع حولها.
– لأغراض التخطيط السليم لابد من إعداد معلومات وبيانات وإنشاء سجلات للاستخدامات الحالية للأراضي.
ـ العمل على تخطيط الأراضي وحصرها وتحديد إستخداماتها.
ـ إجراء تحديث لدراسة وخرائط استخدامات الأرض كل خمس سنوات.
ـ تدريب وتأهيل العاملين بالأراضي والتخطيط والتسجيلات.
ـ التمازج بين وضع اليد والقوانين”.
•بوابة مواربة
كارثة في (أبوحمد)
أصدرت الأمانة العامة للجنة الوطنية لمناصرة البيئة (21 أغسطس الماضي) تقريراً إعلامياً حمل الرقم (1) حول الكارثة البيئية والصحية التي تهدد منطقة (أبو حمد) بولاية نهر النيل.. جاء فيه:
تعمل في منطقة أبوحمد 8 شركات في مجال تدوير الكرتة، وتبعد هذه الشركات بين 12-14 كليو من مواقع سكن المواطنين، وهناك 2 ألف طاحونة رطبة، تعمل بالماء، وتستهلك 3 آلاف طن من الزئبق ، وهذه الطواحين لاتبعد إلا مسافة 2 كيلو من ترعة مشروع المناصير الزراعي والأحياء السكنية، ولا يفصلها عن أطراف مدينة أبوحمد سوى 4 كيلومتراتوهناك عشرات الآلاف من الطواحين العادية، التي تعمل في طحن الحجارة، غير محصورة العدد وتزداد كل يوم، وتصاحبها أحواض غسيل بمادة الزئبق، وتتجمع هذه الطواحين لتشكل أسواقاً كبرى، حاصرت السكان شرق وغرب النيل، وعلى امتداد طول 360 كليومتربمحازاة نهر النيل، والكثير من تلك الشركات تتبع لنافذين في النظام المباد، يتخفون في أقنعة مستثمرين آخرين.
الأضرار وتهديد حياة الإنسان:
وقد سبب هذا الوضع أضراراً بالغة للمواطنين،بيئياً وصحياً واجتماعياً، وأثر ذلكعلى تربية الحيوانات والزراعة، وأثار الخوف بسبب الإفرازات السالبة لهذا النشاط في المنطقة، وبروز ظواهر خطيرة تمثلت في عمليات النهب والإجرام المنظم، وممارسات سالبة غير مألوفة، وانتشار أمراض، مثل:
– ضيق التنفس.
– السرطانات.
– الكبد الوبائي.
– الجرثومة المعوية.
– الإجهاض المتوالي للحوامل.
– نفوق الحمام والحيوانات.
– تساقط أظلاف الأغنام ونفوقها بعد تناولها الأعشاب الملوثة والمشبعة بالزئبق.
التأثير الاجتماعي :
يمثل التأثير الاجتماعي في:
-هروب الطلاب والتلاميذ من المدارس.
-الممارسات الشاذة.
-أصبحت الأسواق مأوى للهاربين من العدالة وعتاة المجرمين.
– تهديد الأمن والسلمالمجتمي في المنطقة.
التأثير في الخدمات:
تعاني المنطقة وهي ترقد على شاطيء النيل من نقص مياه الشرب، والمياه حول المنطقة ملوثة.
– يتم التخلص من مخلفاتالزئبق بدفنها في حفر في باطن الأرض، وهى عرضة للتسرب إلى مياه النيل،بسبب السيول والأمطار، أو أن تغوص في باطن الأرض وتختلط بالمياه الجوفية.
– ارتفاع الأسعار بشكل خرافي
– القلق والتوتر الذي أصاب المجتمع من ظواهر النهبوالتعدي على المساكن والممتلكات.
والمنطقة لم تكن تعرف غلق الأبواب، حيث كانت تعيش حياة آمنة مستقرة، قبل التحولات الكبيرة التي حدثت بعد ظهور عمليات التعدين عن الذهب، فأصبحت المنطقة جاذبة لملايين البشر، حتى من خارج السودان.
وستنشر اللجنة الوطنية لمناصرة البيئة في الأيام القادمةتصور مواطني المنطقة وفرعيات اللجنة الوطنية- تحت التأسيس، لحل تلكالمشكلات. ومعالجة الظواهر، وما هو دور الأجهزة الحكومية المعنية في ذلك؟
واللجنة إذ تنشر هذا التقرير الأولي، تأمل أن تتحرك وزارة الطاقة والتعدين والشركة السودانية للموارد المعدنية، والجهات ذات الصلة للتخفيف من آثار الكارثة التي تهدد منطقة أبو حمد.
•بوابة على الشارع
كباشن الصور (1) السوق المحلي… (2) المنشية شارع الستين
التعليق.. الحال من بعضو
•بوابة اعتذار
تعتذر بوابات والقسم الفني بالصحيفة للخطأ الذي ورد في العدد الماضي، إذ تضمنت (بوابة مشرعة) مادة بعنوان (الاحتفال باليوم العالمي للشباب وأهمية الأراضي الرطبة) لكاتبها بدرالدين آدم أحمدممثل شباب الماب والأراضي الرطبة – السودان.. مصحوبة بصورتين لا علاقة لهما بالمادة.. يجدهما القارئ في هذا العدد في مساحة (بوابة على الشارع).