بوابات.. بيئية.. تنموية.. اعداد: محمد احمد الفيلابي
• نفّــاج
إستثمار.. أم إستحمار!
ـ شايفك اليومين دي مهتم بالملتقيات الإستثمارية.. داير تبقى مستثمر وللا شنو؟
ـ كيف ده كلامك؟
ـ الملتقى السعودي الأخير ده (ماتش) الذهاب، منتظرين الإياب هنا في الخرطوم في الأسابع الجاية.
ـ السودان ده إتولد الليلة؟.. والاهتمام الجديد ده شنو؟
ـ دي فوايد الثورة.
ـ أحلام بي جاي، ولعاب سايل بي هناك، وفرح كبير بي الحاجات الجاية..
ـ يازول قال ليك وزير المالية شغال تبشير سااااكت.. الاصلاحات الاقتصادية والتشريعية في قانون الاستثمار.
ـ زي شنو؟
ـ الحوافز والضمانات، وقانون الشراكة بين القطاعين العام والخاص.
ـ أها والكان معطّل محاربة الفساد، ومجير القوانين لي صالحو وصالح ناسو.
ـ ده ذاتو قال ليك إتعالج قانون محاربة الفساد، واصلاحات النظام المصرفي، وقانون النافذة الموحدة، والتحول الرقمي، وإزالة المعوقات خاصة تحويل الأرباح للخارج.. ده ما كفاية؟
ـ أنا بفهم حاجة واحدة.. كونك تروّج للاستثمار في الموارد الطبيعية، وتهمل الاستثمار في الموارد البشرية (راس المال الاجتماعي) ده معناهو إنك بتفرّط في مقدرات شعبك، وتهدر مواردو.
ـ إستعمار جديد يعني؟
ـ إستحمااااار!
ـ البلد محتاجة تتقدم إقتصادياً.
ـ بالاستثمار الأجنبي بس.. وين الاستثمار المحلي؟
ـ مافي إمكانات.
ـ شماعة الامكانات.. يا خي قال ليك مزارع عربي مقيم هنا عندو مشروع 3 ألف فدان في الصحراء.
ـ ده العربي بتاع الخوي؟
ـ دي كانت لي وقت قريب منطقة سافنا فقيرة، الحاجة التانية المستثمر ده عمل شنو أكتر من إنو حوّل مورد خام لي منتج عندو سوق.. يعني الموضوع ما صعب.
ـ نحن ما قادرين نتحرك من الحتة الختونا فيها شبر.
ـ الموضوع ما حكومة وقانون وبس.. الموضوع ثقافة إنتاج.. نحن شعب مستهلك من الدرجة الأولى. حتى الأفكار ذاتها نستهلكها أكتر من ننتجها..
ـ يعني نرفض الـ40 شركة الجايانا دي؟
ـ لا نفرض عليها تطوير الكادر المحلي، وتوظيف نسبة فوق الـ 75% من المواطنين السودانيين في أي نشاط إستثماري داخلي.. ودي الحاجة الشغالة بيها كل الدول.
ـ خايف يجيبوا عمالة أجنبية ويدوها الجنسية السودانية عشان يتحايلوا على القانون.
ـ نحن لا زمنا تغيير على كل المستويات.
•زاوية شوف
إذا الشمس سخرت
تندّرت وسائط التواصل الاجتماعي من الذين وقعوا في حبائل من أعلن على الشبكة العنكبوتية عن جهاز لتجفيف الملابس يعمل بالطاقة الشمسية لا يتعدى سعره التسعين دولاراً، واكتشفوا حين وصلهم المغلّف أنه لا يعدو أن يكون حبلاً للغسيل، واكتشفت أنني لست وحدي من يتملكني حلم تسخيرالشمس لخدمتنا أكثر مما هي فاعلة.
قبل أكثر من عشرين عاماً حلّ في قريتنا الصغيرة من يبشّر بطاقة الشمس بديلاً لوابور الطبخ وفانوس الكيروسين الذي لطالما أرهقنا في طفولتنا إنتظار عربته ورنين جرسها المميّز. وقتها كانت الكهرباء قد دخلت (على استحياء) للقرية، حتى أننا كنا لا نستمتع بوجودها إلا لِماماً. وقد انتظمت قريتنا نشاطات جمعية طوعية نسوية وجد ترحيباً من مؤسسات في قامة فريدريش ايبرت الألمانية، واليونيسيف التي أهدانا ممثلها تلك المعجزة المضيئة، (فانوس يعمل بالطاقة الشمسية) نحمله من هنا إلى هناك بلا مشقة في الليالي الدامسة، وما أن تُشرق الشمس حتى نسارع لوضعه مقلوباً على أحد السقوف بعيداً عن متناول الأطفال والمستطلعين من الكبار، حتى لا يتأثر بكثرة اللمس فيحجم عن منحنا الضياء. وما زلنا نحتفظ به برغم إنطفاء عينه لسبب لا نعلمه، ولم نجد من يصلحه لنا.
نذكر مما قاله ذلك المسؤول الأممي يومها أن أشعة الشمس المجانية هذه في حاجة إلى صرف حكومي يمكّن من تحويلها ميكانيكياً إلى طاقة للإنارة، وتشغيل طلمبات سحب المياه للزراعة والري، ولتشغيل الأجهزة والأدوات الكهربية، ووعد بتوفير مبرد لحفظ أمصال تطعيم الأطفال، والعقاقير المنقذة للحياة، وحين توفر المبرد بعد أكثر من عام هالنا أن حجم بطاريات حفظ الطاقة أكبر من المبرد نفسه، وأن هناك الكثير من تعقيدات التشغيل والصيانة، الأمر الذي حال دون استمراريتها، وما أن أُدخلت القرية ضمن شبكة الكهرباء العامة حتى تم الاستغناء عن ذلك التطبيق، وأُدخلنا نحن في حالة تساؤل… لماذا يُقعد بنا في هذا الصدد ونحن الأكثر حاجة له؟
بعد قرابة الثلاثة عقود هب شباب وقادة قريتنا لاستكمال ما بدأه سلفهم من مشاريع لتطوير القرية، وكان الإلتفاتة للتسخير الشمسي، بدءاً بمحطات المياه التي أرهقت كاهل القائمين عليها في ظل تذبذب الامداد الكهربائي، وانعدام الجازولين.. وكالعادة تنادوا في قرووبات الواتساب، ونفذوا حملة كبيرة لجمع الأموال شارك فيها الصغار والكبار، نساء ورجالاً، ولم تقتصر على المقيمين بالقرية، فقد وصلت المساهمات المالية من أركان الدنيا.. وتمددت لوحات الطاقة السمشية بجانب البئر الأولى، ثم الثانية.. ولا يزال العمل جارٍ للمزيد من التسخير الشمسي، مثلما سخرت الأفكار والأموال، والعلاقات.
أوضح الكسندر كاستل رئيس إحدى مجمعات الطاقة، المضطلعة بطرح حلول مبتكرة لعدد من البلدان الافريقية إنّ “مفهوم الطاقة يشكّل معضلة كبرى بالنسبة للأفارقة، لأنّ من لا يسعه الحصول عليها، فهو بالضرورة سيحرم من جميع الخدمات المتصلة بها، سواء كان ذلك في مجال الصحة أو الاتّصالات أو حتى التعليم”.
ومع أن الطاقة تعدّ من أبرز القضايا المشتركة بين بلدان القارة، إلاّ أنّ طرق مواجهتها ودرجة الاهتمام تختلف من دولة إلى أخرى، فهاهي المغرب وغانا وجنوب افريقيا وكينيا، تتبوأ موقعاً ريادياً في التوجه نحو الطاقات البديلة،والانتقال السلس نحو الاقتصاد الأخضر، في قارة تخسر سنويا 40% من محاصيلها الزراعية جرّاء سوء التخزين. وتؤكد مجموعة (بلو إنرجي) البريطانية أن مشروع (نزيما) بغرب غانا “سيكون من أكبر محطات توليد الطاقة في العالم”. وتمد محطة (جاسبر) بجنوب أفريقيا 80 ألف منزلا بالطاقة متولدة عن 325 ألف لوحة شمسية.
وقولوا لهؤلاء وأولئك.. نحن على الطريق.
•بوابة مشرعة
الرصاص في كل مكان
المجرم الذي تسبب في انهيار الإمبراطورية الرومانيةوتقليص متوسط العمر إلى 25 عام
نشرت مجلة العربي في ديسمبر 2001 رسالة لطفل أمريكي بعث بها إلى أحد المسؤولين البيئيين، جاء فيها:
“عزيزي السيد المدير….
إن الرصاص واحد من أخطر العناصر على صحة الأطفال، إذ أنه، حتى في أقل التركيزات، يدمّر الجهاز العصبي لمن يتعرض له من الصغار، ويؤخر النمو، ويؤثر على قدرات التحصيل في مراحل الدراسة الأولى. إن هذا العدو الخطير يتربص بنا في كثير من مكونات البيئة، وهو يتجمع في أجسامنا، ويداوم في عظامنا لمدة تصل إلى 25 سنة.
إننا نحن الصغار المستهدفون من الرصاص، نرى أن المعايير والاجراءات التي تواجه بها مؤسساتنا البيئية هذا العنصر الهدّام، تعطيه الفرصة للإفلات، والتسلّل إلى طعامنا ومائنا وهوائنا.
وقد سمعنا أخيراً عن قرب مراجعة اللوائح والقوانين من أجل مزيد من إحكام الحصار حول الرصاص، حماية لنا، ولكا المجتمع من شروره.. إنني أصفق لهذه المراجعة، وأتمنى أن تنجح في إغلاق كل المنافذ التي يتسلل منها الرصاص إلينا…”
بعد الإشادة بوعي هذا الصغير.. دعونا نشيد بمناهج التعليم التي تصل بالأطفال إلى هذه الدرجة من الوعي، والمقدرة على البحث والتنقيب، ثم رصد المخاطر، والتنبيه لها.
وبالمقارنة هناك مئات الأطفال في مثل عمر صاحب الرسالة (خارج المدرسة)، تجدهم يطوفون الشوارع حاملين خرقاً بالية يمسحون بها على زجاج السيارات، إنتظاراً لما يمكن أن يجود به أصحابها من نقود، في ذات الوقت الذي يستنشق فيه الواحد من هؤلاء من الأبخرة السامة (كميات يعلم الله وحده بمقدارها).. إذ ليس من جهة يشغلها الأمر.
المجرم
يقال إن الرصاص كان سبباً في انهيار الإمبراطورية الرومانية، فقد أقبل النبلاء والأستقراطيون على المعدن (الجديد)، واستخدموه في أغراض حياتية عديدة، ولم يفطن أحد إلى أنه – وفق الخبير رجب سعد السيد – كان السبب وراء تدني متوسط عمر الانسان إلى حوالي 25 سنة، ولم يكن عامة الشعب بمنأى عن هذا الخطر الداهم، فقد وصلهم عبر أنابيب المياه المصنوعة من الرصاص.
في إنجلترا يوضع الرصاص تحت المراقبة المستمرة، مثلما يحدث للمجرمين، حتى لا ترتفع مستوياته عن الحدود المسموح بها، والمقدر بـ 2 ميكروغرام في المتر المكعب. ومنذ العام 1997 اتخذت إجراءات لتخفيض مستوى الرصاص في وقود السيارات، ليصبح دون الـ30%.
في الصين أجري مسح حول زيادة مستويات الرصاص في أجسام أطفال المدن. وقد تبين أنه من بين 14 ألف طفل في (جوانجزو) بجنوب الصين هناك 83% يجري الرصاص في دمائهم، ويكمن في أنسجتهم بمستويات أعلى بكثير من المسموح بها. خاصة أطفال المناطق الصناعية، والذين يعيشون قرب الشوارع ذات الكثافة المرورية. وأوضح أن من يعيشون في الطوابق السفلى هم الأكثر عرضة، فيما يقل التأثير كلما إرتفع مستوى المبنى من الأرض، إذ تزيد كمية الرصاص 16 مرة بين المتر الأول والثاني.
ترى ماذا يجرى لدى أولئك الذين يبقون مع أمهاتهم الساعات الطوبلة في تقاطعات الطرق؟
يقول أحد الأطباء الباحثين بجامعة روشيسترز الأمريكية أن ما يدخل من رصاص في جسم الانسان يتراكم في عظامه، مع امكانية الانتقال مع تيار الدم إلى الأجنة عبر المشيمة لدى النساء الحوامل.
الفقر
عادةً ما يكون الشخص الذي يعيش في دولة نامية أكثر عرضة لتسمم الرصاص من الذي يعيش في بلد متقدم، ويرجع ذلك إلى أن الدول المتقدمة تفرض عقوبات صارمة على استخدام الرصاص. على سبيل المثال، منذ أواخر السبعينيات، لم يتم إضافة الرصاص لمواد الطلاء ومعظم المخاوف تتمثَّل في المنازل القديمة. في حين تكون العقوبات في الدول النامية أقل صرامة، ويتم استخدام الرصاص في الصناعات المختلفة.
يحتوي العادم المنبعث من معظم السيارات على 4 أنواع من السموم الخطيرة، في مقدمتها أول أكسيد الكربون عديم الرائحة واللون، الأمر الذي يزيد من خطورته، فهو يتحد بشراهة مع هيموقلوبين كريات الدم الحمراء، فيعوقها عن أداء عملها في حمل الأكسجين لجميع خلايا الجسم، مسبباً الاختناق. وإذا استمر التعرّض لهذا الغازمدة طويلة فإنه يحدث تليفاً مستديماً للخلايا العصبية في المخ تقود للوفاة. ويعد الأطفال والمسنين الأكثر عرضة لأخطاره، فقد أثبتت إحدى الدراسات أن 63% من إعاقات الأطفال تعود للرصاص. ويتسبب إرتفاع معدلاته في حدوث أنيميا، ونقص هيموقلوبين الدم، وقد يحدث تلفاً شديداً للكلى والكبد والمخ، والجهاز العصبي المركزي.
هل نطمع في إصدار الجهات المسؤولة إجراءات إحترازية لوقاية الناس، والتوجيه بعمل دراسات تساعد في اتخاذ القرارات المناسبة؟
•بوابة معرفة
صحة النظام البيئي
صحة النظام البيئي يُستخدم لوصف حالة النظام البيئي، والتي يمكن أن تتفاوت حسب ما يحدث من حرائق، وفيضانات، وحالات جفاف، وانقراض بعض الأنواع، وغزو أنواع أخرى، ذلك بجانب آثار التغير المناخي، وما يترتب على النشاط التعديني، والافراط في الصيد، وقطع الأشجار، والانسكابات الكيميائية، ومجموعة من الأسباب الأخرى.
لا يوجد معيار مقبول عالمياً لنظام بيئي صحي، لكن يمكن أن تختلف الحالة الصحية الظاهرة لنظام بيئي اعتمادًا على المقاييس الصحية المستخدمة في الحكم عليها، وما هي الطموحات الاجتماعية التي تدفع التقييم.
يُستخدم مصطلح «إدارة النظام البيئي» منذ الخمسينيات على الأقل، وقد أصبح واسع الانتشار في الأدب البيئي باعتباره استعارة عامة تعني شيئاً جيداً، وهدفاً للجودة البيئية في التقييمات الميدانية للأنهار والبحيرات والبحار والغابات.
•بوابة مواربة
الزحف الأصفر والتساؤلات المشروعة
كتب:_ الطاهر خالد
في ١٤ مارس ٢٠٢١ كان في اعتصام أهلي في (أم زعيفة) بمحلية عد الفرسان، اعتصام بيئي ضد القطع الجائر بالمناشير الكهربائية المهدد بازالة الغطاء الغابي، و المستمر بصورة ممنهجة من ١١ سنة، وزاحف (زحف أصفر) من كاس إلى عد الفرسان وماشي جنوب على رهيد البردي. الاهالي مطالبهم مباشرة من اقالة المسؤولين لتفعيل قانون الغابات و للتعويض باكثار البذور …الخ
جزء من المعتصمين إتكلم عن الممارسات السالبة للجيش، فيما يتعلق بالقطع الجائر كمهدد رئيسي وكبير لاستدامة للغطاء الغابي، والتنوع الحيوي، ومعاش المجتمعات حوله.
هل هناك أي تقرير بحثي صدر عن جامعة نيالا عن هذا الموضوع؟
ـ هل هناك أي متابعة من تجمع الاجسام المطلبية (تام) ؟
ـ ما هو موقف القوى السياسية من هذه القضية؟
ـ أين هذه القضية من اجندة عضو مجلس السيادة محمد حسن التعايشي في الاخبار انه اجتمع مع المدير القطري لبرنامج الامم المتحدة للبيئة UNEP حول البيئة و حماية الموارد الطبيعية،
هذه واحدة من الاجندة الاجتماعية المهمة في الفترة الانتقالية، ومتعلق بالتنمية والتعايش السلمي. منتدى شباب عد الفرسان للتنمية والتعايش السلمي كان مشاركاًفعلياًفي اعتصام (أم زعيفة) الذي نظمته تنسيقية لجان المقاومة في المنطقة.
في الرواية الشعبية بشكل عام هناك كلام عن إستجابة مؤسسية ضعيفة، وممارسات سالبة لبعض منتسبي القوات المسلحة، في قطع جائر يهدد إزالة الغطاء الغابي ..
موجات الجفاف و المجاعة من المسببات الرئيسية للصراع و عدم الاستقرار والحرب في الاقليم، و ضربت السودان في مقتل في السبعينات والتمانينات. في تلك الفترة كان دريج أول حاكم من دارفور لاقليم دارفور، كتب خطاب لنميري (يعرف بخطاب المجاعة) فجر الخلاف بينهما، على أثر ذلك استقال دريج، وهاجر من السودان .. و(حدس ما حدس) !
هنا انا ذكرت اطراف عديدة: الاهالي المعتصمين، المؤسسات الاكاديمية والبحثية، الاحزاب السياسية، مجلس سيادة، قوات مسلحة، ومنظمات مجتمع مدني قاعدي. كل هذه الاطراف ماقاعدة مع بعض زي ما قاعد الذئب مع الحمل، وما بالضرورة التفاهم بينهم حول هذا الموضوع يعني إلغاء المصالح بينها، لكن ممكن يتشاف من زاوية المصلحة العليا، المسؤولية والمصير المشترك.
ملاحظة: حاولت ألا أتدخل كثيراً في (البوست) أعلاه، وقد أرسله لي أحد قراء (بوابات) وطلب مني نشره.