صفحات متخصصة

بمناسبة منحه جائزة (شخصية العام الثقافية) الديمقراطي تحتفي بالدكتور حيدر إبراهيم علي

الخرطوم- الديمقراطي
أقامت صحيفة الديمقراطي نهار الخميس تكريماً للدكتور حيدر إبراهيم علي وذلك بمناسبة منحه جائزة (شخصية العام الثقافية) من شركة زين ضمن فعاليات جائزة الطيب صالح للإبداع الكتابي. شهدت احتفالية التكريم عدداً من الفقرات؛ حيث استهلت الأستاذة إيمان آدم خالد البرنامج بسيرة المحتفى به وأبرز محطاته الحياتية، وتحدّث الأستاذ الحاج ورّاق عن أهمية تكريم الرموز والشخصيات القومية والوقوف على إنجازاتهم، بينما قدّمت الأستاذة أسماء جمعة رئيسة تحرير صحيفة الديمقراطي كلمة صحيفة الديمقراطي وثمّنت فيها دور المحتفى به في سوح الفكر والثقافة.
تخللت فقرات البرنامج قراءات شعرية وغنائية بمشاركة الأستاذ طارق الأمين وجميع الحضور.
وفي ختام الاحتفالية تحدث الدكتور حيدر إبراهيم عن امتنانه وشكره لطاقم الديمقراطي.
///////
د. حيدر إبراهيم في سطور
وُلد حيدر إبراهيم علي في منطقة القرير شمال السودان، عام ١٩٤٣م، وهو كاتب ومفكر وعالم اجتماع تخصص في علم الاجتماع الديني وأفرد جزءاً كبيراً من مشروعه الفكري لنقد تجارب الإسلام السياسي، كما أنه اشتغل على فكرة التنوير والتحرير.
درجات علمية
نال الدكتور حيدر إبراهيم على العديد من الدرجات العلمية خلال مسيرته، فقد حصل على دبلوم في التاريخ والتربية من كلية التربية بأم درمان عام ١٩٦٦م، وحصل ليسانس في علم الاجتماع من جامعة القاهرة عام ١٩٧٠م، ونال الدكتوراة في فلسفة العلوم الاجتماعية من جامعة فرانكفورت عام ١٩٧٨م، كما أنه عمل في العديد من الجامعات والمراكز البحثية على امتداد الوطن العربي.
المناصب التي تقلدها
عمل الدكتور حيدر إبراهيم منذ العام ١٩٨٥م وحتى الآن مشرفاً على التقرير الإستراتيجي السنوي، كما أنه نال عضوية مجلس أمناء الجمعية العربية لعلم الاجتماع، وعمل أيضاً منسقاً للدراسات والنشر بالمجلس القومي للثقافة العربية، ومديراً لمركز الدراسات السودانية عام ١٩٩٣م، ومن العام ١٩٩٥م وحتى الآن يترأس تحرير مجلة كتابات سودانية، كذلك عمل الدكتور حيدر أميناً عاماً للجمعية العربية لعلم الاجتماع من ١٩٩٦- ١٩٩٨م.
مركز الدراسات السودانية
في عام ١٩٩٢م أسس دكتور حيدر إبراهيم علي مركز الدراسات السودانية بالقاهرة، وقال عنه في ندوة بمركز الأهرام بمناسبة الذكرى العشرين لتأسيسه: ”بدأت الفكرة في الإمارات العربية المتحدة؛ ولم يُقدر لها أن ترى النور إلى أن تبلورت حين كنت أستاذاً جامعياً في المغرب على إثر انقلاب١٩٨٩م، وفى البدايات لم يكن هناك مقر أو تسجيل قانوني، وكنا نوزع مطبوعاتنا المحدودة في حقيبة كتف للأستاذ صلاح الزين المقيم الآن في الولايات المتحدة والذى كان له دور بارز في عملية التأسيس؛ إلى أن حصلنا على مقر كان عبارة عن غرفة وصالة صغيرة في شارع شامبليون بالقاهرة، ولكنه سرعان ما تحول إلى خلية نحل ومقصد يعج بالحركة، وكان شعارنا ” كن واقعياً واطلب المستحيل ” الذى استعرناه من ثورات الشباب في أوروبا في نهاية ستينيات القرن الماضى، وتحت هذا الشعار أنجزنا الكثير مما نعتز به، حيث وصل العدد الأخير من مجلة ” كتابات سودانية ” إلى الإصدار رقم 55؛ وهو رقم لم تصله أي مجلة سودانية أخرى على الإطلاق، حيث تصدر المجلات لمدة عام أو عامين ثم تتوقف، كذلك أصدرنا 220 كتاباً في مختلف المجالات الفكرية والإبداعية، وأصدرنا 12 عدداً من التقرير الإستراتيجى السوداني على مدى 12 عاماً، وكذلك العديد من الندوات الكبرى التى أصدرناها في كتب، وأصبح إنتاج المركز مصدراً لا غنى عنه للكُتاب والباحثين والرسائل العلمية، كما حرصنا أيضا على أن يكون هذا الإنتاج “نوعياً ”؛ فلم نكن نقبل بوضع اسم أو شعار المركز لمن لا يستحق، وكانت اختياراتنا مبنية على معيار وحيد هو المضمون والإبداع“.
وكتب الشاعر السوداني عفيف إسماعيل عن مركز الدراسات السودانية: ”تاريخ مركز الدراسات السودانية منذ ميلاده في أوائل التسعينيات من القرن الماضي وحتى الآن يقول إنه استطاع أن يفعل في مجاله ما لم تفعله معظم وزارات الثقافة منذ استقلال السودان تجاه هزيمة الشفاهة وخلق بعث فكري يواكب تطورات صناعة الثقافة على مستوى العالم، فهو يعطي تجارب ودراسات علمية ومعملية في كيفية صناعة الثقافة في السودان لكل من يريد أن يتعلم جدية العمل في هذا الحقل الذي تسير فيه أغلب المنظمات الشبيهة بجهد الاستنساخ البرامجي الغارق في التشابه والفجاجة، أو الاتكاءة على تاريخ بعيد توقفت عجلة زمن القائمين على أمره في تلك الأزمان الوارفة؛ وصار الاجترار هو سيد التخطيط البرامجي؛ في وقت يحتاج كل يوم لفكرة جديدة تُساير اللهث المارثوني لتعقيدات المجتمع السوداني الثقافية والاجتماعية والسياسية“.
نقل مركز الدراسات السودانية بعض أنشطته إلى السودان وافتتح مركزاً له في الخرطوم بعد إطلاق السلطات السودانية الحريات الصحفية، لكن عادت السلطات وأغلقته في ٢٠١٢م، وحينها أصدرت العديد من المنظمات والشخصيات بيانات تندد بإغلاق المركز.
جهاز الأمن ومؤلفات د. حيدر
كتب دكتور حيدر إبراهيم علي العديد من الكتب والمقالات؛ ومنعت السلطات السودانية معظم مقالاته الناقدة لهم؛ كما منعت بعض من كتبه من التداول في السودان، وكان ما أبرزها: أزمنة الريح والقلق والحرية، سقوط المشروع الحضاري، أزمة الإسلام السياسي.. الجبهة القومية في السودان نموذجاً، كسب السلطة وخسارة الدين، وكتاب مراجعات الإسلاميين السودانيين.
مجتزآت من مقالاته
( الإسلامويون معارضون جيدون ولكنهم حكام فاشلون وسيئون حين جربوا في السودان، وإيران، وباكستان ضياء الحق، وأفغانستان طالبان. وهنا مشكلة منهجية يقولون إن الحركة الإسلامية ليست شيئا واحداً ولكنهم هم الذين يتحدثون عن الصحوة الإسلامية بلا تمييز ويهللون لانتصار أي حركة إسلامية في أي مكان ويفتخرون بذلك. وسوف يواجه الإسلامويون – حين يحكمون- مشكلات اقتصادية وسياسية واجتماعية معقدة لن تحل بالتعاويذ والرقى أو الشعارات؛ ولكن بالتخطيط والفهم العلمي للواقع وليس المتخيل أو الافتراضي. مشكلة الإسلامويين أنهم تركوا مستقبلهم خلفهم ولهذا تتغلب على فكرهم الماضوية رغم الحديث النظري عن الأصالة والمعاصرة ولكنهم لم يحلوا المعادلة الصعبة بعد).
(لا تبقى من شعارات وأفكار الإسلام السياسي أي آثار من بقايا مرحلة الإسلاموية، وهو يميل الآن للحلول الوسط في كل الأمور، خاصة مع تراجع الدولة لحساب الفرد. ويكتفي أنصار الإسلام السياسي بالنظر للإسلام كمعطى حضاري مع الاستمرار في البحث عن المجتمع الفاضل).
(إن الترابي يحب النجومية والأضواء ولا يستطيع العيش بعيدا عن الاهتمام، وعندما يشعر بأنه في الظل، يفرقع التصريحات أو يطلق فتاوى مثيرة للجدل وكأنه يقوم بعمليات استريبتيز سياسية أو فقهية”، وأضاف أن السياسة البراغماتية الفائضة لدى الترابي؛ أضعفت من حسه الإنساني والعاطفي، فهو لو فكر إنسانيا لم يكن ليقبل ببيوت الأشباح في بدايات حكمه، ولكن رأى التعذيب مبررا لتحقيق غاية عظيمة هي تمكين الحكم الإسلامي).
(يمثل إعدام الأستاذ محمود محمد طه عاراً مقيماً لنا كسودانيين أن نكون الدولة التي تعدم إنسانا بسبب أفكاره في فجر القرن الواحد والعشرين. لقد ساءت أوضاع الحريات ليس من قبل الدولة فقط بل من مجموعات مهووسة ومتاجرين بالدين وهيئات مشبوهة تريد فرض مخططات تعصبية ليست وليدة الإسلام السوداني الصوفي المتسامح).
////////
مساهمات د. حيدر إبراهيم الفكرية والثقافية
عمل الدكتور حيدر إبراهيم على رفد المكتبة السودانية بالعديد من المؤلفات الفكرية والثقافية، ومن أهم مؤلفاته كتاب (أزمنة التاريخ والريح) الذي يستعرض فيه حياته العريضة نوعاً وكَمّاً منذ النشأة والدراسة في السودان وألمانيا، وعلاقاته بالمثقفين وبكثير من الشخصيات العامة ومواقفه السياسية، وكذلك عمله وترحاله في كثير من الدول العربية.
أما كتاب (الأمنوقراطية وتجدد الاستبداد في السودان) فيتحدّث فيه عن الحكم والاستبداد الذي كان في ظل حكومة الإنقاذ، وكتاب (أزمة الأقليات في الوطن العربي) الذي كان تأليفاً مشتركاً ما بين د.حيدر إبراهيم والكاتب ميلاد حنا، ويتناول هذا الكتاب موضوع الأقليات، ويبحث عن حلول عملية وواقعية لمشكلاتهم تؤدي لقيام دولة وطنية قوية تسعى نحو وحدة قومية، ويعرض تلك الحلول الناجعة من خلال حوارية بين مفكرين عربيين متميزين بسعة الاطلاع والتخصص الجامعي. (صورة الآخر: العربي ناظراً ومنظوراً إليه) ويضم هذا الكتاب وقائع ندوتين علميتين عقدتهما الجمعية العربية لعلم الاجتماع، وشارك فيهما ستة وخمسون باحثاً عربياً وأجنبياً. وهو يحتوي على ثلاث وخمسين دراسة تبحث في مسألة الآخرية، ونظرة العرب إلى الآخر، ونظرة الآخر للعرب وللمهاجر العربي كما صدر له أيضاً كتاب (التيارات الإسلامية وقضية الديمقراطية)، و كتاب (لاهوت التحرير: الدين والثورة في العالم الثالث)، وكتاب (الديمقراطية السودانية) وكتاب، (العنف والتطرف، في كتاب: ظاهرة العنف والتطرف)، وكتاب (الإبداع والتخلف، في كتاب الإبداعية في المجتمع العربي).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى