الرأي

المهدي في رحاب الفردوس

نقطة وطن جديد
د.دلال عبدالعال عمر
صعدت روحه إلى بارئها كما سجع الحمام، ارتسم الحزن سويا على مقلتي ملايين سيفتقدونه على ساحات النزال، عاش ردحا من حياته بين منفي ومعارض، وضع بصمة على خارطة الحياة السياسية، بأن كان رافضا لحكم العسكر، مؤيدا للديمقراطية، تباينت مواقفه وكان ثباتا على المبدأ.
رحل الحبيب الإمام وبداخل كل منا، ذكرى فقد والد، فالموت حق، رحل من سيكتب التاريخ عنه أنه كان، علما وفكرا، وإثراء للمواقف السياسية وإن لم تعجبنا وتوافقنا، لن أكذب وأقول إنني من داعميه بل العكس، لكنه من أشخاص قلة تعجبني جرأة طرحهم، ووسطيتهم في الفكر، واعتدالهم في الخلاف، اللهم أكرم وفادته، واسبغ الرحمة من عليائك على روحه، رحيله وجع في قلوب محبيه، والكتابة عنه شيء من صلاة مقدسة في حب الوطن تليق بآلاف من سطروا تاريخ السودان، اليوم نضع الخلاف جانبا، ونكتب عن رجل قدم مواقف، قد نثني عليها وقد نخالفها. لكن تبقى حقيقة أنه كان علما وفكرا.
الموت والحياة ليس رهين أمنياتنا، فقد ساءني جدا أن هنالك من يستغل الموت لتصفية مرارات، نختلف في مواقفه، ولكنه يبقى تاريخا لبلادنا وصاحب أفكار جريئة وإن لم تعجبنا.
حبا وكرامة للحبيب الإمام، فقد انتشى من سماع خطبه أتباعه، وتعلم من بحار علمه طلابه، واتصف من جميل خصاله أبناؤه، وولجت السماء حزنا على فراقه، من شيعوه لم يهابوا المرض، وكانت مهابتهم في حضرته دموع، سالت مزنا لتسقي أرض الوطن حزنا بوداعه.
إلى علياء السماء يا والدا اختلفنا معه ولكنا أحببناه مهابة لحية مخضبة بالتقوى، لك الرحمة ولآل بيتك الصبر والسلوان.
ahnonjou2017@gmail

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى