الرأي

المساواة أمام القانون

[cmsmasters_row][cmsmasters_column data_width=”1/1″][cmsmasters_text]

المساواة أمام الله وأمام القانون

القس موسى كودي كالو

[email protected]

مصادر ومراجع:

1. “وَصَنَعَ مِنْ دَمٍ وَاحِدٍ كُلَّ أُمَّةٍ مِنَ النَّاسِ يَسْكُنُونَ عَلَى كُلِّ وَجْهِ الأَرْضِ وَحَتَمَ بِالأَوْقَاتِ الْمُعَيَّنَةِ وَبِحُدُودِ مَسْكَنِهِمْ، لِكَيْ يَطْلُبُوا اللهَ لَعَلَّهُمْ يَتَلَمَّسُونَهُ فَيَجِدُوهُ مَعَ أَنَّهُ عَنْ كُلِّ وَاحِدٍ مِنَّا لَيْسَ بَعِيداً“. 

)أع17: 26-27(.

2. ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ     (الآية 13 من سورة الحجرات) .

3. المادة (18): يكفل القانون المساواة الكاملة بين المواطنين تأسيسا على حق المواطنة واحترام المعتقدات الدينية والتقاليد والأعراف وعدم التمييز بين المواطنين، بسبب الرأي السياسي أو الدين أو العرق أو الجنس أو الثقافة أو أي سبب آخر.

المادة (19): تعترف الدولة وتحترم تعدد الأديان والمعتقدات والأعراف وتلزم نفسها بالعمل على تحقيق التعايش والتفاعل السلمي والمساواة والتسامح بين معتنقي الأديان والمعتقدات وتسمح بحرية الدعوة السلمية للأديان وتمنع الإكراه وإثارة النعرات الدينية والكراهية العنصرية في البلاد.  (دستور السودان الانتقالي لسنة 2019                                                                                                                                                                                                   

       يطلق كلٍ من الإسلام والمسيحية على العصور التي كانت قبلهما بعصور أو أزمنة الجهل، وذلك لما اتصفت بها تلك الأزمنة بالجهل والابتعاد عن الطريق القويم واستبداله بعبادة الأصنام وتعظيم قيصر وما شابهها من أمورٍ لا تجلب إلا غضب الله العاجل أو الآجل على الفجار! ففي تلك العصور عرج الناس إلى عبادة الناس والأرواح الشريرة التي غالباً ما تم تجسيدها في رموز مادية تمثل تلك الأرواح الشيطانية.

      إن عهود الجاهلية اتصفت أيضاً بظواهر اجتماعية وقانونية ظالمة، حيث انقسمت فيها المجتمعات إلى شرفاء ونبلاء من جانبٍ، وأدنياء وفقراء من جانب آخر، مما أدى الأمر إلى انعدام العدالة الاجتماعية والقانونية بين الناس، بسبب سيادة واعتماد نظام الطبقات. هذا، ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل تعدى إلى تقسيم أبناء آدم وحواء إلى عبيد وأسياد، وإلى قبائل وعشائر، كلٍ يتباهى بجهلٍ بانتمائه العرقي بل الجنسي كأنه أشرف مصدراً ومعدناً من باقي خلق الله!

     تدخل الأديان: تدخلت الأديان والرسل، ومن ثم الإسلام والمسيحية، فخاطبت أهل عصرها، وعصرنا، بهدف رد الناس من تلك الأعمال الجاهلية، إلى الله الحي وإلى تعاليمه. يقول الكتاب: ” فَاللَّهُ الآنَ يَأْمُرُ جَمِيعَ النَّاسِ فِي كُلِّ مَكَانٍ أَنْ يَتُوبُوا مُتَغَاضِياً عَنْ أَزْمِنَةِ الْجَهْلِ. ” (أع17: 30) . ذكرت الأديان الناس بوحدة الإنسانية الآدمية، ووحدانية الله الخالق الأوحد، الذي خلق الجميع من نفس الدم ونفس الوالدين آدم وحواء. نقرأ في سورة الحجرات: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ، (الآية 13 من سورة الحجرات)، وهذا هو نفس التعليم الحق الذي خاطب به الإنجيل البشر، حيث يقول الكتاب عن الله الواحد: “وَصَنَعَ مِنْ دَمٍ وَاحِدٍ كُلَّ أُمَّةٍ مِنَ النَّاسِ يَسْكُنُونَ عَلَى كُلِّ وَجْهِ الأَرْضِ وَحَتَمَ بِالأَوْقَاتِ الْمُعَيَّنَةِ وَبِحُدُودِ مَسْكَنِهِمْ، لِكَيْ يَطْلُبُوا اللهَ لَعَلَّهُمْ يَتَلَمَّسُونَهُ فَيَجِدُوهُ مَعَ أَنَّهُ عَنْ كُلِّ وَاحِدٍ مِنَّا لَيْسَ بَعِيداً“. (أع17: 26-27). 

       ومن ناحية العدالة الاجتماعية في الحقوق والواجبات، والعدالة أمام القانون، فقد جاء في الحديث النبوي القول: ” لا فضل لعربي على عجمي ولا لعجمي على عربي ولا لأحمر على أسود ولا لأسود على أحمر إلا بالتقوى، مما يُفهم منه عدم التمييز بين الناس بسبب العرق أو اللون. جاء أيضاً في غلاطية  4: 28: “لَيْسَ يَهُودِيٌّ وَلاَ يُونَانِيٌّ. لَيْسَ عَبْدٌ وَلاَ حُرٌّ. لَيْسَ ذَكَرٌ وَأُنْثَى، لأَنَّكُمْ جَمِيعاً وَاحِدٌ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، كما جاء القول أيضاً: “حَيْثُ لَيْسَ يُونَانِيٌّ وَيَهُودِيٌّ، خِتَانٌ وَغُرْلَةٌ، بَرْبَرِيٌّ سِكِّيثِيٌّ، عَبْدٌ حُرٌّ، بَلِ الْمَسِيحُ الْكُلُّ وَفِي الْكُلِّ”  (كو3: 11). وإذا ربطنا ما قاله الإسلام مع المسيحية في العدالة بين الناس، نجد توافقاً كبيراً لا يعطي فرصةً لأي مواطن سوداني مسلم أو مسيحي، يسعى للتفريق بين الناس بسبب التنوع والتعدد العرقي أو التمازج اللوني والجنسي. وبحسب تلك التعاليم، فلا مكان لسيادة جنس على جنس، أو قبيلة على قبيلة، أو لون على لون. الحق يقال إن في نفس تلك التعاليم الإسلامية والمسيحية، نجد ما يمكن أن أسميه بالتمييز الإيجابي الروحي المتعلق بعلاقة الفرد بربه. فالله وحده هو الذي له القرار الصائب في معرفة تقوى الناس، وإن هذه الأمور ترتبط بالمحكمة الإلهية الآتية، أكثر من محاكمنا الدنيوية التي قد نستطيع أن نخدعها في أغلب الأحيان، فنُجَرم البرِيء، ونُبَرِئ المجرم!

 

     نظم دستور السودان الانتقالي لعام 2019م بأحلى وأجمل العبارات القانونية المستنبطة أصلاً من تلك التعاليم الدينية، ومن دساتير الأمم الديمقراطية التي تبنت قاعدةالدين لله والوطن للجميع، نظم تلك الحقوق بامتياز حسب المادتين (18-19) من الدستور الانتقالي أعلاه. بهذا الدستور نستطيع أن نقول: “الناس سواسية أمام القانون، فهل نجد هذه الأمور حادثةً على أرض الواقع، أم عرجنا مجدداً إلى العصور الغابرة، عصور الجاهلية التي لا تسر الله أبداًندعو ونصلي إلى الله أن يعيننا ويعين بلادنا حتى نتغير تغييراً حقيقياً، فننطلق إلى ممارسة العدالة بكل حرية وسلام.                                                                                          

[/cmsmasters_text][/cmsmasters_column][/cmsmasters_row][cmsmasters_row data_shortcode_id=”lfeax6fo1i” data_padding_bottom_mobile_v=”0″ data_padding_top_mobile_v=”0″ data_padding_bottom_mobile_h=”0″ data_padding_top_mobile_h=”0″ data_padding_bottom_tablet=”0″ data_padding_top_tablet=”0″ data_padding_bottom_laptop=”0″ data_padding_top_laptop=”0″ data_padding_bottom_large=”0″ data_padding_top_large=”0″ data_padding_bottom=”50″ data_padding_top=”0″ data_bg_parallax_ratio=”0.5″ data_bg_size=”cover” data_bg_attachment=”scroll” data_bg_repeat=”no-repeat” data_bg_position=”top center” data_color=”default” data_bot_style=”default” data_top_style=”default” data_padding_right=”3″ data_padding_left=”3″ data_width=”boxed”][cmsmasters_column data_width=”1/1″ data_shortcode_id=”6mpvazkfe” data_animation_delay=”0″ data_border_style=”default” data_bg_size=”cover” data_bg_attachment=”scroll” data_bg_repeat=”no-repeat” data_bg_position=”top center”][cmsmasters_posts_slider orderby=”date” order=”DESC” post_type=”post” columns=”4″ amount=”1″ count=”12″ pause=”5″ blog_metadata=”title,date,categories,comments,likes,more” portfolio_metadata=”title,categories,likes” animation_delay=”0″ shortcode_id=”kipd22l5s”][/cmsmasters_column][/cmsmasters_row]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى