المؤامرة أم المواجهة!!
نجحت عناصر النظام المخلوع في خلق أزمة سياسية وعسكرية، بالرغم من فشلها في وصولها الى مراميها، أن كان في إشعال نيران الحرب بين العسكريين، أو الوصول الى اهدافها في طرح نفسها على الساحة من جديد.
وتدفع المؤسسة العسكرية الآن فاتورة (الإنصات) لقيادات الحركة الإسلامية، التي سعت الى زرع بذرة الفتنة بين الجيش وقوات الدعم السريع، وخلقت حالة التوتر التي تعيشها البلاد هذه الايام عسكرياً وسياسياً.
فالمؤسسة العسكرية هي من فتحت الباب لتدخل عبره الفلول، وخرجت قيادتها الى المشهد السياسي تهدّد وتتوعّد، كيف لا والجيش ترك براحات الحوار والنقاش ومنصات الورش التي تناقش الإصلاح لوضع الحلول وصولا الى التوقيع النهائي، واعطى الاشارة للفوضى حتى يكون الشتات ممكنا!!
ولكن خان البرهان عهده مع قائد الدعم السريع، كما نكص وعده مع المدنيين من قبل عندما أعلن إنقلابه عليهم، هل تفاجأ محمد حمدان دقلو برفيق دربه الذي شاركه الانقلابات والفشل والهزائم والحروب، وهل اظهر البرهان وجها آخر غير الذي يألفه دقلو، ماهو حجم الصدمة التي دفعت بحميدتي لعملية إظهار القوة والهرولة الى الولاية الشمالية.
فالمراقب للغيوم على سماء القيادة الآن لا يقبل أن تكون مبررات مواسم هجرة قوات الدعم السريع للشمال، خطوة متهورة أو وليدة صدفة، دون أن يكون هناك سبب قوي، فاليوم الذي وصلت فيه قوات دقلو الى الشمال وصلت دبابته العسكرية الى الخرطوم من دارفور، أي أن تحرك الدبابات من دارفور بدأ متزامنا مع وصول قواته الى مروي، وهذا يكشف أن هناك سبباً وفعلاً قوياً، جعل ردة الفعل أقوى، رسمت المفاجأة ليست على الوجوه العسكرية والكيزانية انما حتى على المواطنين فما الذي أقلق حميدتي ومن الذي أغضبه حد التقدم لتخوم المواجهة بهذا الطريقة الجريئة..؟
فالمصادر تتحدث أن بعض المعلومات وصلت الى قائد الدعم السريع بأن عناصر النظام المخلوع، ستشرع في عمل ضد قواته وأن دولة خارجية ستكون حاضرة في مائدة المؤامرة وأن مروي ستكون نقطة الانطلاق التي تستهدف قوات الدعم السريع.
لكن هل باغت حميدتي بعروضه الذين يريد أن تصلهم رسالته، وأربك حسابات الخطط القادمة والطبخات غير المستوية،
فعناصر النظام المخلوع المصدومة مازالت تحمل (السيخ) في ميادين المعارك السياسية وباحات الإفطار (خلعتها) الآليات العسكرية المتقدمة لدقلو بكثافة عددية مُلفته، فالرجل بهذه الخطوة قال صراحة (أنه جاهز) للمعركة، ولكن دقلو جاهز لمن!!
فربما أن ثمة، (طرفاً ثالث) هدد وخطط وكان سيقوم بفعل أكبر كارثة، فدقلو رسالته ربما لا تكون للمؤسسة العسكرية والجيش، قد تكون إلى دول خارجية متربصة أو لجماعات داخلية تنتظر فرصة الهجوم عليه، لذلك ربما تكون معركته ليست مع البرهان.
لهذا أن سؤال لماذا تحرك دقلو ومن الذي دفعه للخطوة، وماهي رسالته ولمن!! أهم بكثير من الجدل في إحتمالية المواجهة بينه والجيش!!
طيف أخير:
ياوطن عز الشموخ ويا آية تنضح بالكمال ويا تراب جوه العيون بيهو المقل تزداد جمال
*نقلا عن الجريدة