الرأي

اللي تكسبو ألعبو

صفاء الفحل
تريليون وستمائة مليار ضريبة على رجل أعمال (واحد) قام بدفعها عداً ونقداً دون أن يطرف له جفن، خبر قد يكون عادياً جداً في بلد المفارقات حيث يذبح وزير ماليتها (خروف) يومياً ويركب إسطولاً من أحدث السيارات في زيارة معسكرات اللاجئين ويصرف في ذات أمين ديوانه الضريبي (إثنين مليار حافز أداء) بينما تقول احصائيات الامم المتحدة بأن أكثر من أربعة ملايين من أطفال البلاد يعانون من سوء التغذية الحاد وأكثر من خمسة ألف من أطفاله مشردين في شوارع الخرطوم ويمتلك أعلى نسبة متسولين في العالم وعلى قمة الدول الاكثر (فساداً) في العالم.

حميدتي قائد الدعم السريع

إعلان رغم الضريبة على التاجر أعلاه والتي لا نجيد نحن حساب عدد أصفارها و(توزيع) الخبر في كافة وسائل الاعلام رغم أنه داخلي ليس من باب الشفافية التي لا يتمتع بها مسئول واحد اليوم أو العبرة التي أصبحت بلا قيمة في زمن الجنجويد أو المحاسبة حتى على القتل العلني، أو كما يحاول (الفلول) تصويره بأنه ضرب لخصومها بل في الواقع آتي من باب التشفي والفضيحة أو (قرصة إذن) أو بالتعبير الأوضح في إطار الكيد السياسي، إذا ما عرفنا أن رجل الأعمال الذي تم (قرص اذنه) هذا قد رافق قائد الدعم السريع حميدتي في رحلته السرية الأخيرة التي قام بها الى دولة الامارات العربية وأن عدداً كبيراً من رجال الاعمال الداعمين لـ (حميدتي) قد تم قرصهم أيضاً خلال الفترة الماضية.
والواضح أن (الصحوة) الفجائية للسيد الأمين العام لديوان الضرائب أو زوج (شقيقة) وزير المالية، لا علاقة لها بالخوف على أموال الدولة أو حقوق المواطن البسيط أو إطعام تلك الأفواه الجائعة التي تعاني من سوء التغذية في أقاصي البلاد أو حتى في اطار تجويده لعمله بعد الحريق (الفضيحة) الذي تم في أحد مكاتب التحصيل بأم درمان، بل يصب في إتجاه آخر تماماً خاصة في هذا التوقيت الذي يدخل فيه الصراع السياسي مرحلة كما يقول المعلق الرياضي المصري الراحل محمد لطيف (اللي تكسبو ألعبو)، وهو منعطف خطير سيخسر، بالتأكيد، الجميع خاصة المواطن البسيط المغلوب على أمره في كل الأحوال.
ونحن بكل تأكيد لا نرفض أن يقوم ديوان الضرائب بواجبه في الجباية، ولكن رجل الأعمال الذي رفض الخبر إعلان إسمه وكافة الإخوة المقروصين معه خلال هذه الأيام، والذين كانوا تحت نظر وبصر الديوان طوال الفترة الماضية، ولم يذكر بأنهم متهربين (ضريبياً) الا بعد زيارة (حميدتي) الأخيرة الى الامارات، لن يخسروا هذه المبالغ او هو لا يساوي شيئاً بالنسبة لهم ولن يزعجهم اذا كان هذا (رقم ضريبة) من أرباحهم فقط فلا أحد يمكن أن يتصور كم يملكون وهم بالتأكيد سيعوضونه لو أضافوا (جنيه واحد) على بعض منتجاتهم خصما على جيب المواطن الغلبان.
مكافحة تخريب الاقتصاد جسم بلا قيمة داخل الميزانية، بل صُنع للضغط على كل وطني يدعو الى ذهاب العسكر ويجب إعادة النظر فيه، فالحرب المشتعلة والتي يستخدم فيها الانقلابيون كافة الأسلحة المشروعة وغير المشروعة سيزيد من معاناة المواطنين رغم أننا نعلم بأن ذلك لا يهم البرهان وزمرته.. ولك الله يا وطن.
والثورة ستظل مستمرة
والقصاص أمر حتمي لا تراجع عنه
* نقلا عن الجريدة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى