الرأي

العمل وشبابيك التغيير

عبدالرحيم حمدالنيل

  • ينتظر القوى السياسية التي أصابها ما أصابها في السنوات المتطاولة التي مضت؛ عملٌ كبير ومجهودٌ شاق، في إصلاح شأنها وإكمال بنيانها، فقد وصلت إلى الفترة الانتقالية منهكة، خائرة، مفككة وضعيفة؛ رغم ذلك تكبُرُ وتتعاظم المهام والمسؤوليات التي أمامها.
  • إذا تركت القوى السياسية أمر الحكومة التنفيذية للكفاءات وانشغلت بأبنيتها الداخلية وبرامجها ورؤاها إضافة إلى إقامة الورش والندوات الجماهيرية والعمل الجاد لفعل ما كان عليها فعله منذ عشرات السنين؛ فربما يمكن ردم هذه الهوة التي تكبر كل يوم بين الناس والأحزاب السياسية.
  • لا خيار أمضى من الفعل، ولا فاعلية أجدى من الحركة؛ وقد سكنت القوى السياسية بفعل فاعل، مجبرة لأزمان، وعليها الآن نفض يدها من عمل رزق اليوم باليوم وانتقاد الحكومة التي أتوا بها؛ فهذا كسل يتفوق على ما لزيدان الذي في كتاب المطالعة، وعجز يتدثر بالتبرير ويتعمم بالأفق النقدي وهماً، وهو تخاذل وضيق بصر وبصيرة ليس إلا.
  • ليس مطلوباً من القوى السياسية الآن سوى عملها الحقيقي، لا ارتداء معطف المحتج ونظارة الناقد وعليها كطرف أصيل في الوثيقة الدستورية تقنين وجودها داخل هياكل السلطة بالمجلس التشريعي، فقط، وتفرغ بقية أجهزتها للعمل والإنتاج.
  • نفتقد في السودان إلى المفكَر السياسي المنتج، من واقعنا الفريد والغريب هذا؛ لا الذي يكرر منقولات الفكر ويعيد مقولات غيره ورؤاهم؛ فالسياسة السودانية ظلت مكبلة مغلولة بالطشاش والعمى وتنكُّب الطريق إلى ذات السمكة في كل نهرٍ ووقت من تاريخنا؛ لأننا لا نُعمل الفكر وإلا فما الداعي إلى تكرار تجربة ما بعد ثورة ١٩٦٤ بمجلس سيادتها وبقية الحفلة.
  • لن تصل إلى نتائج مختلفة وأنت تسلك ذات الخطوات السابقة، وحده الاختلاف هو ما سينتج تغييراً.
  • العمل السياسي الجاد، الذي يسبقه التفكير المرتب، هو ما نحتاجه من أحزابنا السياسية وهيئاتها القيادية؛ إضافة إلى تهيئة المجال والنفوس قبل ذلك لتوسيع دائرة المشاركة السياسية والمجتمعية.
  • محزن أن تتراجع خطواتنا كل يوم، وتتقهقر أحلامنا؛ نحن الذين خرجنا في ديسمبر قبل عامين لذات الأسباب التي تتعقد أكثر الآن؛ رغم معرفتنا أن طريق التغيير طويل لكن البناء على الخطأ لن يُصلح شيئاً ولا زالت ذات البنى القديمة تُمسك بتلابيب كل شيء تقريباً.
  • الانخراط في اليومي بديلاً للعمل الإستراتيجي هو منزلق خطر، وقعنا فيه طويلاً وإلا فما الداعي للتكرار والفشل والتيه الذي يُطبق على أنفاس الحكومة وقوى إعلان الحرية والتغيير مجتمعين.
  • اعملوا واشعلوا قناديل الأمل وافتحوا شبابيك التغيير ودعوا الناس يتشاركون معكم هذا الحلم؛ لا أن تسقوهم الدم والمرارة وانعدام الرؤية والأزمات فقط.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى