الرأي

العملية السياسية ليست أداة من أدوات النضال!!

نضال عبدالوهاب
ظلّ الرفيق ياسر عرمان، أحد الفاعلين داخل العملية السياسية والقيادي السابق بالحركة الشعبية الموحدة “جناح عقار”، والحالي بتيارها الثوري الديمُقراطي، بعد المُفارقة مع مالك عقار لدعمه الإنقلاب وعدم إعترافه بمُشاركة الحركة ضمن تحالف الحرية والتغيير المركزي، ظلّ يُردد أن العملية السياسية الجارية حالياً بأنها أداة من أدوات النضال! ولاندري من أين أتى بهذا التعريف لكي يُصبغ الخط الثوري النضالي بهكذا إتفاق؟!
أن يُمجد ويُناصر ياسر عرمان أو أي أحد، العملية السياسية، هذا شأن وتقدير يخصه، لكن أن يتم تصنفيها كعمل وفعل “نضالي” فهذا محض “تغنّي” بالكلمات ذات الدلائل السياسية في غير مواضعها… تماماً كما يتم الأزجاء بالشهداء والجرحى للثورة وبذات الطريقة في ذات العملية والإتفاق، بحسبانه إنتصار لهم ولقضيتهم في الحرية والسلام والعدالة والقصاص والإصلاح…
الإتفاق لم يُنهِ الإنقلاب ولن يسقطه، وبرغم كل ما يُعلن من التوصل إليه مع الإنقلابيين يُكذبه الواقع الماثل.
الإتفاق لم يوقف قتل المُتظاهرين، وآخرهم الطفل يس صالح فتى “أُمدرمان” اليافع.
والإتفاق لم يوقف قمع المتظاهرين وتعذيب المُعتقلين بإعتراف ياسر نفسه، بل أن “المُخجل”، أنه وفي المؤتمر الصحفي الأخير للحرية والتغيير قال عرمان (إنهم ظلوا يُطالبون وبإستمرار المكون العسكري والعسكريين من خلال إجتماعاتهم بهم بوقف قمع الثوار والمُتظاهرين السلميين).. لم تخرج الحرية والتغيير بياناً ولا تصريحاً رسمياً باسمها يُدين العنف وقتل المتظاهرين مابعد الإتفاق ويُهدد بوقف التفاوض أو يُبلغون الوسطاء الدوليون بذلك.
فهل اتفاق، ومنذ الآن، لا توجد من خلاله السيطرة على أفعال العسكريين والإنقلابيين، على الأقل، في حماية المتظاهرين ووقف الإعتقال وإطلاق سراحهم وحُسن المعاملة، يُمكن أن يكون أداة للنضال من أجل مبادئ الثورة وقضايا التغيير؟؟
إتفاق حتى بكل سوئه هذا، بلا أي ضمانات تنفيذ وآليات تغيير حقيقية وبوجود أطراف فاعلة داخله ليس لك عليهم أي سُلطات، ويفعلون ما يشاءون وفي كل الملفات الإقتصادية والخارجية، ويقررون بشأنها بخلاف الأمنية والعسكرية؟؟ فماذا يتبقي إذن….
النضال يقود لتغيير حقيقي وسُلطة الشعب لنفسه، ويقود للعدالة والحريات والديمُقراطية والأمن والسلام والعيش الكريم، فأين كل هذا من خلال وجود أطراف مُعوقة لكل هذا داخله وبنود مفخخة وحامية للقتلة ونهبهم ووثيقة دستورية حاكمة مثقوبة لم تُعرض تعديلاتها حتى اللحظة مع توقيعاتها وتُنشر؟
نعم، إتفاق يُمكن أن يسير بالضغط الدولي وحرص “البعض” لأجله، لكنه سيصبح محض توقيعات وأحبار وأختام على ورق ليس إلا…
لماذا لا يتم الإعتراف، أن العملية السياسية مُجرد عودة للسُلطة لبعض أجزاء الحرية والتغيير وتقاسم لها، وأن الرابح الأكبر هي قوى الثورة المُضادة وعلى رأسهم الإمارات ومصر والسعودية وإسرائيل….
فالصحيح أن العملية السياسية أداة من أدوات الثورة المُضادة لوقف الثورة وقتلها ولشرعنة العسكر والإنقلابيين وإفلات القتلة من العقاب وإستمرار نهب ثروات البلد، وليست أداة من أدوات النضال ومُحال أن تكون كذلك…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى