الحرية والتغيير تحذر من استخدام العنف ضد مواكب 6 أبريل
الخرطوم ــ (الديمقراطي)
حذرت الحرية والتغيير الأجهزة الأمنية والعسكرية من استخدام العنف ضد مواكب 6 أبريل (غداً)، التي حددت لجان المقاومة شارع المطار وجهتها النهائية.
واستبقت السلطة الانقلابية مواكب الخميس، بإعلانها يوم غدٍ عطلة رسمية بمناسبة انتفاضة الشعب ضد نظام الرئيس الراحل جعفر نميري في 1985.
وطالبت قوى الحرية والتغيير، في بيان حصلت عليه (الديمقراطي)، الأجهزة الأمنية والعسكرية حماية المواكب الشعبية المقرر إنطلاقها في العاصمة والولايات يوم غد الخميس السادس من ابريل.
وحذرت من أي تعامل عنيف بأي درجة من الدرجات تجاه المشاركين والمشاركات السلميين في تلك المواكب.
وأشارت إلى أن ذكرى إنتصار السادس من أبريل، تأتي هذا العام والشعب يؤكد عزمه وإصراره على استكمال مقاومته الباسلة السلمية في هو مواجهة إنقلاب 25 أكتوبر، وشدّ خطاه الواثقة صوب استعادة الحكم المدني الديمقراطي دون يأسٍ.
وأفادت بأن ذلك يتم من خلال مقاومة سلمية ومدنية وسياسية باسلة مستمرة بدون انقطاع لثمانية عشر شهراً، قدم خلالها أكثر من 125 شهيداً وشهيدة وآلاف الجرحى والمصابين، مع استمرار رفض الشعب الخضوع أو الإنصياع لأي انقلاب عسكري، وتمسكه المطلق بالحرية والديمقراطية والسلام والعدالة في ظل دولة مدنية ديمقراطية.
وأضافت: “تهل علينا ذكرى انتصار ثورة أبريل والعملية السياسية الطويلة تمضي صوب نهاياتها بعد الانتهاء من الورش والمؤتمرات الخمسة المنصوص عليها في الاتفاق السياسي الإطاري، واستكمال صياغة الاتفاق السياسي النهائي الذي تأجل التوقيع عليه بسبب استئناف المباحثات المشتركة بين الأطراف العسكرية الموقعة على الاتفاق السياسي الإطاري فيما يتصل بالجوانب الفنية الخاصة بإجراءات الإصلاح الأمني والعسكري، والتي تسبب عدم إستكمالها في إرجاء التوقيع على الإتفاق السياسي النهائي في ميقاتيه في الأول والسادس من أبريل”.
وتابعت: “شهد مسار المفاوضات بين العسكريين تقدماً في عدة ملفات وتبقى أمام إنهائها، الاتفاق على القضية الأخيرة وبمجرد الوصول لاتفاقٍ عليها فإن الطريق سيكون سالكاً أمام توقيع الاتفاق السياسي النهائي، الذي سيحقق تطلعات وآمال شعبنا في استعادة مسار الانتقال الديمقراطي مرةً أخرى وخروج المؤسسة العسكرية من الحياة السياسية وتشكيل مؤسسات حكم مدنية كاملة، دون أي شراكة في أي مستوى من المستويات أو المؤسسات”.
وشددت على أن تزايد أنشطة فلول النظام البائد وحزبه المؤتمر الوطني المحلول في الآونة الأخيرة، هدفه تقويض العملية السياسية وعرقلتها وقطع الطريق عليها وتتجاهل حقائق الواقع بإسقاط ثورة السودانيين والسودانيات في ديسمبر لنظام حكمهم ورفض شعبنا عودتهم مجدداً.
وتابعت: “مثلما هزم ودحر شعبنا ذلك النظام المستبد بكل ما امتلك من أجهزة القمع والبطش، فإن ذات الشعب السوداني في مدنه وقراه قادرٌ مجدداً على إحباط وإفشال كل مخططات النظام البائد والتصدي لهم وتجريعهم كأس الهزيمة من جديد”.
ودعت الحرية والتغيير كل قوى الثورة المدنية والسياسية والأجسام المهنية والنقابية ولجان المقاومة عموماً ومنسوبي مكونات الحرية والتغيير، للمشاركة الفاعلة في مواكب السادس من أبريل في العاصمة والولايات والتمسك بالسلمية تأكيداً على رغبة وإصرار شعبنا على المضي قدماً حتى النهاية في مشواره الطويل من أجل الحرية والسلام والعدالة.
شارع المطار
وأعلنت تنسيقيات لجان مقاومة ولاية الخرطوم، عن تنظيم مواكب مليونية تتوجه إلى شارع المطار، تحمل إسم (سلطة الشعب)، في 6 أبريل المجيد.
وقالت إن “أبريل ليس ذكرى واحدة، بل كرّة وكرّة وذكرياتٌ وألمٌ ودماء ودموع وهتافات مجلجلة وخشوعٌ في محراب وطنٍ تتهادى به السُنون على موجِ التّحدي فتمتلئُ اشرعتُهُ كِفاحاً يتوجّه كزورقٍ مزدانٍ باليقين صوب التغيير”.
وأضافت: “تمرُّ علينا الذكرى الرابعة لمليونية 6 ابريل 2019 المجيدة التي مددنا معها الخطى حين خطّت بدماء الشهداء الطاهرة ميثاق التحرير والانعتاق وكتبوا سِبر الخلود بدمائهم؛.. نسأل الله أن يتقبل أرواحهم النقية التي وهبوها فداء لوطننا”.
وتابعت: “نحن إذ نُعيد ذكرى تلك الأيام ونحن الآن نمر بلحظات دقيقة من لحظات تاريخ السودان، نقاوم من حاولوا أن يطفئوا نور ثورتنا الأبدية التي يأبى الثوار إلا أن تنتصر وتبلغ غاياتها”.
غياب المركز الموحد
وقالت قوى ثورة ديسمبر إن ذكرى السادس من أبريل تمثل مناسبة ذات قيمة وطنية خاصة فى وجدان بنات وأبناء الشعب، كونها ارتبطت تاريخياً بانتفاضات الحسم والظفر على نظم الاستبداد والقهر والفساد. حيث انتصر شعبنا بتوحيد إرادته الوطنية فى إنتفاضة مارس- أبريل على ديكتاتورية نميرى فى أبريل 1985، وجدد ذات الفعل البطولي فى نضاله ضد ديكتاتورية الإنقاذ وتجار الدين فى أبريل 2019.
وأشارت إلى أن هذه الذكرى تهل والشعب يواجه أسوأ نظام ديكتاتورى فى تاريخه ممثلًا فى إنقلاب 25 أكتوبر 2021، الغادر بقيادة عبدالفتاح البرهان، والذى يعمل بكل طاقته على تحدى إرادة جماهير ثورة ديسمبر، بدفاعه المستميت عن نظام الفساد والاستبداد وحماية رموزه والحفاظ على مصالحهم وإعادة تمكينهم فى مفاصل الدولة الحساسة وفى الاقتصاد والأمن ومراكز القرار، ضارباً عرض الحائط بكل تلك التضحيات الجسام من فلذات أكباد الشعب وصبره وآلامه.
وشددت على أن ثورة ديسمبر اندلعت للتخلص من نظام تجار الدين وأرباب الفساد والاستبداد، لينفتح الباب أمام شعبنا وقواه الحية للتأسيس لوطن تسود فيه قيم المواطنة المتساوية والكرامة الإنسانية والحقوق والعدالة والسيادة الوطنية.
وأفادت بأن تطاول عمر 25 أكتوبر رغم سوءاته البائنة، سببه غياب المركز الموحد لقوى ثورة ديسمبر الحقيقية بقواها السياسية ولجان المقاومة ولجان النازحين وتنظيماتها المهنية والنسوية والمطلبية المختلفة من جهة، وبسبب محاولات بعض القوى التعايش مع الانقلاب بمساومات وتسويات المستفيد الوحيد منها هم قوى الانقلاب وأتباعهم.
ودعت قوى ثورة ديسمبر إلى تكوين نواة للجبهة الشعبية الواسعة لتوحيد قوى الثورة المناهضة للإنقلاب والرافضة للمصالحة.
وتقول منظمة (حاضرين) التي تقدم خدمات الرعاية لمصابي المواكب، في تقرير، إن فريقها العامل رصد أكثر من 7 آلاف مصاب بينهم ما يزيد عن 400 طفل. ومن بين الإصابات 955 إصابة بالرصاص و274 حالة بطلق ناري متناثر “خرطوش” و65 بسبب الدهس بواسطة سيارات الانقلاب.
ووفقًا للتقرير، الذي يُغطي من 25 أكتوبر 2021 إلى 4 أغسطس 2022، فإن 9 من بين الإصابات أدت لحدوث درجات مختلفة من الشلل، وجرى استئصال العين المصابة لـ 12 ثائرًا، إضافة إلى تسجيل 50 حالة عنف جنسي.
وتستخدم قوات الانقلاب الأسلحة المضادة للطيران والكلاشنكوف وسلاح الخرطوش الذي يطلق مقذوفات متناثرة ومسدسات تعمل بالليزر مسببة كسوراً في الأيادي، علاوة على القنابل الصوتية والغاز المسيل للدموع والأسلحة البيضاء؛ في قمع الاحتجاجات التي تُطالب بإسقاط انقلاب 25 أكتوبر 2021م على الحكم الانتقالي وسلطته المدنية.
وانقلب الجنرال عبدالفتاح البرهان في 25 أكتوبر 2021م على السلطة الانتقالية التي نصبتها ثورة ديسمبر بعد الإطاحة بنظام المخلوع عمر البشير، وواجه الشعب السوداني الانقلاب بمقاومة أبرز أشكالها المواكب الاحتجاجية التي نظمتها وتنظمها لجان المقاومة، وقابلتها السلطة الانقلابية بعنف وحشي.