التنسيق والتفاهم مع حركتي الحلو ونور يخدم أهداف الثورة والتغيير
نضال عبد الوهاب
اي محاولات لتوحيد قوى الثورة لا يكون فيها تفاهم وتنسيق مع حركتي الحلو وعبد الواحد فهي ناقصة ولا تخدم اهداف الثورة والتغيير..
من المعلوم للجميع أن هنالك حركات كفاح مُسلح شاركت وساهمت ودعمت بقوة حركة التغيير في السُودان وأُضطرت لحمل السلاح والدخول في حرب مع نظام الطاغية البشير والإسلاميين من أجل سُودان مُعافي ومُوحد وجديد، يتساوى فيه الجميع على أُسس المواطنة وليس دولة تكون السُلطة والثروة والتنمية تُقسم بحسب الدين أو الإثنية أو اللون أو العُنصر أو الموقع الجُغرافي.. كما هو الحال في السُودان منذ إستقلاله من حُكم المُستعمر الأجنبي..
بعض هذه الحركات وقفت وساندت بقوة ثورة ديسمبر رُغم حملها للسلاح ولكنها ساندت النضال المدني السلمي لقناعتها بأن الدولة المدنية الديمُقراطية التي تأتي بالحقوق والعدالة والمساواة والحريات والمواطنة الحقيقية هي مطلبهم الأساسي الذي من أجله حملوا السلاح مُكرهين لرفع الظُلم ورد المظالم وقدموا من أجله تضحيات حقيقية وضحايا وشهداء بمئيات الآلاف بخلاف النازحين والمُشردين.. بل ووقعت ضدهم حروب إبادة وجرائم ضد الإنسانية..
إلتقت إذن أهداف ثورة ديسمبر وشهدائها مع ذات أهداف تلك الحركات… لذلك دخلت ثورة ديسمبر كل مناطق جبال النوبة ودارفور والنيل الأزرق بمثل ما دخلت كل شبر من أراضي السُودان، فكانت الهتافات وشعارات الثورة من اطفال وشباب ونساء كاودا هي نفسها في العباسية وبري والحاج يوسف والخرطوم وهي ذاتها في نيالا والفاشر والجنينة وعبري وكسلا وعطبرة وحلفا والقضارف وبورتسودان والابيض ومدني وكوستي ورفاعة وكُل مدن السُودان وقراه..
ولا يزال موقف الحركة الشعبية جناح الحلو وحركة جيش تحرير السُودان عبد الواحد ثابت في دعم الثورة السُودانية وشبابها ولجان المقاومة تجاه التغيير وبناء سُودان جديد ودولة مدنية علمانية ديمُقراطية حقيقية خالية من الإستبداد والعُنف وتجارة الدين والهوس والفساد والسرقة..
ولأن صراع المصالح والفساد وإحتكار السُلطة والثروة هو من أتى بإنقلاب ٢٥ أكتوبر وقطع الطريق للإنتقال الديمُقراطي ومحاولة قتل الثورة بتحالف العسكر والإسلاميين والفلول مع دعم لقوى الثورة المُضادة التي لا تريد خير للسُودان ولا ديمُقراطية وإستقرار وتطمع في ثرواته وموارده، لذلك فإن اي عملية يُراد منها إسقاط الإنقلاب وعودة المسار الديمُقراطي لتحقيق أهداف الثورة والدولة المدنية الديمُقراطية بالتنسيق المشترك بين قوى الثورة عبر ما يُعرف بتوحيد قوي الثورة لا تمر بالتقارب والتفاهم والتنسيق بل والمشاركة الفاعلة مابين كل القوي الثورية والديمُقراطية والقوى السياسية المدنية وما بين حركتي الحلو وعبد الواحد فهي ناقصة.. و اي محاولة لتوحيد وتجميع القوى الثورية أملاً في التغيير المدني الديمُقراطي وإسقاط الإنقلاب تقوم بإقصاء أو إستبعاد أو عدم إشراك لهما فلن يكون هذا حتماً في مصلحة التغيير ولا مصلحة الدولة المدنية الديمُقراطية الموحدة والسُودان الجديد ولا يخدم مطالب الثورة..
لكل الحادبين على إسقاط الإنقلاب حقيقةً وتحقيق شعارات وأهداف الثورة التي ضحى ولا يزال يضحي من أجلها الشباب من النساء والرجال أن يجعلوا من التنسيق والتفاهم مع الحركة الشعبية جناح الحلو وحركة جيش تحرير السُودان عبد الواحد هدف إستراتيجي، ولنمضي معاً كُل العاملين والداعين لتغيير حقيقي في السُودان، يكون أساسه وخطوته الأولى هي إسقاط الإنقلاب وعودة الإنتقال الديمُقراطي، تمهيداً لحل جميع مُشكلات السُودان من جذورها وصولاً لحلول شاملة تحقق أهداف الثورة وتوازي تضحيات شبابها وكل شهداء التغيير في السُودان..