الرأي

التربية والتعليم والامتحان الاول بعد الثورة

أسماء جمعة

كلنا شهود على ما عانته المدارس الحكومية في عهد النظام المخلوع ، فقد حاربها بهدوء حتى كادت ان تنغرض بعدما سمح بتمدد المدارس الخاصة التي اصبحت من الاستثمارات الرابحة  لكوادره في طول البلد وعرضها ،ما تبقى منها عانى الاهمال حتى اصبح مكان  غير صالح للتعليم ، واعتقد انني لا احتاج الى ان اذكر  الناس بمشاكل المدارس الحكومية ، فهي لم تعد تضم غير عدد قليل من ابناء الفقراء الذين لا حيلة لاهلهم وعدد قليل جدا  من المعلمين الواحد منهم يتكفل بتدريس عدد من المواد ، كذلك بعد سقوط النظام المخلوع مرت عليها احداث كثيرة منها ثورة ديسمبر وكرونا والخريف فطال زمن اغلاقها واستخدامها لغير مهمتها ،وبلا شك لكي تبدأ عملها من جديد تحتاج الى إعادة تأهيل ولو بادنى المعايير التي تجعلها تقوم بمهامها بكفاءة.

أول امس اعلنت  وزارة التربية والتعليم عن بداية العام الدراسي 2020 – 2021 في الثاني والعشرين من نوفمبر المقبل، وستكون نهايتة في السابع والعشرين من مايو2021 ،تبدا  الفترة الأولى في الثاني والعشرين من نوفمبر القادم وتنتهي في الحادي عشر من فبراير 2021م، والفترة الثانية في الرابع عشر من فبراير 2021 وتنتهي في السابع والعشرين من مايو من العام نفسه ، وإمتحانات الشهادة الثانوية ستكون في الخامس من يونيو 2021، اي ان التقويم تغير تماما ، ولا ادري هل سيستمر في السنوات القادمة ام هذا استثناء نتيجة الربكة التي تعرض لها العام الحالي بسبب تلك الاحداث .

هذا العام  سيكون بمثابة الامتحان الاول لوزارة التربية والتعليم بعد الثورة ، وعليه هل استعدت وعالجت كل المشاكل التي تجعل المدارس مؤهلة لاستقبال الطلاب وانجاز عام دراسي مستقر ؟ خاصة وانها ستضطر الى استيعاب اعداد كبيرة من الطلاب  بسبب ان الكثير من المدارس الخاصة اغلقت ابوابها امام التلاميذ،  اما بسبب ان وزارة التربية والتعليم قامت بسحب تراخيصها بهدف ضبط التعليم الخاص وهي الفرصة التي لطالما انتظرها الناس كثيرا جدا ،أو بسبب ارتفاع تكلفة التعليم الخاص وعجز المواطنين عن تحملها ، هذا غير ان نسبة القبول للصف الاول  سترتفع حسب ما قالت الوزارة انها ستوفر مقعد دراسي لكل طفل في عمر المدرسة ،  ولذلك ستكون المدارس الحكومية امام محك هذه الاعداد .

في اغسطس الماضي أكد المدير العام لوزارة التربية والتعليم بولاية الخرطوم،  إستعدادهم للعام الدراسي وتوفير البيئة والكتاب المدرسي وإعداد المعلمين، وأعلن عن تغيير المناهج ايضا ،الولايات الاخرى لم تعلن شيئا ولكن  نتمنى ان تكون الامور في جميع انحاء البلد تحت السيطرة  .

اعتقد ان الكرة الان عادت لملعب المدارس الحكومية التي يجب ان تعود الى المجتمع بقوة وتسحب البساط من المدارس الخاصة كما فعلت هي بدعم من النظام المخلوع ، ويجب ان يساهم المجتمع  في هذا الامر من خلال الدعم والنقد البناء و كشف المشاكل والمطالبة المستمرة باصلاحها ، وهذا بلا شك سيجعل التعليم متاحا للجميع الغني والفقير ولو ان المجتمع السوداني لم يعد به الكثير من الاغنياء وهو يقبع في مستنقع الانقاذ الآسن .

 

 

  

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى