صفحات متخصصة

البرهان هو هدف الانقلاب: محاولة إخوانية جديدة لجعل الخيال أمراً واقعاً

لكي لا ننسى: عبد الماجد عليش

مقدمة :
تقاوم جماعة الإخوان المسلمين بكل ما أوتيت من قدرة، تقاوم حقيقة واقعية وهي أنها فقدت السلطة السياسية، وأن رأس السلطة وكبار أعوانه في المعتقل يواجهون تهماً جنائية بالفساد المالي، والتخريب السياسي ضد الوطن، بل واغتيال المواطنين، كل ذلك العمل المنظم ضد الوطن من أجل مصالح شخصية.

كيف تعمل جماعة الإخوان المسلمين؟
نشاط الإخوان المسلمين المقاوم لهذه الحقيقة، قاعدته الأساسية هي الكذب. أن تكذب باستمرار، الكذب بمستوياته وتنويعاته المتعددة، اختلاق الأقاويل، نسج أقاويل باطل الكلام، الكلام البذيء وساقط القول (وفي هذه المنقصة تتفوق عصابة الإخوان ويتبارى أفرادها من ذكر وأنثى في إنتاج فاحش القول والمفردات البذيئة)، إن الهدف هو تشويه وإسقاط الفترة الانتقالية والتي تمهد للتحول الديمقراطي. من أساليب مقاومة حق الشعب في حكم مدني ووطني وتسنده مؤسسات تنأى عن الفساد. من أساليب الإخوان المسلمين والتي تستكمل الكذب أسلوب الإرهاب المعنوي، وبث الخوف بين الناس باصطناع بل ارتكاب- مع سبق إصرار وترصد- فظائع إجرامية تثير إحساساً عاماً بفقدان الأمان. هذا هو الفضاء الاجتماعي الذي توجد فيه بالضبط عصابة الإخوان المسلمين كما تريد لوجودها أن يكون.

تجربة سابقة:
توفر تجربة محاربة الحكم الديمقراطي 1985- وحتى 30يونيو 1989 – تجربة جيدة للتأكيد على الأسلوب الذي كانت تتبعه صحف الإخوان المسلمين وأشهرها الراية، وألوان، بغرض تشويه صورة الحكم الديمقراطي، ثم التمهيد لتقبل الشعب لفكرة الحكم العسكري الانقلابي. في ذلك الوقت لم تكن التقنية قد بلغت المدى الذي بلغته الآن، الآن وعبر وسائل التواصل الاجتماعي يستطيع الإخوان المسلمون بسط سيطرة أكبر على الفضاء الاجتماعي. ومن المرجح أن لديهم كتائب حرب إعلامية إلكترونية تحت سيطرتها مئات المواقع على فيس بوك وغيره .
تعمل، إذن نفس ما سبق ومارسته، إشاعة اليأس والقنوط بين الناس والاستخفاف بالرأي الآخر مع إحساس طاغي بالتفوق وامتلاك مطلق الحقيقة المعرفية والقوة المادية … إطلاق ألقاب السخرية على القيادات الأخرى. إن الممارسة السياسية عند عصابة الإخوان المسلمين المسلحة تعني ممارسة التخريب بكافة أشكاله وبدون أدنى مساءلة: ذاتية- نفسية – أو عامة. تعني أيضاً القدرة على التعايش مع كل هذه التناقضات تحت غطاء كبير هو أن هذا هو الدين وأن ما يفعلونه حين ينطقون ساقط القول أو ينشرون الأكاذيب هو جهاد ديني مقدس هكذا يخدعون أنفسهم بممارسة التدين خاصتهم. لحظة التواؤم مع هذا التناقض والانسجام الذاتي النفسي معه هي لحظة كونك من الإخوان المسلمين .
لكن هذا النشاط الإجرامي، مواجه دوماً بإرادة الحياة الحقيقية الحرة والنقية، إن صراع الخير والشر لا يتوقف، ولا يستطيع الشر مهما بدا قوياً أن يعلن انتصاره النهائي، والخير في مقاومته متجدد دوماً. وتحت ضغط الخير يضطر الشر للانهيار بل والاعتراف ضمن تضاعيف تناقضاته التي لا تنقطع بل تظل تتعاقب.

إفادة وتوثيق واعتراف:
انظر إلى هذا المثال: (الحلقة شاهد على العصر)
الحوار بين أحمد منصور والمرحوم الشيخ حسن الترابي
متى سمعت بمحاولة اغتيال مبارك؟
الترابي:
يوم أخفقت
من الإعلام؟
علمت من نائبي .. كان يشرف مع جهاز الأمن على الأمر كله
نائبك علي عثمان هو الذي أبلغك بفشل محاولة الاغتيال ومعه نافع علي نافع مدير جهاز الأمن؟
نعم؟
وأنت لم تكن على علم؟
لا أنا …و لا رأس الدولة
قال الترابي: في المجلس الذي عقدناه قال إن اثنين من المصريين اللذين شاركا في المحاولة قد عادا، واقترح أن تتم تصفيتهما، فوجئت وقلت لهما (أنتم ما مسلمين؟ ما عندكم تقوى؟ فمن يقتل مسلماً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها) كيف تفعلون ذلك؟ غضبت جداً ..الاجتماع قال …لا لا يمكن أن نقتل
ما هي مبرراته؟(هيئة الكيان التنفيذي القضايا الأمنية تخص بها عدداً أصغر بالطبع…يدخل عليها أناس من القوات الخاصة
ماهي مبرراته؟
ليست شخصية، ولكن جاءوا إليه … ولم يكونوا من الحركات الإسلامية وإلا لكان جاءوا إلي أولاً ….
هل كان هذا شائعاً؟ تصفيات بعض
تتابعت بعد ذلك تصفيات
الترابي يقول لأحمد منصور إنه ممكن أن يتم الاختراق، في ذلك الوقت كانوا يمتلكون قوة، فما بالك وقد مرت أعوام ولم تعد هناك تلك القوة الأولى، وقصص الاختراق (والانقلابات المصنوعة كثيرة) والشخصيات التي تلعب أدواراً سرية كثيرة وغير مكشوفة، ومنها على سبيل المثال قصة من كان في بيت البشير فصار مديراً لمكتبه واتضح أنه تابع لدولة أخرى ويقدم خدماته لها، وتلك الموظفة التي جاء وفد من جهاز الموساد الإسرائيلي ليلقي عليها نظرة أخيرة قبيل رحيلها. نقول بدون شك هناك اختراق أمني غير مسبوق ويصعب جداً تتبعه في لحظة انهيار الدولة والوطن هذه، وبناءً عليه يكون نظراً غير متعمق وتفكير غير سديد أن يحاول أحدهم القيام بانقلاب عسكري، أو يحاول تحدي الإجراء السياسي الجاري (الفترة الانتقالية ورعاية وحماية الحكم المدني في السودان) والذي ترعاه قوى دولية، إذ من المؤكد أن محاولة القيام بانقلاب بأي شكل من الأشكال إنما سيكون إجراءً انتحارياً من المستحيل أن ينجح، حتى وإن نجح فإن صانعه أو راعيه أو القائد الذي يبشر به ويعلن عنه سيصبح هدفاً مطلوب التخلص منه من عدة جهات ومنها الجهة التي طلبت منه تنفيذ العملية الانتحارية.
رسالة وطنية :
الفريق عبدالفتاح البرهان لديك فرصة عظيمة أتاحها لك التاريخ، والظرف السياسي المعقد الآن: أنت لم تختر، فلا أحد يختار قدره، إنما تضعنا الأقدار أمام خيارات، ولقد كنت ابناً من أبناء الشعب السوداني في لحظة قيادة التغيير وتتويج ذلك الخضم الهادر باسم الوطن بإعلان وتأييد الانحياز له. هذه فرصة تاريخية هائلة قد تضعك على ذاكرة القادة العسكريين الذين انحازوا للديمقراطية وسلموا السلطة للشعب. ودونك ذكرى المرحوم عبدالرحمن محمد حسن سوار الذهب، من الواضح أن الاستجابة إلى رد فعل غير عقلاني وقد تجاوزه الزمن والأحداث من جماعة ختم الزمان عليها بخاتم الفشل إنما هو أمر لا يفضي إلى نجاح. الانقلاب العسكري المصطنع صناعة غير تقليدية على صورة اصطناعية قد تجاوزته رغبة الناس في حكم الإخوان المسلمين. قضى الأمر الذي فيه تستفتيان، فما الذي يدفعك، سعادة الفريق، محاولة مستحيلة لاستعادة الحياة في جثة يكابر أهلها بالمماطلة في تأجيل دفنها.
سأغادر الموضوعية لبرهة وأترك المجال للنزعة العاطفية وأتحدث كمن يعرف البرهان منذ زمان. ثمة إحساس راسخ ويقين مطلق بأن البرهان غير راغب مطلقاً في إجهاض العملية الديمقراطية. وعلينا أن نعمل على هذا اليقين، ولكن الظرف السياسي في غاية التعقيد، والضغوط كثيرة، ولربما يكون الرجل من أهل رد الفعل اللحظي ثم سرعان ما يعود. لنتفق على أنه تحت ضغط ولنتفق على أن نقدم المساعدة الممكنة له لإنجاح المهمة الجماعية المشتركة بيننا وهي إنجاح الفترة الانتقالية. كمثال: لا يتحمل العسكريون النقد الإعلامي المتتالي، حسنًا لنقلل من النقد اللاذع، و لنوفر بل لنخلق مقداراً من الفضاء المتسامح في معالجة الملفات الشائكة .
الأزمة سانحة للانفجار وللانتحار، وسانحة لحسن التدبر وتمتين الاختيار فلتمد القوى الوطنية يدها (جيش واحد وشعب واحد لسعادة الفريق البرهان أخ كريم وابن بلد كريم ومعاً لإنقاذ الوطن).
عودة لعصابة الإخوان وكيف يقتلون أخلص آبائهم

اغتيال الزبير محمد صالح:
في كثير من مواقع التواصل الاجتماعي كثير من الروايات عن حادثة المرحوم الزبير محمد صالح وصحبه، وكيف قضوا في تلك الطائرة والتي قيل إنها واجهت ظرفاً جوياً صعباً وسرعان ما سقطت – كما قيل- في نهر السوباط- جنوب السودان- وغرقت .
الحادثة وقعت بتاريخ12- فبراير- 1998، والوقائع المحيطة بها توفر مساحة معقولة الاستنتاجات مقبولة عن غضب نتاج احتقان بين عناصر تلك الدراما السياسية: كان هناك جو مشحون بالتوجس عن دور خارجي للزبير وذلك نتاج زياراته الخارجية، وبالأخص إلى مصر، شكوك حول تفهم تلك العلاقة بين الزبير بالرائد أروك طون أروك أحد قتلى الطائرة وكان صديقاً مقرباً جداً من الزبير، وكانا يعملان بجدية للوصول إلى صلح وسلام. لكن في السياسة سيما سياسة يلعب الإخوان المسلمون فيها طرفاً مشحوناً بأطماعهم الأزلية، لابد من فتنة وغدر، غدر بمن قدم لهم وأخلص. لهذا ظل مصرع الزبير محمد صالح أحد أسرار فترة حكم الإخوان السرية الدموية ويبدو من المؤكد أن كل الشواهد العقلانية، تشير إلى أن أحداثاً جساماً قد حدثت داخل الطائرة قبيل سقوطها وانزلاقها للنهر .
لا يحتاج ضوء النهار إلى دليل: ثمة حادثة في الطائرة، والنتيجة هي أن عصابة الإخوان لا تكترث مطلقاً لتاريخ الشخصية ولا مدى وفائها للتنظيم. الإخوان المسلمون يشيئون كل ما حولهم إلى شيء لمنفعتهم في لحظته. نحتاج لهذه المجموعة من الضباط لحركة عسكرية في هذه اللحظة بالذات وليكن ما يكون بعد ذلك.
الإعداد الجيد إعلامياً للمسرح الإعلامي أحد أهم أدوات الإخوان في لعبتهم السياسية. ماقبل تنفيذ ماهم مقبلون عليه، وعند الفراغ من مخططهم، في حادثة الزبير تتكرر صورة المرحوم الزبير والكاميرا تركز على كلماته: الموت ده نحن حا نفتش ليهو …وحا نكوسو …وحا نسعى ليهو …نحن الموت اللي بخافو منو ده حا نمشى نحن عليه.
هذا باب في الإيمان عميق، رحمه الله رحمة واسعة، ولكننا هنا أمام أحد أهم أقوى أسلحة عصابة الإخوان المسلمين وهي استخدام الصورة الإعلامية والتأثير بها على الوجدان الجماعي تتكامل الصورة – الاستخدام الترابي ينطق (أخوكم أروك طون أروك قد انضم إليكم في زمرة الإسلام).
هؤلاء هم الإخوان المسلمون، وهذا أحد نماذج الانقلاب الذي يكررونه بشكل دائم. نقف ونقول: الذي يتابع هذه العصابة المسلحة سيلاحظ أن حكمها هو سلسلة متسلسلة لا تتوقف عن محاولات لا تتوقف عن انقلابات ضدها. دوماً هناك محاولة انقلابية، هناك دوماً محاولة تخريبية. هذا الأمر قد تجاوزه الحراك الشعبي في ديسمبر 2018 وبقيادة عسكرية شعبية متفقة ومتوافقة وفي لحظة تاريخية خالدة. علينا معاً أن لا نسمح للماضي الفاشل بأن يحاول العودة بنا إلى مصير أشد إخفاقاً.
إفادة:
العميد بحري (م) صلاح الدين محمد أحمد كرار عضو مجلس قيادة ثورة الإنقاذ الوطني قال لصحيفة المشهد
(يوم وفاة الزبير رأيت الفرح في عيون بعض الإسلاميين وعندما سألت: هل مات الزبير مقتولاً أجبت بأنني أشك أنه قد مات مقتولاً. أغلب الإسلاميين فرحوا بموت الزبير وأنا رأيت الفرحة في عيون الكثيرين منهم، لأنهم قد تخلصوا من نائب عمر البشير وصاحب إمكانيات تؤهله لخلافة البشير).
استنتاج :
ألا يقود هذا التصريح إلى الاستنتاج بأن أي تحرك انقلابي، أو عسكري فوضوي يهدف للخلاص بالنتيجة النهائية من قائد التحرك نفسه، ومع الأخذ في الاعتبار الحضور القوي المؤثر لخصم آخر يكن له الإخوان المسلمون غاية العداء وهو نائب رئيس المجلس محمد حمدان دقلو (حميدتي).
أليس من السهل الاستنتاج بأن الانقلاب المصطنع يضمن ضمن حالة الفوضى الشاملة محاولة للتخلص من قيادات لن يغفر لها الإخوان المسلمون عدم خضوعها لتعليماتهم، وسيظلون أبد الدهر يبحثون عن سانحة الانتقام؟

المغدور به.. المهندس علي البشير:
تقدم جريمة اغتيال المهندس علي البشير أنموذجاً إضافياً يؤكد أن الإخوان المسلمين عصابة مسلحة لا علاقة لها بالسياسة، هذه هي الحقيقة التي يجب أن تظل ثابتة عند كل من يقترب من هذا التنظيم ذي الحلقات المتشعبة والتي يجهل أفرادها بعضهم البعض، وينفذون فقط ما يجهلون نتائجه في إلغاء تام للعقل والعقل هو ما كرم به المولى عز وجل الإنسان. يخدع نفسه عامداً متعمداً – ومنتفعاً – بمتاع الحياة الدنيا الزائل- كل من يتوهم ذاته كاتباً يخوض في أفكار هذه العصابة، ويمارس الخداع ذاته من يتوهم ذاته وقد أشرع قلمه للدفاع عنهم. لقد قدم لهم الشهيد المرحوم المهندس علي البشير كل ما وهبه الله من قدرات متميزة . كان قد تخرج في جامعة السودان ثم شارك بنشاط في عملية انقلاب 30 يونيو 1989، هو من كوادر النخبة المتميزة. وفي معارك الجنوب كان أول من استخدم جهاز الكمبيوتر وكان يرسل به إشارات من مناطق العمليات إلى رئاسة وزارة الدفاع في الخرطوم .
بعد عودته من العمل خارج السودان، تم تكليفه من قبل المرحوم الشيخ حسن الترابي بالإشراف على ملف التحقيق في محاولة اغتيال الرئيس المصري حسني مبارك. إشرافه على الملف أتاح له النظر والفحص في مقدار كبير من المعلومات، وصار يمتلك أسراراً في غاية الأهمية عن علاقة شخصيات سيادية وقيادية بجهات عديدة، خارجية وعن أدوار تقوم بها ولهذا تحول هو نفسه وهو الإسلامي منذ الصغر – والمنحاز إلى جناح الترابي في المفاصلة الشهيرة، تحول إلى هدف، وتمت مطاردته كما في أفلام السينما وتم اغتياله أمام باب منزله وأمام أطفاله وزوجته .
لقد كان المهندس علي البشير يحاول أن يقوم بدور المجاهد المؤمن بضرورة إظهار الحقيقة، وهذا نصر لا نجاة منه. إن هؤلاء القادة الكبار الذين لا يهتز لهم رمش لا علاقة لهم البتة بما يخدعون بهم جيوش أتباعهم ممن يهللون ويكبرون لقاء الفتات. إنهم يعيشون في عوالم أخرى تخصهم وتخص المصالح الدولية المتشابكة بعضها البعض وهم جزء منها.( التنظيم الدولي للإخوان المسلمين، منظمات إرهابية عديدة، علاقات ومصالح مالية وتجارية في الأسواق الدولية مع منظمات مثل حماس وشخصيات ذات ثقل مالي دولي). ولهذا كان المرحوم علي البشير شديد المثالية وهو يحاول التمسك بالمبدئية في ملف أعد خصيصاً للكبار للعب فيما بينهم وكان لابد أن يختفي – اختفاء من عرف ما لا يجب أن يعرف- فرصة وحيدة مستحيلة – إن كان القدر يتغير- لنجاته وكانت هي اعتذاره عن الإمساك بالملف لحظة تكليفه، إذ لربما…
ذلك نموذج للأسلوب المتبع لدى عصابة الإخوان، الأداء الغريزي – الجمعي حين يحس بالخطر، مجرد الإحساس، ولو كان الخطر من أحد أفراد القطيع ، فالتخلص منه أمر واقع لا محالة. لا يشفع ولا ينفع كم من التضحيات قد قدم المجاهد ولا يعني عندهم كم أفنيت من أعوام في الثغور ذوداً عن الإسلام. إنه تنظيم تحركه أصابع في غاية السرية وتقوم بأدوار مزدوجة. إن ثروات السودان بالطبع أحد أهداف هذه الأصابع الخفية اللامرئية، ولكن لهم أدوار أخرى ويصعب التكهن بها. معرفتها تتطلب التقصي العلمي المتعمق في دراستها، ثم متابعتها بالربط بين الأحداث والتاريخ الشخصي لمجمل تحركات قادة التنظيم في داخل البلاد وفي خارج البلاد.
خاتمة:
الأقلام الصحفية والأصوات الإعلامية التي كانت ولا تزال تدعو للانقلاب كسبيل لاستعادة وضع هو أفضل بكثير من الوضع الراهن، تفتقد للحد الأدنى من الوعي السياسي بشكل عام. وبكل تأكيد تعيش حالة الصدمة العصبية كونها فقدت ما كانت تعيش عليه. تفرض على القراء- أقلاماً معلومة – نمطاً سيئاً وسلبياً من الأداء الإعلامي، ويظنون أنه سيفضي إلى نتيجة خروج الشعب إلى الشارع مطالباً بإسقاط حكومة الفترة الانتقالية. إن من أسوأ الخيارات التي يختارها الضمير الصحفي الإعلامي هو خيار الانحياز لمصلحته الشخصية الذاتية. هذا عيب كبير وأمر مخجل يشمئز منه كل من له روح إنسانية نظيفة. نحن نعرف بعضنا جيداً نعرف جيداً لحظة ابتدائنا في مجال الإعلام، ونحفظ خطوات بعضنا، وننظر لمن ظهرت عليه نعمة الإخوان المسلمين ونعرف عن إحراج أحد في اختياره وإن كان رخيصاً فهذا مقياسه لذاته. اخترنا الشعب الأغبش والوطن الذي نحلم وسنحقق الحلم بأن يكون وطناً ضمن الأوطان المتقدمة … أمة الأمجاد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى