الرأي

الانقلابات العسكرية

الرأي اليوم

صلاح جلال
💎هناك جهات سياسية محبطة من حال في البلاد، وأصبحت تمني نفسها بمغامرة جديدة، تحت شعار (البحث عن عسكري مالي قاشو). العسكري المغامر الذي يقوم بانقلاب، أكيد طريقة تفكيره بتكون مختلفة عن عامة الناس، لذلك يصعب وضعه في إطار سياق موضوعي بتفكير منطقي، فهو لا يرى غير رغبته في الانقلاب. رغم هذه الحقيقة، لكنني أرى الآتي:
💎أولاً، البلد في حالة انقلاب أصلاً، ولا تحتاج لانقلاب آخر، خاصة إذا كان بقيادة نفس قيادات الانقلاب القائم: الفريق برهان، وكباشي، والعطا. وإن لم يكن تحت قيادتهم، يعني مزيداً من تقسيم المقسم، وغياب وحدة البندقية، ومزيداً من المخاطر على الانقلابيين أنفسهم. انقلاب اللواء بكرواي الذي تجري محاكمته الآن، مثال لذلك.
💎ثانياً، تقييم الموقف يطرح عدداً من الأسئلة، منها: لماذا فشل الانقلاب القائم وذات الطامحين كانوا من مؤيديه، ومازالوا؟ هل تغيرت الظروف لتوقع نجاح انقلاب الجديد؟
الكوابح لأي انقلاب في السودان، تنحصر في التالي أمس واليوم وغداً:
💎الأزمة الاقتصادية المتصاعدة والمرشحة لمزيد من التدهور في ظل المقاطعة الدولية للانقلاب القائم، وأي مغامرة جديدة غير محسوبة.

قادة الانقلاب في ٢٥ اكتوبر

💎 التعبئة الثورية ضد الانقلابات وسط الحركة الجماهيرية من لجان المقاومة والقوة المدنية والسياسية التي وصلت مستوى غير مسبوق في تاريخ السودان، مقاومة متواصلة على مدى أربعة أعوام.
💎الموقف الإقليمي والدولي الرافض للانقلابات بقيادة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وحلف إقليمي بين دول نافذه في الإقليم، على رأسها المملكة العربية السعودية.
💎موقف العزلة والتجميد من الاتحاد الأفريقي (أهم منظمة إقليمية)، وتأكيد قمته الأخيرة برفض قبول الانقلابات في مالي والسودان وبوركينافاسو، والعمل على إبطالها واستعادة المسار الديمقراطي.
💎أضف إلى كل هذه التعقيدات، عدم وحدة القوى العسكرية في مواجهة أي انقلاب بموقف الإخوة في الدعم السريع المعلن ضد الانقلابات، وإعلان انحيازهم لقوى الثورة ومعسكر الحكم المدني الديمقراطي، موقف يحسب لصالح قيادة الدعم السريع ويقربها من الشارع الثوري.
💎بهذه المعطيات، وبحسابات المنطق وتقدير المخاطر، لا يتوقع انقلاب داخل الانقلاب القائم. انتهى عهد تغيير الحكم بالانقلابات التقليدية، وانقلاب الإنقاذ عِظة وعبرة، أنكروه من قاموا به، وهم يقفون داخل قفص المحاكمة، فأصبح كاليتيم في موائد اللئام، تبرأ منه الذين قاموا به في مظهر ماسخ يقول: (الرجالة تطير).
💎💎خاتمة
العملية السياسية الجارية من خلال الاتفاق الإطاري هي الطريق الوحيد الآمن لإيجاد حل ينقذ السودان، الخيار الذي يليه تصعيد المقاومة الشعبية لتحقيق العصيان المدني والإضراب العام في مواجهة الانقلاب القائم، والاستفادة من التأييد الإقليمي والدولي لدعم الانتقال الديمقراطي والعودة إلى الحكم المدني، بالملساء (الاتفاق الإطاري)، وبالخشنة (العصيان المدني)، والثورة مستمرة والنصر أكيد. وفي الحالتين، سيتحقق الحكم المدني، ورغبة وإرادة الشعب السوداني التي لا تقهر، مهما كانت الصعاب والتضحيات.
#مدنياووو _ خيار_ الشعب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى