
✍️ مريم البشير
إلى كل الوطنيين أصحاب اللاءات الثلاث الذين لم يلحقوا بركب التوافق لقناعات راسخة عمقتها التجارب مع العسكر، ونتج عنها فقدان الثقة والإصرار على مواصلة الحراك والنضال المدني الذي أثمر نقابات لأجسام مهنية مؤثرة:
الواقع يلزمكم إعادة قراءة موقفكم لأنَّ ذات القناعات التي عمقت فقدان الثقة تفرض عليكم التوافق لتفويت الفرصة على العسكر الذين يمسكون بخيوط اللعبة لكسب الوقت، ويمنحون بذلك حاضنتهم العرجاء الجوفاء مزيداً من الضوء الأخضر لتغيير جلدها تحت مسمى آخر، في تناقض وعدم مصداقية لا تخطئهما عين عاقلٍ.
شواهد تواطؤ العسكر معهم كثيرة أخطرها المماطلة في عملية دمج الجيوش، ومحاولة افتعال خلاف بين رئيس الانقلاب ونائبه، والحشد والاستنفار.
كل ذلك للضغط من أجل القبول بالفلول بمسمى جديد منحهم الشجاعة والجرأة لتدشين حزب حركة المستقبل للإصلاح والتنمية.
فكيف تقرؤون تصريح العسكر مراراً بتوسيع قاعدة المشاركة في العملية السياسية وعدم الإقصاء لكل المنظومات الحزبية السودانية، وعبارة (ما عدا المؤتمر الوطني)؟
هل تستطيعون فهم المراوغة والمماطلة وتتوافقون مع رفاقكم في النضال لسحب البساط من وطأة البوت؟
أرى أنه يليق بذكائكم السياسي أن تتوافقوا وتغلقوا الطريق في وجه الفلول الذين يهرولون للعودة بجلدٍ ديمقراطي، خديعة أخرى يتسلقون بها إلى السلطة.
لعلكم تعلمون أنَّ ما نهبوه من موارد الشعب يمكنهم من العودة، وقد شاهدنا تدشين حركتهم وهم يحاولون تقديم أنفسهم كمصلحين يؤمنون بالتغيير والديمقراطية، هل ندعهم يمارسون النفاق ويواصلون فسادهم الذي دمر ماضينا وحاضرنا، ونعينهم بالتشتت على تدمير مستقبلنا ومستقبل أجيالنا؟
ألا يجدر بنا التوافق والتلاحم حول الاتفاق الإطاري لنلبي أشواق الشعب في تهيئة البيئة لتحول مدني ديمقراطي؟
لقد آن الأوان وتهيأت الظروف السلبية قبل الإيجابية.
لنتوافق عبر الفترة الانتقالية لنستعيد مكتسبات الشرعية الثورية، ويبدأ كل حزب في ترتيب داره من الداخل بما يتسق والتحول المدني، والتفرغ لإعداد برنامجه لإدارة الدولة السودانية الديمقراطية، وليكن التنافس في هذا المجال بديلاً عن التشرذم الذي يمكن الفلول من القضاء على الثورة ووأدها في مهدها.
* همسة
# التوافق خير للشعب والوطن.
الإطاري لا تحسبوه شراً..