الرأي

استوصوا خيرا بالنساء فهن اسباب السعادة النماء

يحتفل العالم اليوم 8 مارس باليوم العامي للمرأة، وهو يوم خصصته الأمم المتحدة عام 1977 للفت انتباه الجميع لقضايا المراة، الحكومات والمنظمات والمؤسسات والأفراد وذلك لما تمثله المراة في المجتمع، فهي قلبه النابض إذا صلح صلحت كل الاعضاء والعكس صحيح، وكذلك لتذكير المراة نفسها بقيمتها حتى لا تسمح أن يضعها الاخرون في مكان لا يليق بها.
الاهتمام بالنساء رسالة أقرتها تعاليم الدين الإسلامي قبل كل الكيانات التي تدعوا له اليوم، وذلك لأنه دين يهتم بسعادة المجتمع ورفاهيته التي لا يمكن أن تتحقق من دون نساء يتمتعن بكامل حقوقهن، ولذلك كان النبي محمد يوصي الرجال عليهن، فقد قال: ما أكرمهن إلا كريم وما أهانهن إلا لئيم، وقال في أخر وصاياه استوصوا بالنساء خيراً، والحديث هنا للرجال الذين يحكمون المجتمعات وبيدهم القرار، ولكن قليل منهم من حفظ الوصية وصانها أو ذكرها للناس أو دافع عنها، بل بعضهم نسيها وتمسك بقيم الجاهلية التي لا ترى المراة إلا خطر يهدد سمعة الرجال لانها  عورة يجب تغطيتها أو منعها من الظهور والتعليم والمشاركة الاجتماعية.
وصايا النبي محمد (ص) لامته بشأن النساء حتى اخر لحظة في حياته، ما هي الإ رسالة تؤكد قيمة المرأة بالنسبة للمجتمع حين تتوفر لها الحياة الكريمة وتمنح كامل حقوقها وتعطى الفرصة لمشاركة الرجال في إدارة شؤون المجتمع، فهي أكثر إحساساً به وأكثر قرباً منه وحبا له، وهي القوة الدافعة للرجال فليس هناك عظيم في التاريخ لم تكن خلفه إمرأة حتى النبي محمد، صاحب أعظم رسالة وأعظم مدرسة في التاريخ تتعلق بمعاملة النساء، زوجات أو قريبات أو بنات أو حتى من عامة الناس، وهو القائل النساء شقائق الرجال أي مثلهم.
ما يحزن اليوم هو ان هناك ارثا كبيرا من الجاهلية ما زال موجودا يهين النساء، وقد تمسكت به مجتمعاتنا أكثر من تمسكها بوصايا الرسول(ص) وهو مما تسبب في شقائها وتخلفها، هذا الارث يجب ان يحارب إذا أردنا مجتمعات واعية ومتطورة وصالحة، فقد ثبت أن التنمية لا تتحقق في أي مجتمع لا يعلى من شأن المراة ويقدر مكانتها، وقد قال الشاعر الأم مدرسة إذا أعدتها أعدت شعباً طيب الأعراق، وقال ايضا إذا النساء نشأن في امية رضع الرجال جهالة وخمولا، أي لا خير في مجتمع نسائه ينشأن في جهالة لأن رجاله يستغذون على الجهل.
في كل عام في مثل هذا اليوم نذكر الحكومة السودانية ونطالبها  بالاهتمام بالنساء ومراجعة أوضاعهن والعمل على تحسين مستوى حياتهن حتى يساعدن في الارتقاء بالمجتمع ونقله بسرعة إلى حياة الاذهار التطور وبناء الأمة القوية، وهذا يتطلب  معالجة القضايا التي تحرمهن من حقوقهن وتعطل تقدمهن، فكثير من الظروف والقوانين تقف ضدهن وتتعمد الحكومات عدم ازالتها.
ما زال السودان يمثل واحد من اسوأ الدول فيما يتعلق بأوضاع النساء، فالسلطة الموجودة هي نسخة اخرى من نظام الحركة الاسلامية المخلوع  عدو المراة الذي لم يخفى عدم احترامه لها حتى كانسان، واليوم نحن في ظل نظام اسوأ تمثله الحكومة الانقلابية الحالية  التي تتعامل بعدم تقدير مع مواطنيها كلهم  وتنتهك حقوقهم بكل سهولة ،ورغم هذا ظلت  المرأة السودانية قوية تسعى باصرار  لتسمو بنفسها وتتقدم وتحقق  الإنجازات، وساهمت في الحفاظ على بقاء السودان  الذي تشكل هي اهم ممسكات ما تبقى منه.
لقد آن الاوان لأن تنصف المراة السودانية، ليس من قبل الدولة وحدها بل وحتى المجتمع، والأهم من كل هذا يجب أن تستوصي النساء خيرا بأنفسهن  فكثير من الاذي الذي يتعرضن له هن أنفسهن سببه والامثلة كثيرة لا نريد ذكرها ولكن نحذرهن ونوصيهن ان يكن لبعضهن رحمة ولا يساهمن في نشر ثقافة العنف ضد بعضهن.
أمنياتنا للمراة السودانية بمستقبل افضل تجد فيه كامل الحقوق والرعاية والتقدير، ونرجو ان يكون هذا العام هو بداية مشوار جديد تنتصر فيه ثورة ديسمبر التي يمثلن أيقوناتها، وقد ساهمن في اسقاط نظام الحركة الاسلامية الذي يعتبر واحد من أكثر الانظمة قهرا للنساء في العالم في العصر الحديث، ولم ينتهي المشوار فما زالت المرأة في السودان تعاني بسبب النسخة الثانية من النظام المخلوع التي تسيطر على مقاليد السلطة، ولكنها ما زالت تعمل ايضا مع الرجال الشرفاء لإسقاطها وكسر ها كآخر حلقة من حلقات الطغاة غير المؤهلين اخلاقيا لحكم وطن يستوصي خيرا بالنساء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى