ثقافة ومنوعات

استعراض../ كتاب “الأمير الصغير”

عرض – أسامة عباس

 

 

 

الكاتب/ انطوان دو سانت إكزوبيري

انطوان دو سانت إكزوبيري (1900-1944) شاعر وكاتب فرنسي، كان يعمل قائداً لطائرات البريد، ألف مجموعة من الكتب نالت رواجاً في كأفة أرجاء العالم لم ينقطع إلى يومنا هذا، لما تتسم به كتابته من بساطة وعمق تكاد دلالاته لا تنتهي، كبريد الجنوب، وسيرة رحلاته (أرض البشر).

أما قصته هذه، فيعتذر فيها للأطفال عن إهدائه لصديقه الكبير في السن الذي كان ذات يوم طفلاً. فيها، يقول الراوي، إنه عندما كان في السادسة من عمره، عَرَضَ على رجال بالغين رَسْمه وسألهم: “هل تخيفكم لوحتي؟!”، تعجب الرجال وسألوه: “ولماذا تخيفنا صورة قبعة؟!”، فأعاد رسم المظهر الداخلي للأفعى التي ابتعلت فيلاً، لأنه عرف أن الكبار يحتاجون للشرح لكي يفهموا الرسم.

اتجه بعد أن ترك الرسم، مُتَّبعاً نصيحتهم، للاهتمام بأشياء أخرى كالتاريخ والحساب والجغرافيا ودراسة اللغة. وأصبح عندما يُقابل أحداً يبدو ذكياً، وهو نادراً ما يلتقي أحداً، كان يتحدث معه عن البريدج والغولف والسياسة وربطات العنق.

ولا يتحدث معه مطلقاً عن الأفاعي أو الغابات العذراء أو النجوم، فيسعَد ذلك الذكي بلقائه رجلاً عاقلاً، لكنه يقول إن الجغرافيا ساعدته كثيراً عندما امتهن قيادة الطائرات، في التمييز من أول نظرة بين الصين والأريزونا، وذلك أمر مفيد إذا ما تاه المرء في الليل.

وفي يوم أصاب طائرته عطل، فهبط في الصحراء. وكانت أقرب نقطة مأهولة بالسكان تبعد عنه مسافة ألف ميل، فنام ليلته تلك وحيداً على رمل الصحراء، حتى أيقظه في الصباح صوت طفل، قادم من زيارة كواكب أخرى لزيارة كوكب الأرض، يطلب منه أن يرسم له خروفاً، فارتبك قليلاً وهو الذي كان الكبار قد ثبّطوا من عزمه في السادسة من عمره عن امتهان الرسم.

___

نقلاً عن مدونة في المكتبة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى