الرأي

ارتداد عكسي…

مسامرات..

محمد ابراهيم..
* تتأسى الخرطوم… مشحونة في بؤسها.. واشارات الضياع.. تتلوى لفرط ماحاق بها من ردة اصابت كل زاوية فيها…
*والخرطوم التي كانت تتجمل امسياتها السياسية بندوات الفكر وصراع الحجة بالمنطق.. بسجالات عبد الخالق محجوب والترابي ونقد والصادق المهدي.. صراع (يهز ويرز)… تتبدل (ساخطة) فتبذل منابرها الآن لاردول ومناوي وتوم هجوها… فتبتئس الخرطوم وتكفهر….
*تفتح الراديو والتلفزيون فتتجمل بليلى المغربي وحمدي بدر الدين وصلاح طه وشمو… فطفق الزمان ليبدو وجهه الكالح بمذيعات سيماهن العي… واللتاخة.. يتصدرن المشهد كله….
ولا يستثني (الوحل) احد ما…
وكلمات الاغاني ذات السلامة النفسية (اغفرو لو ياحنين.. وجاوز من ظلم ومسامحك ياحبيبي… وفي الليلة ديك والود) نهشتها ضباع المتغولين على الفن بمنلوجات مسجاة (الفي ريدو فرط دقس… بيجي غيرو يعمل مقص)..
وينحسر عن وجه العاصمة التي كانت (تقرأ) ماتنتجه عقول القاهرة وتجمعه مطابع بيروت وجها اخر يتسارع في الرداءة…
* هي بمسرحها القومي الذي استقبل ام كلثوم ونزار قباني والماغوط يفتح ذراعيه لزنفولا وعشة الجبل ومروة الدولية…
تحولت رأسماليتها الوطنية (حسون وعبد المنعم محمد والشيخ مصطفى الامين) بالكاردينال وسوداكال واسامة داؤود.. ينهشون بدن الوطن والناس والارض…
حتى شيوخها وصوفييها امثال حسن احمد حامد وعبد الجبار المبارك والبرعي ومحمد احمد حسن … احالتهم الخرطوم الى الشيخ الامين وعبد الحي يوسف والشيخ (التفاف).
وعندما يزهر (الانحطاط)… تنزوي الحقيقة….
آخر السمر…
عزيزي… ليس عليك سوى ان تتجول متفحصا الشوارع والوجوه والبيوت والقنوات ستجد ان ارتدادا عكسيا سياسيا واقتصاديا وسلوكيا واجتماعيا يخنق حلقوم الخرطوم المتكورة على هضاب اسى وتردي وتنتكس الى عصور الاظلام والعتمة….
صحيفة المستقبل
صدق… 👍

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى