عمر عوض جميل*
* أمحكوم علينا أن تنفطر أكبادنا في كل يوم جراء مايحدث أمامنا من هذا القتل العبثي الذي يصطاد عيالنا في الشوارع في كل يوم ودون ذنب وعلى ايدي وحوش يتزينون بزي الشرطة ويحملون سلاحها وشاراتها ورتبها وذخيرتها أمام ناظرينا وأمام قادتهم (الأشاوس )….؟
* من الذي علم هؤلاء أن القتل للأبرياء في المواكب والمظاهرات السلمية هو الواجب الذي لا ينبغي التقصير أو التفريط فيه؟ وماذا يتعلمون في الكلية التي تخرجوا منها بالضبط في مجال (قواعد الأشتباك) أو في مجال (فض الشغب) أو (السيطرة على النيران) أو (ضبط السلاح) أو (تبديل الصفوف) و(الأنسحاب) و(التقدم) و(التبادل النوعي للقوات بالميدان) ومن الذي علمهم نظرية (شوت تو كل) هذه حتى حفظوها عن ظهر قلب وطبقوها بحزافيرها؟؟؟؟ وهل بات صيد مثل هذه الغزلان البرية هو الواجب والمطلوب لتمام (الشغل)…؟ وهل يحاسبون من قادتهم على كسبهم الرخيص وعلى كمية الصيد والزخيرة المستهلكة في الصيد…؟ وهل يشدون على أيديهم مهنئين بالنصر المؤزر والنجاح الذي أحرزوه بعد مطاردة الغزلان بعد العودة من (عملياتهم) العسكرية ضد (العدو)؟؟
* لن أسأل عن نصيب هؤلاء من شرف الجندية ولن أسأل عن الوطنية ولا عن النخوة ولا عن الضمير ولا عن الشهامة ولا عن الوجدان السليم ولا عن الرجولة فيقيني أن نصيبهم فيها صفر كبير مثل نصيبهم من الرحمة ومخافة الخالق عز وجل…
* ترى هل من يقودونهم أيضآ هم على هذا الفقر من القيم والفضيلة أم ماذا؟
* إلى أين نحن منساقون أيها الساده بعد أن غدا باطن الأرض خير من ظاهرها؟
* لقد تركنا هذه المهنة أو تركتنا منذ نيف وثلاثون عاما وتدرجنا حتى بلغنا السقف على إمتداد نيف وعشرون عاما وخدمنا الوطن في كل أرجائه في الحرب والسلم ولم يحدث أن شهدنا يوما شيء مثل ما يحدث اليوم أمامنا!!
* من ينجينا من إنتمائنا لهذه المهنة بعد أن غدا مجرد الإنتماء لها (سبة) وعارآ على جبيننا ولم يعد شرفا نفاخر به الناس…؟
* أنقذونا بالله قبل أن يطبق القبر علينا جوانبه فلم نعد نحتمل ولم يعد في معين صبرنا مزيد!!!
* ألم يعد لبس الكاكي أو الشارات أو الرتب الرفيعة وحمل السلاح عارا على كل زي مروءة أو نخوة أو شرف أو ضمير؟ هل يمكن ان نتزيأ بها أم لم نعد أهلا لها؟ أنستصحب من الناس من لا يلائمنا؟ أم نكون مثل صاحب أبو الطيب الذي قال فيه (فقد يتزيأ بالهوى غير أهله ويستصحب الأنسان من لا يلائمه).
* وأخيرا هل هذه الشرطة التى نعرف؟؟
* وهل جاء هؤلاء الرجال من أصلاب أولئك الميامين الذين تسنمنا قيادتهم في سالف الأيام؟ من أكلنا معهم (الملح والملاح) وبتنا معهم في (الخنادق) جنبا لجنب لحماية الأهلون من بطش العدو؟ أولئك الأخيار الميامين من الرجال الذين لم يوجه أحدهم سلاحه يوما لصدر الوطن من (قيام الوسط) كما نشاهد… ومن كانت سلامة الوطن وأهله أهم عنده من سلامته..
* لم نعد نحتمل المزيد….!!
*(اللهم لا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك ولا يخشاك ولا يرحمنا )
*ضابط شرطة متقاعد.
*منقول من فيسبوك