أسرة أحمد الخير تُطالب السُّلطة المحلية بعدم التطرق للعفو عن القتلة

الخرطوم ــ (الديمقراطي)
طالبت أسرة شهيد الثورة الأستاذ أحمد الخير، النُظار وشيوخ القبائل والعمد، بالكف عن دعوتها للعفو عن قتلته. وقالت إن “طلبكم للعفو واستجابتنا لكم ينافي ما تنادون به وهو (العفو لله) اي إننا نستجيب لكم وليس لله”.
وظل جهاز الأمن، الذي مارس أبشع الانتهاكات بحق السودانيين، بما في ذلك التعذيب والإخفاء القسري والقتل والتدخل في الشأن السياسي والاقتصادي، يُرسل الوفود إلى أسرة الأستاذ للعفو عن منسوبيه القتلة.
وقال شقيق الشهيد سعد الخير، في بيان شديد اللهجة إلى النظار وشيوخ القبائل والعمد حصلت عليه (الديمقراطي)، إن جريمة القتل من أبشع الجرائم وهي بعد الشرك بالله، حيث قال عليه الصلاة والسلام (لا يزالُ المرءُ في فُسْحَةٍ من دينِهِ ما لم يُصِبْ دماً حراماً).
وأشار إلى أن قضية الشهيد المعلم أحمد الخير تختلف عن باقي القضايا، إذ أن القتل تم في مكان آمن كان ينبغي أن يوفر له قدراً من الأمن، وللأسف تم القتل بالتعذيب، وكما هو معلوم في الأعراف السودانية فإن التعذيب دخيل على المجتمع السوداني.
وأضاف: “نقدر حماسكم في الأعراف ولكن مقتل الشهيد تخطى كل الأعراف السودانية، إن كرامة الإنسان تقتضي المحافظة عليها حتى في إقامة الحدود صوناً لنفس خلقها الله في أحسن تقويم، فحتى أسير الحرب تحفظ كرامته بعد أن كان مقاتلاً، وربما يكون قد قَتل أخاك أو أباك ولكن الآن صار أسيراً”.
وتابع: “والله ثم والله.. ولما أعلم عن أخي ورفقائه من صدق، لو تركوهم ذهبوا لصلاة الجمعة لعادوا طوعاً إلى محبسهم والمسجد كان قريباً منهم”.
وشدد على أن القتلة منعوا الشهيد من الصلاة حتى ينفذوا ما أرادوا، فيما صلى الضابط نفسه في المسجد ولكنه لم يستفد من الخطبة شيئاً لأن قلبه مملوء بالحقد على المعتقلين وقد نفذ جريمته بعد صلاة الجمعة وأصاب هو ومن معه من ضباط وضباط صف وجنود، من أجسادهم مالا يستطيعون أن يصلوا صلاة العصر والمغرب والعشاء حتى فاضت روحه وباقي زملائه، كانوا يتألمون من شدة ما أصابهم.
وأردف: “ومع ذلك يحدثنا المتهم الأول وباقي المتهمين بأنهم اسلاميين وبفعلهم هذا (أي التعذيب) هم من يدافعون عن الإسلام، بل أوصياء عليه، فالقصاص جزاء فعلتهم (جزاءً وفاقاً)”.
وشدد البيان على أن قتل الشهيد أصابه في مقتل، حيث “رأيت بعيني ما أصاب أخي في كامل جسده وصورته لا تكاد تراوح ذهني. حتى ضابط الشرطة المتحري في البلاغ الذي كان يحدثني عن شجاعته في التعامل مع المشارح والجثث خرج من المشرحة ووجدته مصادفة وهو يبكي ويغسل وجهه، وهذه مشاعر إنسانية صادقة، فهو لا علاقة له بالشهيد بأي صلة”.
وقال إن قتل النفس تعذيباً وفي مكان آمن، هو سلوك لا يشبه البتة السودانيين وسلوكهم.. هذا أشبه بقطّاع الطرق، كل الذي بينهم والشهيد (اختلاف رأي).
وتابع: “أنتم تطلبون العفو لشخص لا يستحق.. ولقد تابع السودانيون سلوكهم في يوم النطق بالحكم وهم يصيحون (نحن أسود، نحن وحوش، ما بنخاف الموت) هل تريدون العفو لأوغاد، لسان حالهم (ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه)”.
ووجّه شقيق الشهيد سؤالا إلى العمد والنظار وشيوخ القبائل: “هل تريدون عفواً لأوغاد كانوا يتلذذون بالتعذيب متكئين على وسادة السلطة؟”.
وأضاف: “عليكم أن تقفوا معنا ولو كان هنالك مجال للعفو لصفحنا وما احتجنا لأحد منكم، كما إن طلبكم للعفو واستجابتنا لكم ينافي ما تنادون به وهو (العفو لله) أي إننا نستجيب لكم وليس لله. فكل الذي نريده أن تقفوا معنا، فإن لم تستطيعوا فاتركونا”.
وأكد البيان على أن المطالبة بالعفو تفتح الباب على مصرعيه لارتكاب وتكرار هذه الجريمة، والتي لم تتوقف بسبب عدم القصاص الذي فيه حياة للابرياء الذين يدفعون أرواحهم ثمنا غالياً لمثل هذه الممارسات.
وقضت محكمة في 29 ديسمبر 2020، بإعدام 29 من عناصر جهاز الأمن والمخابرات الوطني الذي تحول اسمه إلى جهاز المخابرات العامة بعد الثورة، لضلوعهم في قتل المعلم أحمد الخير تحت التعذيب.
وأيدت المحكمة العليا في 14 فبراير 2021، الحكم الصادر من محكمة الموضوع الخاص بإعدام 29 من عناصر الجهاز قصاصاً، وينتظر تشكيل وموافقة المحكمة الدستورية لتنفيذ الحُكم.