الرأي

أرضاً سلاح

(١)
• أمس تم التوقيع على إعلان المبادئ بين حكومة السودان أناب عنها رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان ورئيس الحركة الشعبية شمال القائد عبدالعزيز الحلو، والذي يتضمن تأسيس دولة مدنية ديمقراطية فيدرالية تضمن حرية الممارسات الدينية ولا تتبنى ديناً رسمياً ولا تفرض ديناً على شخص.
•بهذا التوقيع تكون السلطة الانتقالية قد اقتربت خطوات كبيرة من إرساء السلام الشامل في السودان، ويتبقى الاتفاق مع القائد عبدالواحد محمد نور ليكتمل المشهد، وسيكون وجود عبدالواحد في عاصمة جنوب السودان هذه الأيام سانحة طيبة للتفاؤل بقرب اكتمال لوحة السلام.
• المراقب للشأن السوداني يلاحظ محاولات رئيس المجلس السيادي ونائبه عبدالفتاح البرهان ومحمد حمدان دقلو والشِق العسكري؛ الحثيثة؛ لكسب رصيد سياسي عبر مداخل السلام والاتفاقيات الدولية.
• فبينما كان كباشي هو حجر العثرة التي وقفت في سبيل ذات الاتفاق الذي توصل إليه رئيس الوزراء مع عبدالعزيز الحلو في سبتمبر من العام الماضي وقال عنه إنه عطاء من لا يملك لمن لا يستحق، وأن العلمانية هي قرار مؤسسات لا أفراد؛ وقع رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان إعلان مبادئ يقضي بفصل الدين عن الدولة.
• رغم أن عددهم لا يتجاوز خمسة أفراد، ظل أعضاء المجلس العسكري؛ يسيطرون على مفاصل القرار السياسي والاقتصادي في السودان، كلقاء البرهان بنتنياهو في عنتبي وتمهيده لقرار التطبيع مع إسرائيل، اتفاق جوبا للسلام الذي قاد الوفد الحكومي ووقع عنه نائب رئيس مجلس السيادة حميدتي؛ غيّر رئاسته للجنة العليا للطوارئ الاقتصادية ولجنة نزع السلاح والعديد من اللجان.
• اختطاف القرار السياسي والتنفيذي والمبادرات؛ من قبل الشِق العسكري في المجلس السيادي؛ رغم ما أقرّته الوثيقة الدستورية من صلاحيات شرفية للمجلس السيادي؛ بينما منحت رئيس مجلس الوزراء كافة صلاحيات رئيس الجمهورية.
• جبنت القوى السياسية عن اتخاذ قرار سياسي بالإجماع يقضي بفصل الدين عن الدولة ولو حرصاً على السلام ووحدة السودان وسلامة أراضيه، بينما تقدم البرهان لذلك وكسب رصيداً على حساب القوى السياسية ورئيس الوزراء.
(٢)
• يعيش إسلاميو السودان أسرى التناقض فبعد أن اقتلعتهم ثورة ديسمبر من السودان؛ فرَّ كثير من قياداتهم ورموزهم بالأموال التي نهبوها أثناء حكمهم، واستقر بهم المقام في الدول العلمانية “تركيا” و”ماليزيا” وغيرها؛ هرباً من المحاسبة على ما ارتكبوا من فساد ونهب للمال العام.
• الآن ستعلو أصواتهم رفضاً لفصل الدين عن الدولة؛ والذي استمتعوا بثمراته في الدول التي هرعوا إليها إثر سقوط نظامهم البغيض؛ دوناً عن بقية الدول، وهذا دأبهم؛ فقد أعلنوا عن نظام إسلامي، بينما لم يتحلوا بذرة من تعاليم وأخلاق وقيم موجودة في كافة الأديان؛ فقتلوا وسرقوا وانتهكوا واغتصبوا وأحرقوا القرى والنساء والأطفال؛ وساروا بين الناس بخطاب الكراهية والعنصرية وكرّسوا للجهوية وفصلوا السودان وأشعلوا فيه الحروب والكوارث؛ رغم ادعاءاتهم أنهم وكلاء الله في الأرض.
• مسكين “بانقا”؛ حاصرته الحرية الشخصية والعلمانية والتطبيع؛ ولا يعرف ماذا يفعل.
(٣)
كتب محمد الحسن سالم حميد:
إيدك معاي
قرب تعال بي جنبي جاي
أمسك معاي نبني المهدم
ونزيل ربوب هما مردم
يات يوم نقوم فجر الصباح
نسمع منادي القوم يقول.
أرضاً سلاح
أرضاً سلاح

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى